قال أبو عبدالرحمن: إجازات العلماء برواية كتبهم أو رواياتهم منهج للسلف عظيم النفع والبركة: يفيد عن مبلغ المجاز من العلم، ويبين عن هوية الكتاب المروي عنه، وقد لا تخلو الإجازة من تقويم الكتاب.. وإذا كان الكتاب المرَرْويُّ في الإجازة مما قرأه المجيز على شيخه أو قرئ عليه، وفيه وصف لعدد أجزائه، وهل هو كامل، أو غير كامل؛ لكونه مفقوداً، أو لم يتمه مؤلفه: فإنك تستطيع (من آخر رواية له) من مجيز متأخر قرأ الكتاب على شيخه أو قرئ عليه أن تحدد تاريخ وجوده وتداوله إذا كان الكتاب مفقوداً الآن ولا توجد له نسخة خطية.. والاتصال بمسيرة السلف في رواية الكتب وإن رغب عنه أكثر المعاصرين أسوة حسنة عظيمة البركة: وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح ونموذجي ههنا من بعض إجازاتي لمن استجازني، وهذا نصها: (الحمد لله رب العالمين لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشكره على آلائه وإحسانه.. وأعظم نعمه نعمة الإسلام، والنشأة على الإسلام في البيت والمجتمع والدولة.. وأصلي وأسلم على عبده ورسوله النبي الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، واجعلنا معهم ومنهم بمنك وفضلك وكرمك وجودك ولطفك وبرك وإحسانك وعفوك وغفرانك ورحمتك يا أرحم الراحمين.. آمين آمين آمين يا رب العالمين. أما بعد: فإن الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء؛ فندب الله عدول الأمة بقضائه الكوني لتحقيق هذا الدين وتمييزه وحفظه ضمانة لقضائه الشرعي؛ إذ أخبرنا ربنا سبحانه في كتابه الكريم بحفظه هذا الدين الخالد المهيمن الناسخ غيره من الأديان، وامتدت بركة الإسناد إلى علوم المسلمين الأخرى؛ فكانت مؤلفات المسلمين تعرف بأسانيدها كما في كتب الفهارس والبرامج والأثبات، وكل هذا من خصائص أمة محمد صلى الله عليه وسلم وفي حكم الإسناد معرفة خطوط العلماء والنساخ، وما يوجد على الكتب الخطية من علامات المقابلة، وإثبات أسماء أهل السماع والمتملكين.. وكان عند العلماء السابقين ما يشبه الطبعة الأولى والثانية والثالثة.. إلخ، بما يضيفونه أو يسقطونه بالتهذيب والتشذيب.. عرف ذلك من المقارنة بين النسخ، وتمييز كل راو للكتاب بروايته كما نجد في فهرسة ابن خير مثلاً حينما يذكر الفروق بين روايات الرواة؛ ولهذا ميز العلماء الكتب المنحولة، وما نسب لغير مؤلفه وهماً، وقد استقرت كتب المسلمين ولم نعد بحاجة إلى الإسناد في هذا العصر؛ وإنما ثمرة الإسناد الآن في أمرين: أولهما: الأسوة بصلحاء الأمة وعدولها، وتحقيق اتصال السند بين الأجيال، وهذه الأسوة كما قال الشاعر: وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح وثانيهما: حفظ المؤلفات الحديثة بالإسناد وإن كانت معروفة الهوية بالمطبعة والناشر وتاريخ النشر، وتحقيق المنفعة وسنة السلف في قراءة الكتب على مؤلفيها، أو تعهد قراءتها من أجل الإجازة؛ ولهذين الأمرين أجزت الأستاذ (.....)