التعادل مع إيران حرم سوريا من التأهل المباشر، غير أنه أبقى على آمالها في حال تخطيها الملحق ولاحقا الملحق الدولي.العرب [نُشر في 2017/09/07، العدد: 10744، ص(23)]سوريا ترفع راية الكبار طهران - حققت سوريا نصف إنجاز بتأهل منتخبها إلى ملحق قاري إثر تعادلها الصعب مع مضيفتها إيران 2-2، وبلغت كوريا الجنوبية النهائيات التاسعة تواليا بتعادلها سلبا مع أوزبكستان، في الجولة الأخيرة من الدور الثالث الحاسم لتصفيات آسيا الى مونديال 2018. وكانت سوريا التي تعاني من نزاع مدمر منذ ستة أعوام أودى بحياة أكثر من 330 ألف شخص، تأمل في التمتع ببارقة أمل وبلوغ كأس العالم في كرة القدم للمرة الأولى في تاريخها. إلا أن تعادلها مع إيران في المباراة الحاسمة، حرم سوريا التأهل المباشر، غير أنه أبقى على آمالها في حال تخطيها الملحق ولاحقا الملحق الدولي مع رابع منطقة كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي). وعلى ملعب آزادي في طهران، سجل لسوريا تامر حاج محمد وعمر السومة ولإيران سردار أزمون، لتنهي سوريا التصفيات ثالثة المجموعة الآسيوية الأولى برصيد 13 نقطة، بفارق نقطتين عن كوريا الثانية ومتقدمة بفارق هدفين عن أوزبكستان، بينما سبق لإيران (22 نقطة) ضمان تأهلها للمرة الخامسة. وكانت سوريا في حاجة إلى الفوز لتضمن على الأقل خوض الملحق الآسيوي مع ثالث المجموعة الثانية (السعودية أو أستراليا)، على أن يخوض الفائز في هذا الملحق ملحقا دوليا، بغض النظر عن نتيجة مباراة كوريا وأوزبكستان. كما كان في إمكان سوريا التأهل مباشرة بحال فوزها وفشل كوريا بحصد النقاط ضد أوزبكستان. وخيّم التأثر على لاعبي سوريا بعد المباراة، فقال مرديك مرديكيان “نقطة أحسن من لا شيء”. وأضاف “تأهلنا إلى الملحق وهذا إنجاز كبير. نلعب بروح واحدة، لسوريا، للشعب السوري، للأطفال ولكل الناس (…) وصلنا إلى هنا بدعوات الشعب السوري ومحبتنا لبعضنا البعض”. وأردف صاحب التمريرة الحاسمة لهدف التعادل “هناك عمل أكبر في الفترة المقبلة، إن شاء لله نحقق أمرا يليق باسم سوريا”، مؤكدا أن “الأمل موجود بالوصول إلى كأس العالم”. وفي المباراة الثالثة ضمن المجموعة نفسها، خسرت قطر أمام ضيفتها الصين 1-2، إلا أن النتيجة لم تكن كافية للصين التي كانت تأمل في بلوغ الملحق. وأنهت الصين التصفيات برصيد 12 نقطة في المركز الرابع، بينما حلت قطر أخيرة بسبع نقاط. ورغم خيبة التعادل وعدم التأهل مباشرة إلى النهائيات، احتفل السوريون على مختلف انتماءاتهم السياسية، وفي مناطق سيطرة النظام والمعارضة، ببلوغ منتخب كرة القدم الملحق الآسيوي واحتفاظه بفرصة بلوغ كأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه. ورغم أن سوريا كانت قريبة من التأهل مباشرة في حال فوزها على إيران، إلا أن الفشل في ذلك لم ينغص على السوريين فرحتهم. وفور انتهاء المباراة عمّت الاحتفالات دمشق ومدنا أخرى على وقع الهتافات الداعمة للمنتخب، وغصّت المقاهي والساحات العامة بالمشجعين الذين حملوا الأعلام السورية، بينما ضاقت الشوارع بمواكب السيارات مترافقة مع بث الأناشيد والأغاني الوطنيـة. وقالت يارا حنا (35 سنة) التي تابعت المباراة مع زوجها وابنتها في أحد مقاهي دمشق القديمة “أشعر بفرح لا يوصف وآمل في ان يبقى رأس سوريا مرفوعا دائما”. وانتظرت المشجعة يارا التي لفت عنقها بعلم سوريا انتهاء المباراة لقطع قالب حلوى مع عائلتها، موضحة “أحتفل بنصر سوريا وبعيد ميلاد ابنتي”.
مشاركة :