وقع مئات آلاف الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، عريضة تطالب بسحب جائزة نوبل للسلام من رئيسة حكومة ميانمار أونغ سان سو تشي التي تواجه انتقادات شديدة بسبب بؤس إدارتها لأزمة الروهينغا المسلمين التي تسببت حتى الآن بفرار 250 ألفاً منهم إلى بنغلاديش، وسط روايات عن فظائع يرتكبها الجيش البورمي ضدهم. حصدت عريضة إلكترونية تحت عنوان «اسحبوا جائزة نوبل للسلام من أونغ سان سو تشي» أكثر من 364 ألف توقيع. وفي اوسلو أوضحت لجنة نوبل النروجية أنه من المستحيل بحسب ميثاقها سحب جائزة من شخصية ما. وقال سكرتير اللجنة أولاف نيولشتاد إنه «لا وصية ألفرد نوبل ولا مواثيق مؤسسة نوبل تتيح احتمال سحب جائزة نوبل.. المسألة غير واردة إذاً رسمياً». وأضاف: «إن لجنة نوبل تقيم جهود شخص ما، إلى حين منحه الجائزة فقط»، وليس بعد منحها. فارّون وأعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن أكثر من ربع مليون شخص معظمهم من اللاجئين الروهينغا دخلوا بنغلاديش منذ اندلاع دوامة العنف الأخيرة في ميانمار في أكتوبر الماضي، فيما عثر على مزيد من الجثث غداة غرق مراكب كانت تحاول عبور النهر الذي يفصل الدولتين. وفر في الأسبوعين الماضيين فقط نحو 164 ألف شخص معظمهم من المدنيين الروهينغا إلى بنغلاديش ولجأوا إلى مخيمات مكتظة أساساً، ما أثار القلق من حدوث أزمة إنسانية. وقضى المئات في محاولة الفرار من المعارك في ولاية راخين بغرب بورما. حيث قال شهود عيان إن قرى أحرقت وسويت بالأرض منذ الهجمات المتزامنة التي شنها متمردون من الروهينغا في 25 أغسطس، ما أدى إلى عملية قمع شنها الجيش البورمي. فظائع وأمراض وحمل الذين وصلوا إلى بنغلاديش روايات مروعة عن عمليات قتل واغتصاب وحرق متعمد واسع النطاق من قبل جنود ميانمار. ومعظم الفارين ساروا لأيام قبل الوصول إلى بنغلاديش، وتقول الأمم المتحدة إنهم يعانون من المرض والانهاك وبحاجة ماسة للملجأ والطعام والماء. والمخيمات الموجودة فعلياً وتضم 400 ألف لاجئ قبل موجة العنف الأخيرة، باتت جميعها تفوق طاقتها، ما يترك عشرات آلاف الواصلين الجدد دون مأوى في موسم الأمطار. وقال رجل الأعمال البنغلاديشي مازور مصطفى، إن الوضع يزداد سوءاً مع وصول المزيد من الأشخاص. وقال عن الحصص الغذائية التي يتم توزيعها: «الطعام لا يكفي البتة». وأضاف: «هؤلاء الناس جائعون، يتضورون جوعاً». لجوء الأرقام تشير إلى أن نحو ربع عدد الروهينغا المسلمين في بورما البالغ 1,1 مليون نسمة، خرج من البلاد منذ اندلاع القتال في ولاية راخين في أكتوبر 2016. والروهينغا المسلمون محرومون من الجنسية في ميانمار ويواجهون قيوداً مشددة في هذا البلد ذي الغالبية البوذية.
مشاركة :