، وبقراءته علي كتاب (......): رأيت شدة تعلقه بالعلم الشرعي، وإلمامه بمصادره، ومتابعته ما يستجد نشره، وعليه سيما الصلاح والوقار بحمد الله.. وإنني أوصيه بالحد من الحماس لأهل الظاهر، والتقليد لهم، بل عليه حذق الظاهر نفسه تأصيلاً من الشرع والفكر واللغة؛ فالظاهر ما حصل اليقين أو الرجحان بأن الله أراده في خطابه الشرعي من معنى صحيح في لغة العرب؛ فلا بد من برهان التصحيح لغة، ولا بد من برهان الترجيح على مراد الشرع يقيناً أو رجحاناً، والتوقف فيما لم يتبين رجحانه أو مرجوحيته مع مواصلة البحث عن حكمه.. وأوصيه وزملاءه ومشايخه وما قد يكون له من تلاميذ وأوصي نفسي بالحرص على العلم النافع، وإحسان النية فيه بأن يكون خالصاً لله سبحانه، وأوصيه بنصرة مذهب أهل السنة والجماعة إذا كان اتباعاً بإحسان للسلف من المهاجرين والأنصار ذوي السبق والأولية رضي الله عنهم.. ينصر مذهب السلف بالعلم والفكر والرفق والكلمة الحسنة، ومحاربة البدع ولا سيما التصوف الذي انتشر بين المسلمين، ومحاربة الغلو والإرهاب وتطرف الإخوانيين فيما خالفوا به مذهب السلف.. ومن أهم مذاهب السلف نصرة الحاكم المسلم والالتفاف حوله في غير معصية الله، ولهم أسوة ببقية الصحابة رضي الله عنهم وقدماء أئمة المسلمين رحمهم الله؛ فقد رأوا بأعينهم انتقال الخلافة الراشدة إلى ملك رحمة؛ فأنكروا بقلوبهم وألسنتهم قتل الحسين بن علي رضي الله عنه، وتأخير بني أمية الصلاة عن وقتها، وسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ وقتل حجر بن عدي رضي الله عنه، وقتل سعيد بن جبير رحمه الله.. وجاهروا في الإنكار، ولكنهم لم يشقوا عصا الجماعة، ولم ينقضوا البيعة، ولم يرفعوا يد الطاعة والمؤازرة والمناصحة في السر، وساعدوا حكامهم: بجهاد العدو، وقتال الخارجين على السلطة، وبالعمل معهم في القضاء والفتوى، ولم يفتوا إلا بما يعتقدونه، ولم يفتوا على أهواء السلطان.. بل هذا أحمد بن حنبل رحمه الله ضرب وعذب، ورأى زملاءه يقتلون؛ فلم يخف، ولم يتراجع.. ولكنه لم يخرج على البيعة، ولم يشق عصا الطاعة، وعارض ابنه لما اقترح عليه الدعاء على يزيد بن معاوية ولعنه؛ فقال: متى رأيت أباك يلعن الناس؟!!.. وقال: لو كان لي دعوة مستجابة لذخرتها للسلطان!!.. وأوصيه أن يقدم الأهم على المهم في العلم، وأن يقدم مستغلق العلوم على غيرها في أوقات النشاط بعد النوم وفراغ البال من المشاغل.. وأجيزه برواية جميع مروياتي عن مشايخي، وهم سماحة المحدث الشيخ العلامة أبو زاهد عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله، وسماحة الشيخ الفقيه الحنبلي عبدالله بن عبدالعزيز العقيل متعه الله بالصحة والعافية (الآن هو متوفى رحمه الله تعالى)، وفضيلة الشيخ أبو محمد عبدالحق العمري رحمه الله كما في روايتهم بفهارسهم.. وبما ناولته إياه من صورة إجازة بعض مشايخي الآخرين.. كما أجيزه رواية مؤلفاتي، وأرجو منه تجاهل مؤلفات لي تراجعت عنها كلها مثل (نظراتٌ لاهية) أو تراجعت عن بعض الأبحاث في بعضها مثل (هكذا علمني ورد زورث) (هذا اسم أعجمي مركب يفتح طرفاه في كل حال) و (النغم (كل الضم على الحكاية) الذي أحببته)، وأن لا أكون قدوةً له في إباحة الغناء؛ فإنني أبرأ إلى الله مما خطه قلمي سابقاً، ولا أبيح منه إلا ما أباحه الشرع بشروطه في نطاق ضيق.. مع أن