الريجيم القاسي لتخسيس الوزن هو من الأسباب الشائعة المسؤولة عن غياب الدورة الشهرية. وفي كثير من الأحيان لا تطلع الفتاة أو المرأة طبيبها على هذا الأمر، ما يثير الحيرة لديه عن سبب غياب الدورة فيضطر الى وصف أدوية أو علاجات لا لزوم لها. إن نقص الوزن إلى ما دون الحدود المقبولة صحياً يترك وراءه اضطرابات، من بينها غياب الدورة الشهرية الذي لا يحصل من نقص الوزن وحسب بل من تراجع الكتلة الدهنية، فقد بينت دراسات متعلقة بهذا الأمر أن المرأة تحتاج إلى كمية مناسبة من الأنسجة الشحمية كي تنتظم عندها دورة الإباضة، وأنه في حال عدم توافر هذه النسبة تغيب العادة الشهرية حتى ولو كان الوزن طبيعياً، وهذا بالضبط ما نراه عند عدد كبير من راقصات الباليه اللواتي لا يملكن ما يكفي من الشحم في أنسجتهن الدهنية. إن الريجيم القاسي يؤدي الى ضياع قسم من المستودعات الشحمية في الجسم ما يؤدي الى اضطرابات هرمونية تنعكس سلباً على الدورة الشهرية، إذ قد تغيب هذه أشهراً عدة ما يترتب عنه عواقب صحية وخيمة على المرأة. إن النساء اللواتي يتبعن أنظمة غذائية قاسية لتخسيس الوزن يملكن مستويات منخفضة من هرمون الإستروجين لأن مبايضهن لا تنتج ما يكفي من هذا الهرمون الأنثوي، فتظهر لديهن عوارض تشبه عوارض سن اليأس، مثل غياب الدورة الشهرية، والشعور بالهبات الساخنة، والتقلبات المزاجية، وفقدان الرغبة الجنسية، واضطرابات في النوم، وعدوى بولية، ومشكلات انجابية وغيرها. ومن أكثر المظاهر التي تصيب النساء نتيجة غياب الدورة الشهرية الخلل الذي يطاول الأملاح المعدنية، خصوصاً الكلس والحديد، فنقص الأول يعرّض للإصابة بداء الهشاشة العظمية، أما نقص الثاني فيؤدي الى فقر الدم.
مشاركة :