تعاون مغربي إسباني يطيح بخلية إرهابية موالية لداعشحقق المغرب نجاحا بارزا في إطار محاربة انتشار التطرف وإحباط مخططات الجماعات الموالية لتنظيمات إرهابية. ويرى مراقبون أنه من الضروري استفادة الدول الأخرى من تجربة المغرب في نشر الفكر المعتدل والتصدي لتهديدات المتشددين.العرب محمد بن امحمد العلوي [نُشر في 2017/12/06، العدد: 10834، ص(4)]استراتيجية أمنية ناجحة الرباط - اعتقلت السلطات المغربية، الثلاثاء، أحد العناصر الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية ينشط بمدينة طنجة في إطار التعاون المغربي الإسباني في مجال مكافحة الإرهاب. كما قامت المصالح الأمنية الإسبانية بإيقاف ثلاثة عناصر، على صلة بالعنصر الذي ألقي القبض عليه في المغرب، وثبت تورطهم في استقطاب وتجنيد مجاهدين للقتال مع داعش. ووفق معطيات لوزارة الداخلية المغربية تم تفكيك 10 خلايا إرهابية منذ مطلع العام وحتى شهر أكتوبر الماضي. وشدد عبدالوافي لفتيت على أن الجماعات المتطرفة “ما زالت تسعى جاهدة لتنفيذ عمليات إرهابية خطيرة في المغرب، أو للتغرير بالمواطنين للالتحاق بها”. وأبرز يوناه ألكسندر مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، التابع لمجموعة التفكير الأميركية “بوتوماك إنستيتيوت فور بوليسي ستاديز”، أهمية التعاون الذي أرساه المغرب في مجال محاربة الإرهاب من خلال وضع تجربته وخبرته رهن إشارة بلدان المنطقة من أجل مكافحة تهديدات الجماعات المتطرفة. وقال ألكسندر إن برنامج تدريب الأئمة يعكس التزام المغرب بقيم السلام. والاثنين، دعت منظمة “الإرادة العالمية المتحدة من أجل السلام” غير الحكومية والتي يقع مقرها في نيجيريا المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (سيدياو) إلى توقيع اتفاق ثنائي مع المغرب في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة من أجل الاستفادة من تجربة المملكة في هذا المجال. وتمثل المنظمة تجمعا عالميا لباحثين ومنظمات بحثية تهدف إلى إبراز العوامل المساهمة في هشاشة وصمود المجموعة أمام التطرف العنيف. ويعمل المغرب منذ سنوات على تعميق مقاربة شمولية في مجال مناهضة الإرهاب على كل المستويات.محمد صالح التامك: استراتيجية المملكة لمكافحة الإرهاب تتميز بطابعها متعدد الأبعاد وأبرز المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك، الاثنين خلال ملتقى بالمركز الأميركي للدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، أن “استراتيجية المغرب لمكافحة الإرهاب تتميز بطابعها متعدد الأبعاد الذي يتجاوز الإطار الأمني ليشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والدينية والثقافية، وكذلك مجال التعليم”. ويتبوأ المغرب حاليا الرتبة الثانية عربيا في قائمة الدول “غير المهددة بالإرهاب”، والتي تشمل 41 دولة، بحسب “مؤشر الإرهاب العالمي” الصادر في وقت سابق من العام الحالي عن معهد الاقتصاد والسلام الأميركي. واستند المعهد في إعداد المؤشر إلى الأحداث الإرهابية وعدد ضحاياها والحملات الاستباقية التي قامت بها الدول لمحاربة الإرهاب، في الفترة ما بين 2000 و2017. وقال مراقبون إن التجربة المغربية في مجال مكافحة الإرهاب ومناهضة التطرف أضحت وصفة مطلوبة لمناهضة الفكر المتطرف. ويعتمد المغرب على الجوانب الثقافية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، بالإضافة إلى الجانب الديني كمرتكزات لنشر الاعتدال والوسطية ونبذ التعصب بكل أشكاله. وأفاد يوسف العمراني المسؤول بالديوان الملكي، في كلمة ألقاها في ندوة “حوارات المتوسط” بالعاصمة الإيطالية، أن المغرب عزز موقعه المتفرد كبلد يوفر السلام والاستقرار في جواره الأورو- متوسطي، مؤكدا انخراط المملكة في مكافحة الإرهاب والتطرف في ظل الإصلاحات التي أنجزتها في هذا المجال. واعتبر العمراني أن المبادرات الأمنية لوحدها تبقى غير كافية إذا لم تندرج في مقاربة متعددة الأبعاد وشاملة في جميع جوانبها المتمثلة في محاربة التطرف وتفكيك الخطاب الجهادي والنهوض بالقيم الثقافية والعقائدية وتسوية الأزمات الدولية، خاصة في منطقة الساحل والصحراء والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأشار محمد صالح التامك إلى أنه منذ تفكيك أول خلية إرهابية في المملكة عام 2002 وضعت الرباط استراتيجية لمكافحة الإرهاب تقوم أساسا على محاربة الخطاب السلفي المتطرف، في إطار رؤية شاملة لإصلاح الحقل الديني مرتكزة على الاجتهاد وفق مقاصد الشريعة والاعتدال والوسطية. وقال إنه في إطار هذه الديناميكية تم إحداث “معهد محمد السادس لتكوين (تدريب) الأئمة والمرشدين والمرشدات” وأيضا “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة” التي تمكن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من الاستفادة من التجربة الرائدة للمملكة في هذا المجال. كما تم إنشاء “إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم” لتقديم برامج إذاعية دينية في المساجد وتطوير عمل جامعة القرويين في فاس. وبحسب “مؤشر الإرهاب العالمي” لعام 2017، احتل المغرب الرتبة السابعة عالميا من بين الدول المصدرة للمقاتلين في صفوف تنظيم داعش، بعد كل من تونس والسعودية وروسيا وتركيا والأردن وفرنسا. وتطرق التامك إلى استراتيجية إعادة التأهيل المتعددة الأبعاد خاصة فيما يتعلق ببرنامج “المصالحة”، الذي يهدف إلى إعادة إدماج المقاتلين السابقين ضمن الجماعات المتطرفة الناشطة في مناطق التوتر (على غرار سوريا والعراق وليبيا) في المجتمع. وذكر تقرير عرضه عبدالوافي لفتيت وزير الداخلية المغربي، أمام نواب البرلمان الشهر الماضي، أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في صفوف الجماعات المتطرفة بلغ 1699 مغربيا من بينهم 225 معتقلا سابقا. ووصل عدد الذين لا يزالون يقاتلون مع داعش إلى 929 مغربيا، وأشار لفتيت إلى أن 596 جهاديا مغربيا لقوا حتفهم ببؤر التوتر. وشدد التامك على الحاجة الملحة إلى تعاون إقليمي ودولي باعتبار أن ظاهرة الإرهاب تتجاوز الحدود الجغرافية للبلدان، ولا يمكن محاربتها وفق مقاربة أحادية. وصنف تقرير “مؤشر الإرهاب العالمي” لعام 2017 المغرب على رأس الدول الأكثر أمانا في العالم خلال السنوات الأخيرة باعتبار عدم تسجيل أي عمليات إرهابية، وذلك منذ العام 2011 الذي شهد تفجير مقهى في مدينة مراكش مما أسفر عن سقوط 17 قتيلا بين مغاربة وأجانب.
مشاركة :