سمعة النظام القطري باتت في الحضيض، بعد أن أخذت الأزمة الخليجية أبعاداً دولية تداخلت فيها الأبعاد السياسية والاقتصادية وحتى الرياضية، الأمر الذي أظهر للعالم كيف تمارس قطر لعبة التدويل وسياسة الهروب إلى الأمام بجلب التدخلات الخارجية لتكون الساحة الخليجية مكشوفة على المستوى الإقليمي والدولي. كل المجالات السياسية والاقتصادية باتت صفحة سوداء في تنظيم الحمدين، وبحسب تقرير صدر أخيراً عن صندوق النقد الدولي، فإن أداء الاقتصاد القطري هو الأسوأ بسبب المقاطعة التي تفرضها الدول المناهضة للإرهاب على قطر. كما أن آمال النمو تلاشت، متوقعاً أن يعاني من زيادة في عجز الموازنة، واستمرار نزيف الخسائر طوال «٢٠١٧ و٢٠١٨»، على أن يبدأ الوضع في الاستقرار بداية عام ٢٠١٩، «حال اتخاذ قطر إجراءً يخفف من حدة التوترات مع جيرانها». وأوضح التقرير، الذي أصدرته بعثة صندوق النقد الدولي بقيادة محمد القرشي، والتي زارت العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة من ١٣ إلى ٢٠ أغسطس الماضي، لاستعراض آخر التطورات الاقتصادية منذ ديسمبر الماضي، أنه على المدى الطويل ستؤدي الأزمة الدبلوماسية إلى إضعاف الثقة والحد من الاستثمارات والنمو في قطر. انحطاط الأمر أبعد من ذلك، فقد انحط تنظيم الحمدين للحضيض أكثر فأكثر أمام العالم العربي والإسلامي، بعد التحريض على الحج وإطلاق أبواقه للإساءة إلى المملكة العربية السعودية قلب العالم الإسلامي، فضلاً عن إطلاق أبواقها المأجورة مثل خديجة بن قنة المذيعة في قناة الجزيرة والتي مارست الكذب والافتراء على أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل، مدعية أن خدمة الحجيج لم تكن بالمستوى المطلوب. في حين شهد العالم حجاً آمناً مستقراً هادئاً. هذه السموم القطرية الإعلامية ارتدت على تنظيم الحمدين، الذي خاب أمله في النيل من المملكة العربية السعودية، حيث أكدت كل الحملات الإسلامية في الحج على أن السعودية أبلت بلاءً حسناً في حماية وعناية ضيوف الرحمن، ليتكشف من جديد وجه قطر القبيح في التحريض على السعودية. وتستضيف لندن منتصف الشهر الجاري، أول مؤتمر للمعارضة القطرية، بعنوان «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي»، لتتويج الجهود الدولية المبذولة لحماية القطريين من ممارسات النظام، وتبادل أحلام القطريين وتحويل الدوحة إلى دولة ديمقراطية. ولعل هذا دليل جديد على فقدان الثقة بالنظام القطري في قدرته على إدارة شؤون البلاد، الأمر الذي جعل العديد من الدول تمنح المعارضة القطرية فرصة لتثبت دورها في قيادة شؤون البلاد. مؤتمر دولي وكان نائب رئيس مركز الاتحاد الأوروبي للديمقراطية وحقوق الإنسان في بلجيكا «استيف بايج»، أعلن عن دعم المركز والمنظمات والشخصيات الأوروبية المنضوية تحته لعقد أول مؤتمر عربي وعالمي في 14 سبتمبر الجاري حول الأزمة القطرية وتداعياتها السياسية والاقتصادية الواسعة على الخليج والمنطقة والعالم في العاصمة البريطانية لندن وسط حضور عربي وأوروبي وعالمي كبير. التصريحات الأميركية الأخيرة حول دور قطر في دعم المنظمات الإرهابية، أكدت أن هذا النظام لم يعد صالحاً للاستمرار لما له من تأثيرات أمنية خطيرة على العالم والمنطقة. انحدار منسوب الثقة بتنظيم الحمدين جاء من أقرب الأصدقاء وعلى مستويات أبعد، إذ أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ترتبط بلادها بعلاقات جيدة، رفضها إقامة كأس العالم بقطر، قائلة، إنها ليست مع إقامة كأس العالم 2022 في قطر. وشكل هذا التصريح صفعة قاسية لتنظيم الحمدين. كل التقاطعات تشير إلى أن قطر باتت دولة معزولة مارقة لا تحظى بأدنى ثقة على المستوى الإقليمي أو الدولي.
مشاركة :