ترك سماع المباح منه (وهو قليل جداً) أفضل، بل ترك اللهو واللغو والعبث هو الأفضل من أجل السلامة من مغبتهن، وتحقيق ما هو أجل وأفضل؛ وذلك هو العلم النافع تعلماً وعملاً وتعليماً.. وألحق بوصيتي السابقة وصيةً أخرى، وهي اتباع العلم النقلي الأناة والتبصر فكرياً من جهة: دقة التمييز بين الأشياء، ومعرفة الفروق والعلاقات بينها، ومعرفة أحكام العقل الذي هو حجة شرعية قطعية: في فهم الشرع من إحالة المحال، وإمكان الممكن، وإيجاب المتعين، والتوقف عما لم يحصل بعلم يقيني أو رجحاني، وأن يفرق بين درجات العلم؛ فهناك علم وجود، وآثار موجود، ووصف له من قبل من يوجب العقل أو التواتر تصديقه، وهناك علم وجود وكيفية وكمية، وهناك علم بالشيء من وجه، وعلم بالشيء من أوجه.. إلخ، مع تحرير محل النزاع في كل خلاف، والتخلق بآداب البحث والمناظرة؛ فإن عصرنا بحاجة إلى علماء مفكرين، وأما النقل البحت دون مسؤولية السمع والبصر والفؤاد فإنما هو زيادة نسخة في البلد!!.. وأوصيه بالتضلع في اللغة؛ لأن ديننا بلغة العرب، ويكفي في ذلك مقاييس اللغة لابن فارس، والمفردات للراغب، وأساس البلاغة للزمخشري، والجنى الداني في حروف المعاني، وديوان الأدب للفارابي، وكتاب سيبويه، وكتاب المبرد (وكلاهما في النحو)، وتاج العروس للزبيدي؛ وإن استزاد فذلك خير وبركة؛ وإنما ينبغي التقصي إذا تفرغ لتحقيق مادة لغوية، أو صيغة صرفية أو حرف من حروف المعاني، أو مسألة في الكلام المركب من النحو أو البلاغة.. وأوصيه بالعناية بالنحو الثاني الذي هو البلاغة، ويكفي في ذلك كتابا عبد القاهر، وكتاب التلخيص وشروحه.. وأوصيه بتصفح كتب مصطلح الحديث وأصول الفقه، ويكفيه قراءة وتحقيقاً كتابا (البرهان)، و(البحر المحيط)، وكلاهما للزركشي رحمه الله تعالى.. كما أوصيه بكثرة القراءة والتصفح قبل التأليف تحقيقاً لقول إيليا أبو ماضي: لم تعط مع أذنيك نطقاً واحداً إلا لتسمع ضعف ما تتكلم فهذه وصية نافعة من أبو ماضي، والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها.. وأما التبحر في تفسير كلام الله، وشروح أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجب أن يصرف له عمره منذ شرخ الشباب قراءة وتدويناً.. إلا أنه في تدوينه يبدأ حسب وفيات المؤلفين، أو تأريخ التأليف إن وجد ذلك، ثم لا يأخذ عمن بعده إلا ما عنده من زيادة تفسيراً أو استدراكاً، و أما الموافقة في المعنى وإن اختلف اللفظ؛ فيقول في الحاشية عند الإحالة إلى المتقدم: (ووافقه فلان في كتابه الفلاني) ويذكر الجزء والصفحة وهوية الطبعة، أو يذكر قليلاً منهم بالإحالة إلى كتبهم، ثم يقول: (وعلى هذا جمهور العلماء) إن كان هذا هو رأي جمهور، وأما إذا كان الجمهور غير ذلك فيتقصى الإحالة إلى كتبهم.. وأوصيه أن يستغل جزءاً من وقت النشاط في قراءة حواشي العلماء المتأخرين، والحواشي على الحواشي، والهوامش على الحواشي؛ فإنها مليئة بكنوز من العلم في غير مظانها.. وبقية النشاط (ولا سيما بعد النوم، وفراغ البال) في قراءة العلوم الصعبة، وأما عند ضعف النشاط فيكون التصفح للعلوم السهلة كالتراجم وكتب المسامرات والمحاضرات وكتب التاريخ؛ لسهولتها.. وليصحب قراءته وتصفحه بالتقميش؛ فقد قال شيخي أبو غدة رحمه الله: (فتش، ثم قمش)؛ وذلك بأن يعلم على ما يريده بقلم رصاص خفيف، ويضع رقم الصفحة في الغلاف، ثم بعد الفراغ من المجلد يسجل ما قمش في كناشة كما قال الناظم: لا بد للطلاب من كناش يكتب فيها قاعداً أو ماشي قال أبو عبدالرحمن: مستعلن (. 