حسين الحمادي: الإمارات سبّاقة في التصدّي للإرهاب بالتعليم

  • 9/7/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم أن الإمارات كانت سباقة في التصدي للفكر الإرهابي من خلال التعليم والتنبيه إلى خطورة تسلل هذا الفكر إلى المنظومة التعليمية، ومن هنا جاءت المبادرة الرائدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتدريس مبادرة التربية الأخلاقية في المدارس، وهي المبادرة التي تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية الإيجابية القائمة على التسامح والاعتدال والانفتاح والتعايش. وقال معاليه في كلمته أمس خلال افتتاح ندوة «التعليم والتطرف والإرهاب» التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في مقره بأبوظبي إن الإرهاب هو محصلة ونتاج للتطرف الفكري الذي يعدّ العدو الأول للإنسانية مشددا على ضرورة وجود معالجة شاملة لهذه الظاهرة تقوم أولاً على التنمية المستدامة، وثانياً على التربية والتعليم، مؤكداً أن التعليم لا بد أن يكون مبتكراً وإبداعياً. وشدد على أهمية التعليم في تحقيق التنمية المستدامة ومحاربة التطرف والإرهاب، وقال إن من الثابت أن منظومة القيم الأخلاقية السائدة والأفكار التي تتضمنها منظومة التعليم في مجتمع ما، هي ما يحدد موقع هذا المجتمع في خريطة العالم، ولا يمكن الحديث عن تقدم قائم على أسس صلبة ومستدامة من دون تعليم عصري يجمع بين الجوانب المادية المتمثلة في العلوم والمعارف الحديثة، والجوانب القيمية المتمثلة في نوعية التعليم. أهمية من جانبه أكد الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أهمية الندوة كونها تسلط الضوء على موضوع حيوي وملحّ، وتستدعي التطورات المتسارعة والتحديات المتفاقمة خلال السنوات الأخيرة في منطقتنا العربية خصوصاً، والعالم عموماً، وتتناولَه بكل تركيز وجدية وعمق بما يواكب الجهود العالمية لمحاربة التطرف والإرهاب، اللذين باتا يشكلان تهديداً عالمياً عابراً للحدود، وعلى نحو يرفد المنظومة التعليمية في دولة الإمارات والمنطقة بمخرجات من شأنها دعم جهود القطاع التعليمي لكي يكون جزءاً لا يتجزأ، بل مفصلاً محورياً، في التصدي للفكر المتطرف ودسائس قوى الشر والظلام التي لا تكف عن محاولاتها لاختراق المؤسسات التعليمية في المنطقة وبث سمومها في عقول وأفئدة أبنائنا وفلذات أكبادنا من النشء والشباب. وقال إن دولة الإمارات تنبهت هي وشقيقاتها من دول المنطقة الملتزمة بمكافحة الإرهاب، إلى النتائج الكارثية التي تسببت بها سنوات ما عرف بـ«الربيع العربي» في العديد من دول المنطقة، وأدركت باكراً محاولات جماعات الفتن والضلال لاستغلال التعليم كمنصة تعبث من خلالها بمدارك أجيال الغد، حيث عمدت هذه الجماعات إلى تشويه تعاليم الدين أولاً، وغرس أفكارها المسمومة ثانياً، على نحو يستهدف جرّ أبنائنا وشبابنا إلى دوامات التطرف والعنف. وأضاف السويدي أن الإمارات، انطلاقاً من وعيها بأن التعليم سلاح ذو حدين، عملت على استخدام التعليم كمنارة لبث الوعي، وأداة فاعلة ومؤثرة لتحصين النشء والشباب من الأفكار الهدامة، وتعزيز انتمائهم وولائهم للوطن، وترسيخ اعتزازهم وفخرهم بهويتهم الوطنية؛ مشيراً إلى المبادرة الكريمة التي أطلقها ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم العملية التعليمية بمادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية، التي كان لها دورها العظيم والمؤثر في دعم جهود تطوير المنظومة التعليمية والعمل بشكل مبكر ووقائي على حماية شبابنا من الانزلاق إلى براثن التطرف والإرهاب، وهو ما جاء على