وصل البابا فرنسيس الأربعاء إلى كولومبيا دعما لاتفاق سلام ما زال هشا أنهى حربا أهلية استمرت أكثر من نصف قرن. وفي الطائرة دعا البابا أيضا للصلاة من أجل السلام في فنزويلا التي تشهد أزمة سياسية واقتصادية. وصل البابا فرنسيس الأربعاء إلى كولومبيا رسولا لسلام ما زال هشا، في بلد مقسوم بعد الاتفاقات التي أبرمت العام الماضي مع حركات تمرد، وأنهى حربا أهلية استمرت أكثر من نصف قرن، وداعيا للصلاة من أجل السلام في فنزويلا أيضا. وزيارة بابا الفاتيكان الذي كان دعم اتفاق سلام تاريخي وقعته حركة "فارك" في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، تأتي بعد يومين من توقيع آخر حركة تمرد ناشطة في البلاد اتفاقا لوقف إطلاق النار. وأكد البابا الأرجنتيني في رسالة عبر الفيديو بثت قبل رحلته بيومين ، إن "السلام هو ما تسعى إليه كولومبيا منذ فترة طويلة وتعمل من أجله. سلام ثابت ودائم حتى نرى ونعامل بعضنا البعض الآخر معاملة أخوة وليس معاملة أعداء". وفي الطائرة دعا البابا أيضا للصلاة من أجل السلام في فنزويلا التي تشهد أزمة سياسية واقتصادية. وقال "أريد أن أقول خلال رحلتنا نحلق فوق فنزويلا وأطلب منكم الصلاة لكي يكون هناك استقرار قوي وحوار للجميع". وسيجتمع الخميس في بوغوتا مع مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية الفنزويلية خلال لقاء مع مجلس كنائس أمريكا اللاتينية. وزار فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، كولومبيا ثلاث مرات حتى الآن، عندما كان كاهنا ورئيس أساقفة بوينوس أيرس. والحرب الأهلية في كولومبيا أسفرت خلال أكثر من نصف قرن عن 260 ألف قتيل و60 ألف مفقود وأكثر من سبعة ملايين مهجر. وأكد الحبر الأعظم الذي سيبقى خمسة أيام في كولومبيا حيث سيزور أربع مدن مختلفة ويلتقي ضحايا هذه الحرب الأهلية ومشاركين فيها، إن "السلام يذكرنا بأننا جميعا أبناء أب واحد يحبنا ويعزينا". وما زالت الحرب الأهلية تقسم الكولومبيين الذين رفضت أكثرية ضئيلة منهم اتفاق السلام الذي أبرم في حزيران/يونيو في هافانا، خلال استفتاء في 2016. إلا أن الاتفاق الذي عدل وقع في تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها. وحول موضوع "فلنقم بالخطوة الأولى" يأمل البابا الأرجنتيني الذي دائما ما أيد مفاوضات السلام، في أن يقنع الشعب الكولومبي بالخروج من ماضيه العنيف والبدء ببناء السلام بطريقة فعالة. ويطرح البابا فرنسيس الذي يبلغ الثمانين من عمره، وأعلن لتوه عن رحلة أخرى دقيقة في نهاية السنة إلى بورما وبنغلادش، نفسه في كولومبيا وسيطا مستعدا للاستماع إلى جميع الأطراف بعدما فشل في كانون الأول/ديسمبر في مصالحة الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وسلفه الفارو أوريبي، المعارض الشرس لاتفاقات السلام. "حاج من أجل السلام" وكان البابا استقبل أولا كلا من الرئيسين على انفراد في الفاتيكان، ثم نظم جلسة مشتركة استمرت خمسا وعشرين دقيقة لكنه لم يتمكن من تذليل العقبات. وأكد البابا فرنسيس أيضا في رسالته عبر الفيديو الموجهة إلى الشعب الكولومبي "سأتوجه إلى كولومبيا بصفتي حاجا من أجل السلام والأمل، للاحتفال معكم بالإيمان بسيدنا ولأتعلم أيضا من محبتكم ومن عزمكم على السعي إلى السلام والوئام". وسيلتقي البابا الرئيس سانتوس، الحائز جائزة نوبل للسلام، ومسؤولين كولومبين آخرين والكنيسة الكاثوليكية المحلية. وستوضع في تصرفه ثلاث سيارات بابا موبيل صنعت في كولومبيا، ومن دون نوافذ مدرعة تقيدا برغبته في أن يكون أكثر قربا من المؤمنين. وسيوجه البابا فرنسيس، اليسوعي، تحية في قرطاجنة إلى المدافع الأكبر عن العبيد، القديس اليسوعي بيدور كلافير، الشخصية الرمز للمسيحية في القرن السابع عشر. والبابا فرنسيس هو ثالث حبر أعظم يزور كولومبيا بعد بولس السادس في 1968 ويوحنا بولس الثاني في 1986. فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 07/09/2017
مشاركة :