تولون (فرنسا) - قال وزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي الثلاثاء إن بلاده قررت تسليح طائرات مراقبة بدون طيار تابعة لها في غرب أفريقيا في إطار عمليات مكافحة الإرهاب التي تستهدف المتشددين الإسلاميين. وجعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاربة المتشددين الإسلاميين هدفه الأول في السياسة الخارجية والانتقال إلى طائرات بدون طيار مسلحة يناسب تشديدا في السياسة في وقت يبدو فيه من غير المرجح بشكل متزايد أن تسحب باريس قواتها من المنطقة في المدى المتوسط والبعيد. وتملك فرنسا حاليا خمس طائرات استطلاع غير مسلحة من الطراز ريبر في نيامي عاصمة النيجر لدعم عملية برخان لمكافحة الإرهاب التابعة لها بأفريقيا والمؤلفة من 4000 فرد فضلا عن واحدة في فرنسا. وتهدف عملية برخان العسكرية التي تقودها فرنسا مع خمس من دول الساحل الافريقي إلى قطع الطريق أمام المجموعات المسلحة المتطرفة التي تنشط عبر الحدود في الصحراء مترامية الأطراف مهددة استقرار بلدان افريقية جديدة. وقال بارلي في كلمة للجيش "فيما وراء حدودنا العدو أكثر قدرة على التخفي والحركة ويختفي في صحراء الساحل الشاسعة ووسط السكان المدنيين". وأضاف "في مواجهة هذا، لا يمكن أن نبقى ساكنين. ينبغي أن تتكيف وسائلنا وعتادنا. وبوضع ذلك في الحسبان قررت تدشين عملية تسليح طائراتنا بدون طيار الخاصة بالتجسس والاستطلاع". ومن المقرر أن تتسلم فرنسا في العام 2019 ست طائرات أخرى من بين 12 طائرة ريبر من شركة جنرال أتوميكس الأميركية كانت الحكومة الفرنسية طلبتها بعد تدخلها في العام 2013 في مالي لتحل محل طائرات هارفانج التي تصنعها شركة إي.إيه.دي.إس الأوروبية. ويدفع ماكرون بشدة نحو انجاح مشروع القوة الافريقية المشتركة لدول الساحل (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد) وألقى في الأشهر القليلة الماضية بثقله في دعم المشروع ماليا وعسكريا وسياسيا. وكان قد التقى في يوليو/تموز بقادة دول الساحل الخمس لتحقيق مشروع القوة الإقليمية المشتركة لمكافحة المجموعات المتطرفة كضيف شرف على القمة التي جمعت زعماء الدول الخمس. ووعد ماكرون بتقديم مساعدة مالية وعسكرية لقوة مجموعة دول الساحل الخمس، لكنه حضها على اظهار المزيد من الفاعلية في التصدي للمتطرفين الاسلاميين. وأوضح في افتتاح القمة أن باريس ستقدم 70 عربة فضلا عن دعم عملاني قائلا "في المستوى العسكري نقدم جهدا تفوق قيمته ثمانية ملايين يورو حتى نهاية العام" للمشروع الذي أطلق عليه "التحالف من أجل الساحل". ويأمل الرئيس الفرنسي من خلال هذا المشروع تخفيف الأعباء عن القوات الفرنسية هناك في مواجهة مجموعات متطرفة نجحت في الحاق الأذى بحكومات المنطقة وشكلت أبرز عوامل عدم الاستقرار فيها.
مشاركة :