5... 5) إذا لم تكن لازمة في كل القصيدة فهي كسرٌ للوزن لم يحس بقبحه أكثر الشعراء؛ لأنهم يعتمدون على التقطيع البصري للعروض، ولا يعتمدون الغناء بالقصيدة غناء ساذجاً بلا آلة كما قال حسان رضي الله عنه: تغن بالشعر إما كنت قائله إن الغناء لهذا الشعر مضمار والناظمون يتجوَّزون في نظم العلوم على بحر الرجز بزحافات وعلل (غير لازمة في القصيدة كلها) يقبح سماعها، ويسلس ذلك النظم لو قال: لا بد للطلاب من كناش يجبى لها من قاعد أو ماشي أو (لا بد للتقييد).. وأوصيه بذكر هوية الطبعة في الكناش، فلو استبدلت الطبعة في مكتبته بغيرها يسهل عليه الرجوع إلى الطبعة التي قمش منها من مكتبة عامة.. وأوصيه بالتطلع إلى كتب الرواية بشرط ألا يتشوف إلى رواية أخرى (ولو طالت المدة أشهراً لا تزيد على عام) حتى يستولي على مادتها، ويحيط علمه بأعلامها ورموزها؛ لأن فهم رواية واحدة متعةٌ من جهة، وتحصيل دفق من العلم عقيدةً وثقافة عامة وعلماً معاصر وفكراً وإحساساً جمالياً لا حد له من جهة تصوير الأشخاص والمكان، وفيه تهذيب للذائقة الأدبية أداء، وليبدأ بالروايات المترجمة؛ فإنها الأساس لاستلهام الروائيين من العرب، ويقدم ما ترجم أكثر من ترجمة لذوي اختصاص في ثقافة اللغتين.. يترجمون الصور المجازية وخصوص اصطلاح ضمن مصطلحات أخرى مختلفة تطابق مراد الكاتب بأداء خلاب كترجمات أحمد حسن الزيات ودريني خشبة.. أو ما كان ذا سياق يعتمد على معطى ثقافي يفسره كرواية (الإخوة كارامازوف) فلن يفهمها من لم يقرأ (سفر أيوب) الإلحادي الوضعي الذي تبرأ منه أهل الكتاب من غير اليهود.. وأجيزه الآن بهذا الإسناد؛ لتكون أثبات وبرامج وفهارس من ذكروا في السند مرجعاً له كحصر الشارد للسندي، وقطف الثمر للفلاني، وثبت الكزبري، وفهرست الحافظ ابن حجر، وثبت الوادي آشي رحمهم الله؛ فتكون أسانيدهم إلى الكتب من روايته بإجازتي، وهذا هو إسنادي إلى عبدالحق: (قال أبو عبدالرحمن محمد بن عمر ابن عقيل: حدثني شيخي إسماعيل بن محمد بن ماحي بن عبدالرحمن الأنصاري رحمه الله تعالى بمدينة الرياض في 21 / 5 / 1400هـ إجازة بعد قراءة أحاديث من صحيح مسلم عليه قال: حدثني الشيخ أبو محمد عبدالحق المكي في 21 / 2 / 1372 هـ إجازة قال: ح.. قال أبو عبدالرحمن: وحدثني شيخي أبو تراب الظاهري رحمه الله تعالى بالإجازة العامة مشافهة عن أبيه عبدالحق إجازة قال: ح.. قال أبو عبدالرحمن: وحدثني الشيخ المذكور أبو محمد عبدالحق المكي الهاشمي العمري المدرس بالحرم المكي رحمه الله، وهو والد شيخي أبي تراب الظاهري (بمنزله بمكة المكرمة منذ أربعين عاماً مشافهة وكتابة بالإجازة العامة لجميع مروياته).. قال: أجازني شيخنا أبو سعيد الحسن بن عبدالرحيم: عن السيد نذير حسين الدهلوي: عن