إجراءات الردع العربية حطّمت «القوة الناعمة الهدّامة» لـ «الحمدين»

  • 9/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثمرت إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد التمويل القطري للإرهاب إلى تقليص نفوذ الدوحة في استخدام أذرعها الإرهابية ضد أمن واستقرار الدول العربية، كما أنها أدت إلى هدم «القوة الناعمة» التي بناها تنظيم الحمدين ضد الأمن القومي العربي. وفقدت كافة أبواق تنظيم الحمدين مصداقيتها المهنية خلال الأزمة وظهرت في صورتها الحقيقية كأداة قطرية بحتة على عكس ما كانت تروجه عن نفسها بأنها غير خاضعة لأجندة الدوحة. وقد نالت قناة الجزيرة في السنوات السابقة مصداقية وهمية حجبتها لعبارات الرأي والرأي الآخر وخدعت العديد من المتابعين في الشرق والغرب. وافتتحت قناة باللغة الإنجليزية موجهة للشعب الأميركي، وطورت حساباتها باللغة الإنجليزية لتصبح من مصادر الأخبار في الإعلام الغربي. كل هذه الجهد التضليلي انهار في شهور قليلة بعد انكشاف أجندتها، فقد انبرت «الجزيرة» في الدفاع عن مموليها (تنظيم الحمدين) الأمر الذي أظهرها كقناة تعمل لحساب دويلة صغيرة، وهذه كانت أكبر نقطة رابحة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب، أي انكشاف أدواتها التي يجمع بينها مهمة أساسية: تمرير الإرهاب عبر تقارير ودراسات وأفلام وثائقية بأسلوب خبيث يصور الإرهاب ردة فعل طبيعية ومشروعة! وسلطت الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الضوء على خبايا الإعلام القطري وحزمة «القوة الناعمة» التي يستخدمها تنظيم الحمدين، بما في ذلك مراكز دراسات وأبحاث وصحف مطبوعة وعشرات المواقع الإلكترونية العربية الممولة من قطر. التضليل القطري وفي هذا الإطار، قال المستشار في الديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني إن «من محاسن قطع العلاقات مع السلطة القطرية، هدم القوة الناعمة التي بناها تنظيم الحمدين في الخليج خصوصاً والعالم العربي عموماً منذ 21 سنة». وكتب القحطاني في سلسلة من التغريدات على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «أن دعاة وكتاباً ومغردين دُفعت لهم الملايين لقيادة حملات التضليل، واليوم انكشفوا، ومنهم من هو خائف من ابتزاز الحمدين ويطارده الخزي». وأضاف: «بين يوم وليلة انكشف للشعب السعودي سر خلايا عزمي التي تغرد ضد وطنها منذ سنوات وتختلق الأكاذيب بأسماء وهمية سعودية وينشرون الفتن، فإذ هم اليوم يغيرون أسماءهم بكل بجاحة إلى أسماء وهمية قطرية ويضعون صورة تميم». وتابع القحطاني: «انكشف للجميع من وراء إعلام الظل الذي يحارب السعودية صباحاً ومساءً، مثل (ميدل إيست إي، وعربي21، العربي، الخليج الجديد) والقائمة تطول، وانكشف من الذي يمول المنشقين السعوديين بالخارج والذين تحولوا إلى أبواق يحركها عزمي من محل إقامتهم في لندن وغيرها». وأشار إلى أن «السعوديين عرفوا للمرة الأولى 10 في المئة من وضاعة تنظيم الحمدين وخستهم ومؤامراتهم ضد دولتهم، إذ خرج مارد الإعلام السعودي من القمقم والتف الشعب السعودي العظيم مع قيادته وتحت راية التوحيد فكانوا هم السلاح الحاسم في معركة الإعلام». القوة الناعمة السعودية وذكر القحطاني أن «في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف والتلفزيون ومنابر الشعر والفن وكل مكان خرج مارد القوة الناعمة السعودية فاكتسح جهد الـ 21 سنة ببساطة، فالشعب السعودي أذهل الجميع بوعيه وولائه اللامتناهي لوطنه وكانت الأحداث الأخيرة أهم بدلالاتها من أي استعراض عسكري للقوة السعودية». وقال إن «تنظيم الحمدين كان يعتقد أن سكوت الكبار عنه ضعف منهم وقوة منه، وللمرة الأولى يتحول الصغير للدفاع بعد أن كان متفرغاً للهجوم والافتراء، فانهارت مزاعم مهنية قناة الجزيرة بين عشية وضحاها وأصبح ظاهرها كباطنها، فهي قناة محلية قطرية متخصصة بالكذب والإعلام الهابط بشكل مضحك». وأضاف: «انكشف للشعوب العربية خبايا انهيار الدول والدماء المسفوكة بسبب جنون قذافي الخليج الذي كان يظن أن المال يمكن أن يخلق له قيمة بين الكبار، فتعلم