كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو، الأربعاء، أن التعاون مع الدول العربية وصل إلى "مرحلة غير مسبوقة" في تاريخ إسرائيل، ولكنه لم يبلغ مرحلة "الظهور علنا بعد"، على حد تعبيره. وجاءت تصريحات نتنياهو في كلمة له خلال احتفال بعيد السنة العبرية الجديدة بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، حيث تحدث عن العلاقات الخارجية الإسرائيلية والجهود المبذولة لتعزيزها مع مختلف دول العالم ومن بينها دول عربية وإسلامية، وفقا لما نُشر عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك". وقال نتنياهو: "إننا نقف حالياً في مكان مختلف، فالحلف مع الولايات المتحدة ومع أمريكا الشمالية عموماً أقوى من أي وقت مضى، كما أننا نقيم علاقات متينة مع أوروبا ونطور علاقاتنا مع أوروبا الشرقية. والانطلاق الكبير يشمل كافة القارات إضافة إلى عودتنا إلى إفريقيا، والانطلاق كذلك بالجهود الكبيرة التي نبذلها في آسيا، فلم تقم اتصالات حقيقية مع الصين وعلاقات على هذه الدرجة الكبيرة مع الهند واليابان في أي وقت مضى، ناهيك عن الدولتين الإسلاميتين أذربيجان وكازاخستان". وأضاف: "كل ذلك قد تغير فجأة خلال العامين الماضيين. ويطرأ تغيير ملموس مع روسيا مما يشكل تحولاً ضخماً... الكلام يدور عن تغيرات هائلة وعن تحول جوهري حدث للتو، ولا ننسى أستراليا التي وصلنا إليها أيضاً. إننا نقوم حالياً بتطوير العلاقات مع قارة أمريكا اللاتينية، التي تشكل كتلة كبيرة تضم دولاً ذات أهمية بالغة. إننا ندخل ساحة جديدة". وأوضح نتينياهو أن "الفرضية السائدة سابقاً تقضي بأن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، وهو أمر كنا نريده وما زلنا نريده، سيفتح أبواب العالم أمامنا، ومع أن ذلك سيساعد بدون شك، فإن أبواب العالم قابلة على الانفتاح بدون ذلك أيضاً، ولكنه لا يقلل من أهمية دراسة المسارات والعملية السياسية والتطبيع". وقال نتنياهو: "أود ذكر كتلة دول أخرى في سياق دخول إسرائيل إلى ساحات جديدة، ألا وهي كتلة الدول العربية، فالذي يحدث بالفعل معها أمر لم يسبق حدوثه في تاريخنا حتى عندما كنا نبرم الاتفاقيات. وبالرغم من عدم بلوغ التعاون بشتى الطرق والمستويات مرحلة الظهور علناً بعد، إلا أن الأمور الحاصلة بصورة غير معلنة أوسع نطاقاً إلى حد كبير من أي حقبة مضت على تاريخ دولة إسرائيل". وأضاف: "الذي يحدث أمامنا يعد تغييراً كبيراً يحدث رغم حقيقة أن الفلسطينيين وللأسف الشديد لم يعدلوا بعد من شروطهم للتوصل إلى تسوية سياسية، مع أنها غير مقبولة بالنسبة لقسم كبير من الجمهور، ورغم ذلك يحدث تغيير، يعود إلى كوننا ننمي قوتين تأتيان معاً بقوى ثالثة. أي نقوم في إطار سياسة محددة بتنمية القوة الاقتصادية-التكنولوجية التي تسمح بتنمية القوة العسكرية-الاستخباراتية الإسرائيلية وهذا الدمج يمنح قوة سياسية مما يشكل مفهوماً جديداً".
مشاركة :