الشاه إسحاق الدهلوي: عن عمر بن عبدالكريم: عن الشيخ محمد عابد السندي بنفس إسناده لكتب عبدالحق المدون في حصر الشارد.. قال أبو عبدالرحمن: وبالإسناد المار الذكر إلى السيد نذير: عن عبدالرحمن بن محمد الكزبري: عن صاحب قطف الثمر الشيخ صالح بن محمد بن نوح العمري الفلاني المسوفي المغربي قال: رويت جميع كتب أبي محمد عبدالحق بن عبدالرحمن الأزدي البجائي رحمه الله تعالى بالإجازة عن شيخي محمد بن سنة، وقرأت عليه الأحكام الصغرى من أوله إلى آخره، وقرأت عليه كتاب الأحكام الكبرى إلى كتاب الزكاة.. روى شيخنا ابن سنة كتب عبدالحق عالياً من مولاي الشريف محمد: عن محمد بن خليل (عرف بابن أركماش الحنفي): عن الحافظ ابن حجر العسقلاني: عن إبراهيم بن أحمد بن عبدالواحد التنوخي: عن محمد بن جابر الوادي آشي سماعاً، وقال: (قرأت بعض الأحكام الصغرى من أولها على الشيخين أبي محمد عبدالله بن هارون، وأبي زيد عبدالرحمن بن الدباغ مفترقين، وناولانيها، وأجازانيها برواية الأول منهما لها عن الشيخين أبوي الحسن علي بن فاتح البجائي، وسهل بن مالك إجازة منهما له بسماع الأول من مؤلفها وإجازة الثاني منه.. وبرواية الثاني لها: عن شيخه: عن أبي يعقوب يوسف بن أبي بكر بن عيسى: عن المؤلف المذكور عبدالحق). قال أبو عبدالرحمن: وقد أجازوني بروايتهم كل الكتب المذكورة في الأثبات التي مر ذكرها؛ وإنما ذكرت الإمام عبدالحق نموذجاً، فأنا أروي كتب السنة والتفسير وكتب ابن حزم.. إلخ بهذه الأسانيد؛ وبهذا أجيزه، وأوصيه بعد ذلك بكتب الرحلات تصفحاً وتقميشاً؛ فإن فيها ما يخدم الفهارس. وأجزت آخر بهذا النص (أجزت الشيخ...... ولم يقرأ علي شيئاً من الكتب، ولكن من محادثته، ومن اطلاعي على تعليقه وضبطه صورة مخطوطة شاركني في تحقيقها رأيت أنه متمكن في العلم خبرةً وذكاء، وقد رأيت شدة تعلقه بالعلم الشرعي، وإلمامه بمصادره، ومتابعته لما يستجد نشره، وعليه سيما الصلاح والوقار بحمد الله). وأجزت ثالثاً بهذا النص (أجزت الشيخ......؛ فقد حضر بعض دروسي في المسجد، وعلمت من امتحاني إياه بالأسئلة ومن اعتراضاته تمكنه من العلم ولا سيما متون الأحاديث رواية، وأوصيه بالدربة الفكرية في الاستنباط من ناحية استحضار النصوص في المسألة الواحدة، والجمع بينها بما هو غير محتمل، بل بيقين أو رجحان، فإذا لم يجدهما تبرأ من عهدة التعارض تعارض تناقض أو تضاد بأن ما يرفع ذينك يوجد باحتمالات غير متعين واحدٌ منها، ولا يخرج الأمر عن أحدها، ومن تلك الاحتمالات كذا، وكذا... ثم يذكر ما عنده من احتمالات.. ولتكن يقظته الفكرية كذلك رواية ودراية في ترجيح نص وإسقاط آخر، وقد رأيت شدة تعلقه بالعلم الشرعي، وإلمامه بمصادره، ومتابعته لما يستجد نشره، وعليه سيما الصلاح والوقار بحمد الله)..والله أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا دنياً وآخرة، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يعمر بقية أعمارنا بالعصمة والصحة والجد والنشاط فيما يرضي ربنا تعلماً وعملاً وتعليماً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وسلام على المرسلين.
مشاركة :