نحو أثرى الخبرة والتجربة الإماراتية في هذا المجال، وجعلها نموذجاً يحتذى به في المنطقة. رقي ثم تحدث الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في جمهورية مصر العربية في الكلمة الرئيسية الثانية عن جهود الحكومة المصرية في سبيل الرقي بالمنظومة التربوية بوجه عام، حيث وضعت مؤخراً رؤية متعددة الأبعاد تشترك فيها جميع مؤسساتها ذات الصلة؛ لتجفيف منابع الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله المادية والفكرية، مشيراً إلى قرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، القاضي بإنشاء «المجلس القومي لمواجهة الإرهاب والتطرف». وأكد ضرورة تعاون مؤسسات مجتمعاتنا العربية كافة؛ لنشر معاني الرحمة وقبول الآخر ومحاربة جميع أشكال التعصب والتحزب. وتحدث عن أبرز ملامح النظام التعليمي البديل الذي تعكف عليه وزارة التربية والتعليم، الذي سيبدأ في شهر سبتمبر 2018 ويستهدف إيصال الشباب إلى مستويات عالمية، بدءاً بتدريب النشء على فهم الآخر والعمل على المزج بين الهوية المصرية والانفتاح على الآخر. تجربة إلى ذلك استعرض الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم، رئيس مجلس التعليم العالي في مملكة البحرين تجربة مملكة البحرين في مواجهة الإرهاب عبر التعليم، حيث تحدث عن 4 محاور رئيسية تتمثل في: لمحة عن مسيرة التعليم في مملكة البحرين، والاعتداءات الإرهابية على التعليم منذ أحداث عام 2011، والتي بلغت خلال شهري فبراير ومارس من نفس العام إلى أكثر من 500 هجمة. كما استعرض تجربة التربية على المواطنة وحقوق الإنسان في مواجهة الاعتداءات الإرهابية ومشروع المدرسة المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان. ثم عرض معاليه مشاهد من الاعتداءات الإرهابية التي تعرض لها قطاع التعليم منذ عام 2011، التي استهدفت الإنجازات التي حققتها البحرين في هذا المجال؛ واستعرض الجهود التي قامت بها الدولة والمجتمع لمعالجة هذه الظاهرة. وأشار إلى أهمية المناهج وأنه تم إجراء تطويرات كمية ونوعية فيها؛ بما يعزز تنمية التفكير العلمي ويغرس قيم العمل والتنوع والاختلاف وحقوق الإنسان ونبذ العنف والتطرف بكل أشكاله. وقد أكد النجاحات التي حققتها المملكة في هذا المجال ونالت إشادات من منظمات دولية متعددة. وتناولت الندوة أمس محورين مهمَّين: الأول بعنوان «أهمية التعليم في مكافحة التطرف والإرهاب»، وناقش الدور الذي يلعبه التعليم في بناء أجيال تملك فكراً منفتحاً وعقولاً واعية قادرة على مواجهة الأفكار الهدَّامة التي تبثها جماعات التطرف والإرهاب. وقد تحدث في هذا المحور مقصود كروز المدير التنفيذي لمركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف، دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أن مكافحة التطرف تتطلب نشر ثقافة «التفكير الإيجابي» وتعزيزها، وممارسة قيم «التسامح» و«التعددية»، وتعزيز مبدأ «الوسطية» وقيم «الاعتدال»، وتعزيز دور المرأة في الأسرة والمجتمع. أما الدكتور عمار علي حسن، كاتب وخبير في علم الاجتماع السياسي، جمهورية مصر العربية، فقد أشار إلى أن التعليم لا يكفي وحده لهزيمة الإرهاب، بل لا بد أيضاً من زيادة «الجرعة الدينية» في منظومة التعليم، وضرورة إدراك أن التعليم لا ينفصل عن الثقافة؛ وتحدث عن ضرورة مراجعة ليس المناهج فقط، بل طرق التدريس أيضاً. أما المحور الثاني المعنون بـ«تطوير مناهج التعليم لغرس فكر معتدل» فقد سلط الضوء على أهمية تطوير المناهج التعليمية ورفدها باستمرار بموادَّ تساعد على نشر الوعي في المجتمع.

مشاركة :