دار جدل كبير بين قرّاء "الاقتصادية" حول الجدوى من حفلات المعايدة التي تحرص على إقامتها الوزارات والجهات الحكومية في اليوم الأول من الدوام بعد العيد، فمنهم من رأى أنها تزيد من علاقات الود والتآلف بين الموظفين، فيما رأى آخرون أن هذه الحفلات مكانها المناسب خارج الدوام وفي مواقع غير الجهات التي تخدم المواطنين والمقيمين. جاء ذلك في تعليقاتهم على القصة المصوّرة التي نشرتها الصحيفة أمس بعنوان: "معايدات الأجهزة الحكومية .. كعك وأوقات مهدرة"، حيث قال قارئ: "بالأمس راجعت بلدية صفوى لكن - مع الأسف - لم أجد إلا ثلاثة موظفين، وحين سألت قالوا "تعالى بكرة .. اليوم عيد" .. كيف اليوم عيد وتترك مصالح المواطنين دون أي اهتمام لا من المسؤول ولا الموظف، وقال محمد: (كيف يعني "وقت مهدر"؟ صارت المعايدة "وقت مهدر" .. أحسن نلغي العيد عشان أوقاتنا ما تصير مهدرة!). ورأى محمد الحاقان أن ساعة من الزمن للمعايدة في السنة وإيجاد نوع من الألفة بين الموظفين مهمة، فيما أكد عبد الرحمن أنه ليس عيبا أن نقيم احتفال "أخويا" لمنسوبي أي جهة، لكن العيب أن تكون مقصرا ومبذرا فى الوقت نفسه. ورفض إبراهيم اعتبار حفل معايدة الموظفين بـ "وقت مهدر"، وهو أساس المودة والألفة والتراحم والتعاون كفريق وكعائلة لتقديم الخدمات للمواطن والوطن، فساعة معايدة لجميع القطاعات الحكومية والخاصة لها أثر كبير في تقوية العلاقة والتعاون. وقال خالد الخالدي: "العمل مكان للعمل وليس للكيك والكنافة والحلويات الشرقية وفيه إضاعة للمال والوقت الذي أؤتمنوا عليه وهو لخدمة المواطن.. وإذا أرادوا عمل عيد يجتمعون في العيد بمعرفتهم"، فيما قال عكرمة: "لو أرادوا أن يجعلوا مثل هذه الاحتفالات التى أرى في أوقات الدوام أنها غير مقبولة، وإذا زاد الوقت على حده أصبح حراما تضييع وقت الدوام في أشياء المفروض آخر يوم من الاجازة تقام"، وقال الفريحي: "أرى أن الاحتفال بالعيد مطلوب، لكن مع عدم تعطيل المراجعين ولا الإسراف في الاحتفال". وخرجت صور احتفالات معايدة الأجهزة الحكومية لمنسوبيها، أمس، بمظاهر سبق أن حذرت منها هيئة الرقابة والتحقيق بعدم هدر الوقت والصرف الزائد على مظاهر الاحتفال. وأظهرت الصور اعتماد جُل مسؤولي الوزارات والإدارات، وقد تقدموا المشهد الاحتفالي مع طاولات طويلة مملوءة بالكعك والمأكولات والمشروبات. وعملياً استغرقت الاحتفالات ما لا يقل عن ساعتين؛ ما أسهم في تعطيل الموظفين معاملات المراجعين الذين لا تعنيهم حفلات المعايدة بأي شكل من الأشكال. وكانت هيئة الرقابة والتحقيق قد شددت على الترشيد في الاحتفالات وعدم هدر وقت العاملين وضياع حقوق المراجعين. وكانت الصحيفة قد نشرت قبل يومين تقريرا حول تخصيص جهات حكومية حفلات للمعايدة، حيث جرى تنبيه مسؤولي الوزارت والإدارات على عدم المبالغة في التجهيزات، واختصار فترة المعايدة، مشددة على عدم تعطيل العمل، والتأخر على المراجعين والصرف المبالغ فيه. ويرى متابعون أن عادة معايدة الموظفين في الوزارات أصبحت سمة منتشرة في كثير من الوزارت والإدارات الحكومية، التي توقف معاملات مراجعيها بحجة "المعايدة" التي تكلف من ميزانية الجهة المنظمة مبالغ دون وجه حق، بل إن بعضها يبالغ في المأكولات والمشروبات.
مشاركة :