واشنطن تطالب الدوحة بالتوقّف عن اللعب على الحرب والإرهاب

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حين أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، في يونيو الماضي، مقاطعة قطر بسبب دعمها للإرهاب وتدخلاتها السافرة في شؤون دول المنطقة، هبّت أنقرة وطهران للدفاع عنها، وشرعت كل من إيران، العدو اللدود للولايات المتحدة، وتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والحليف المزعوم للولايات المتحدة، بإرسال المؤن الغذائية جواً وبحراً إلى الدولة الخليجية الصغيرة. وتعليقاً على المشهد، قال المدير بالوكالة السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايكل موريل: «أصبحت قطر وتركيا أكثر تقارباً منذ بداية أزمة قطر، واستدعت الدوحة، الباحثة عن أي مصدر ضغط، القوات التركية للانتشار في قطر، وإجراء التدريبات العسكرية مع الأتراك». وكانت تركيا أرسلت، في يوليو الماضي، وحدة إلى قطر مؤلفة من 25 عنصراً، تضاف إلى العناصر الـ150 المتمركزين أصلاً في البلاد. كما أجرى البلدان، الشهر الماضي، تدريبات عسكرية مشتركة، حملت اسم «الدرع الحديدي»، إذ شاركت قوات المدفعية والمشاة التركية القطرية، إضافة إلى المناورات البحرية، في تدريبات ميدانية برية. وأضاف موريل في حديث صحافي: «ليس خلافاً لإيران، تملك تركيا أطماعاً للهيمنة، تعود إلى الحقبة العثمانية، وإن أي مطامع للسيطرة في المنطقة لا تخدم المصالح الأميركية، أضف إلى ذلك أن تركيا بقيادة الرئيس طيب رجب أردوغان ترغب في بسط مفهوم الإسلام السياسي الخاص بها، وهو مفهوم لا يتماشى مع مبادئ التسامح والديمقراطية والحريات». لا استجابة وأعلنت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لائحة من 13 مطلباً، غير أن قطر تعنّتت واختارت المضي قدماً في مسيرة دعم التنظيمات الإرهابية، إذ لم توافق الدوحة على أي من المطالب المطروحة، علماً أن وزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن آل ثاني صرّح، في 30 من أغسطس الماضي، عن نية بلاده خوض مفاوضات لإنهاء أزمة بلاده، زاعماً أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لا تستجيب لأي مبادرات لإنهاء الأزمة التي تسببت فيها بلاده، ويأتي ذلك وسط مخاوف متصاعدة من علاقة قطر بإيران الداعمة لمختلف المجموعات المتطرفة. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعرب، عبر جملةٍ من التغريدات على «تويتر»، عن دعمه مقاطعة قطر، مشدداً على مكافحة الإرهاب. وحضّ ترامب، في اتصال له الأسبوع الماضي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، مشدداً على حل يفي بالالتزامات للحفاظ على الوحدة مع محاربة الإرهاب. وقال كريستيان كوتس أولريخسن، من معهد بيكر لدراسات الشرق الأوسط: «يسود الشعور بقرب نفاد صبر البيت الأبيض مع دخول الأزمة شهرها الرابع، وغياب أي مؤشرات تنذر بقرب موعد الحل». وأعرب المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، مايكل روبين، عن الخشية ذاتها بالقول: «تشعر أميركا بالقلق من التقارب الإيراني القطري، أو من تبلور محور تركي إيراني قطري واسع النطاق». خط تباين برز على خط تباين المواقف داخل البيت الأبيض تصريح لنائب رئيس مجلس السياسات الخارجية الأميركي إيلان بيرمان، قال فيه: «يتمثل مصدر القلق الرئيس، ضمن أشياء أخرى، لدى كل من وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس ووزير الخارجية ركس تيلرسون، في استمرار العمليات العسكرية الإقليمية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد داعش في المنطقة». ويشير بيرمان إلى أنه على الرغم من تفهم ترامب أهمية قاعدة العديد في قطر، فإنه متيقن من ضرورة أن تتوقف الدوحة عن اللعب على وتري الحرب والإرهاب، وأنه لا بد لها من توضيح موقفها.

مشاركة :