قذافي الخليج وهو على فراش الموت أن المال لا يشتري الولاء وأن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها، وها هو الآن يعيش برعب دائم ولا يدري كيف ستكون نهايته، إذ لا يدخل عليه بغرفته اليوم إلا 6 أشخاص، جعلوه بعزلة من العالم الخارجي بعد الانهيار الذي حصل له بعد المقاطعة، وكل يوم ينام بمكان مختلف». واختتم القحطاني تغريداته قائلاً: «سكن الرعب قلب قذافي الخليج، فأحضر القوات الأجنبية لحراسة قصره خوفاً من شعبه، وها هو في آخر حياته ذليلاً يعيش على المهدئات وينتظر وعد ربه، انظروا لبكائيات تنظيم الحمدين وحالة التخبط والرعب والعزلة والازدراء التي يعيشونها الآن، كل هذا والسعودية لم تفعل سوى قطع العلاقات، فتخيلوا لو تم التصعيد بشكل أكبر من السعودية فماذا سيحصل لهم؟». فضائح التمويل وفضح الإعلام العربي والدولي المناهض للإرهاب الأذرع القطرية لرعاية التطرف، والتي تتم عن طريق الجمعيات الخيرية والمساعدات الإغاثية، مستغلة احتياجات بعض الدول الأفريقية الفقيرة لتقديم المساعدات لها من ناحية ومن الجانب الآخر كستار لدعم الإرهابيين والجماعات المسلحة هناك. وكشفت تقارير غربية حجم المساعدات الإنسانية التي أرسلتها قطر لعدد من الدول الأفريقية، من خلال المؤسسات الخيرية التي دشنتها الدوحة خصيصاً لهذا المجال، وكانت الدول التي حظيت على نصيب الأسد من المساعدات هي السودان وغانا ومالي، التي تتلقى تمويلات بحجة دعم قطاعات كالصحة والتعليم وغيرها وفى الواقع تذهب تلك الأموال لجماعات متطرفة. وذكرت التقارير، أن مؤسسة «راف» القطرية للخدمات الإنسانية شيدت عدداً من المدارس في 10 دول أفريقية خلال السنوات الثلاث الماضية بتكلفة إجمالية بلغت 13.4 مليون ريال قطري، في وقت أعلنت فيه مؤسسة «قطر الخيرية» المدرجة ضمن قائمة الإرهاب من جانب «الرباعي العربي» عن خطتها الجديدة التي تشمل مشاريع مياه وكفالات أيتام وبناء مراكز ثقافية ومساجد، بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليون ريال قطري. واعتادت قطر التحايل على فقر تلك الدول، وإغرائها بالمال والمساعدات، وفى المقابل السماح بالتدخل في شؤونها ودعم جماعات بعينها مالياً وعسكرياً. تحجيم قطر وأمام رصانة الإعلام المناهض للإرهاب، لم تنجح الآلة الدعائية القطرية وبيوت الخبرة أو مكاتب العلاقات العامة التي استعانت بها الدوحة لتحسين صورتها، والقيام بعملية الإشغال السياسي لصرف الأنظار عن لُب الأزمة الحقيقية الممثلة في السياسات القطرية العدوانية تجاه دول المنطقة، في أن توقف النجاحات التي حققتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي نجحت في تحجيم الدور القطري والحد من نفوذ الدوحة التخريبي في العديد من الملفات بالمنطقة، الأمر الذي كانت له آثار إيجابية واضحة ومباشرة على تلك الملفات، سواء في سوريا وليبيا ومصر واليمن وغيرها. حاولت الدوحة أن تغطي على تلك النجاحات بسياسة الهجوم المضاد ومن خلال آلتها الإعلامية لإحداث اختراق في المجتمع الدولي يُسقط عنها الاتهامات التي تلاحقها بدعم وتمويل الإرهاب، غير أن النار التي أشعلتها قرارات المقاطعة في وجه السياسات القطرية كانت سبّاقة في الإعلان والتنويه عن تلك الممارسات العدائية القطرية تجاه دول المنطقة، وكانت أقوى من أن يتم تداركها بشكل كامل، حتى صارت قطر دولة منبوذة في الإطار الدولي رغم بعض المتعاطفين الذين خدعوا بالدعاية الزائفة أو أصحاب المصلحة هنا أو هناك. تحت المنظار وضعت قرارات المقاطعة دوحة الإرهاب تحت المنظار، وأدركت قطر أن كل تحركاتها صارت مرصودة بصورة غير مسبوقة، ما أسهم في انحسار دورها وتحجيمه في تلك البلدان التي كانت تتخذها مسرحاً لتنفيذ مخططات تدميرية تُحاك لدول المنطقة وتستخدم فيها الدوحة كرأس حربة بالوكالة، لا سيما أن النظام القطري الحالم بالزعامة الزائفة على أرواح واستقرار الشعوب العربية لا يتورع عن ارتكاب الآثام والانحلال من الصف العربي والخروج عنه وعليه ما دام ذلك يخدم على مصالحه، فكان لقمة سائغة لاستخدامها في عملية طعن الأمة العربية من داخلها!

مشاركة :