أعلن المغرب وإسبانيا أمس عن تفكيك خلية إرهابية جديدة مكونة من 6 أشخاص كانت تخطط لتنفيذ هجمات إرهابية خطيرة في البلدين ويتدرب أفرادها على الذبح، وذلك بفضل تعاونهما الأمني.وجاءت هذه العملية بعد أسبوع فقط من لقاء خوان إغناسيو ثويدو وزير الداخلية الإسباني مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت في الرباط، واجتماعات جمعت مسؤولين أمنيين كباراً في البلدين على خلفية هجوم برشلونة الذي نفذه 4 مغاربة، وأوقع 16 قتيلاً في عملية دهس بشاحنة استهدفت حشوداً في شارع لارامبلا بإقليم كتالونيا في 17 أغسطس (آب) الماضي.وذكر بيان لوزارة الداخلية المغربية أمس أن المكتب المركزي المغربي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (الاستخبارات الداخلية) تمكن من تفكيك خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر موالية لـ«داعش» تم إيقافهم في بني شيكر بنواحي مدينة الناظور (شمال البلاد)، من بينهم إسباني من أصل مغربي يقيم بمدينة مليلية، وذلك في إطار التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية في مجال مكافحة الجرائم الإرهابية.وأوضح البيان أن هذه العملية الاستباقية تزامنت مع قيام المصالح الأمنية الإسبانية بمليلية بإيقاف شريك آخر لعناصر هذه الخلية الإرهابية، التي أكدت التحريات في شأن أعضائها أنهم كانوا ينشطون في استقطاب وتجنيد شباب لمصحة «داعش» بالموازاة مع إشادتهم بالأعمال الوحشية التي ينفذها مقاتلوه سواء داخل الساحة السورية - العراقية أو خارجها.وأضاف أن التحريات الأمنية كشفت أيضاً أن أفراد هذه الخلية خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية نوعية بكل من المغرب وإسبانيا، حيث انخرطوا في عقد اجتماعات سرية ليلاً، إضافة لقيامهم باستعدادات بدنية، وتدريبات على كيفية تنفيذ عمليات الذبح باستعمال أسلحة بيضاء.وأشار البيان إلى أن تفكيك هذه الخلية الإرهابية جاء في ظل تصاعد حدة الخطر الإرهابي الذي يتربص بالبلدين، وسعي «داعش» إلى تكثيف عملياته خارج معاقله بكل من العراق وسوريا، من خلال تحريض مناصريه على تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية. وخلص البيان إلى أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء التحقيقات التي تجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة.من جانبها، كشفت وزارة الداخلية الإسبانية بعض التفاصيل عن زعيم الخلية الإسباني من أصول مغربية الذي كان من بين المعتقلين والمشتبه في انتمائه للخلية الإرهابية. وقالت إن المتهم يبلغ من العمر 39 عاماً، ويقيم في مليلية، مضيفة أن المشتبه فيه الذي اعتقل في الناظور «له سوابق عدلية» وسبق أن تم اعتقاله مرات كثيرة في المغرب.وحسب وزارة الداخلية الإسبانية، فإن زعيم الخلية كان يجري عمليات تلقين وتجنيد، مستغلاً عمله مساعدا تربويا في مركز لإعادة تأهيل وتعليم القاصرين بمدينة مليلية، وتمكن من إتمام نشاطه في التجنيد بعد أن شكّل خلية إرهابية بهدف الانتقال إلى تنفيذ أجندته الإرهابية الخطيرة.كما كشفت وزارة الداخلية أن أحد الموقوفين الخمسة الآخرين يحمل تصريحاً للإقامة القانونية في مليلية، حيث تم إلقاء القبض عليه. وأضافت: «هذه العملية تبرز التعاون المتميز بين سلطات البلدين، مما أتاح تحييد تهديد خطير وشن عملية لا تزال مستمرة».وكانت السلطات الأمنية الإسبانية قد كشفت أن مجموعة من العمليات المشتركة بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية تم القيام بها منذ أن رفعت إسبانيا في يونيو (حزيران) 2015 من مستوى الإنذار ضد الإرهاب إلى الدرجة الرابعة، وأن هذه العمليات مكنت من توقيف 175 شخصاً لهم توجه عنيف ومتطرف.
مشاركة :