(كونا) - تحل غدا الذكرى الثالثة لتكريم منظمة الأمم المتحدة لدولة الكويت بتسميتها (مركزا للعمل الإنساني) ومنح سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقب (قائد للعمل الإنساني) بعدما أرسى سموه وعلى مدى سنوات عديدة مفهوم دبلوماسية العمل الإنساني.وأتى ذلك التكريم الأممي الكبير عرفانا بالدور البارز الذي انتهجته دولة الكويت وسمو الأمير في ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الإنسانية ودعم مسيرة العمل الخيري الذي استهدف الكثير من دول العالم التي تحتاج إلى العون والإغاثة.واستطاعت دولة الكويت من خلال دبلوماسيتها الإنسانية أن تلفت أنظار المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الشأن إلى الجهود الإنسانية التي تبذلها البلاد وسمو الأمير فقد نظمت الأمم المتحدة في التاسع من شهر سبتمبر عام 2014 احتفالية تكريمية لدولة الكويت من خلال تسميتها (مركزا للعمل الإنساني) وتكريم سمو الأمير بتسميته (قائدا للعمل الإنساني).وأشاد الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون خلال تلك الاحتفالية بجهود سمو الأمير التي ساهمت في تمكين المنظمة الدولية من مواجهة ما يشهده العالم من معاناة وحروب وكوارث.وأكد بان كي مون في كلمته آنذاك أن "الكويت أظهرت كرما استثنائيا تحت قيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ورغم صغر مساحة البلاد إلا أن قلبها كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة".وأشار إلى أن "المبادرات التي قامت بها دولة الكويت دفعت المجتمع الدولي إلى جمع المزيد من المساعدات بفضل جهود سمو أمير البلاد مما ساعد الأمم المتحدة على القيام بوظيفتها الإنسانية وأن الدعم المستمر لسمو الأمير مكننا من ذلك".وأضاف "إنه لفخر شديد لي أن أقوم بمنح هذه الشهادة التقديرية لجهود سمو الأمير اعترافا منا بدعمه المستمر وقيادته الاستثنائية للعمل الإنساني للأمم المتحدة ورفع المعاناة عن المحتاجين في جميع دول العالم".من جهته أكد سمو الأمير في كلمته خلال الاحتفالية أن "دولة الكويت ومنذ استقلالها وانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة سنت لها نهجا ثابتا في سياستها الخارجية ارتكز بشكل أساسي على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكافة البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والاثنية انطلاقا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد وتفعيل الجهود الدولية بهدف الإبقاء والمحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة وهي الروح البشرية".وأشاد سموه بدور الجمعيات الخيرية الكويتية واللجان الشعبية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية "التي سطرت صفحات من الدعم المتواصل في دعم مشاريع إنسانية عديدة في قارتي آسيا وإفريقيا بمبادرات شعبية والتي أصبحت أحد العناوين البارزة لأيادي الخير التي يتميز بها أبناء الشعب الكويتي".كما لفت إلى أن "دولة الكويت اتخذت عام 2008 قرارا يجسد حرصها على دعم الدور الإنساني للأمم المتحدة عندما خصصت ما قيمته 10 في المئة من إجمالي مساعداتها الإنسانية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية أو الحروب وتبعتها بقرارات رسمية بمضاعفة المساهمات الطوعية السنوية الثابتة لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية".وفي تلك المناسبة أعلن سموه مضاعفة دولة الكويت لمساهمتها الطوعية السنوية الثابتة لصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ الإنسانية لتصبح قيمتها مليون دولار.وشدد على أن "أعمال البر والإحسان قيم متأصلة لدى أبناء الشعب الكويتي تناقلها الأبناء والأحفاد بما عرف عنهم من مسارعة في إغاثة المنكوب وإعانة المحتاج ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج حتى عندما كان يعاني في الماضي شظف العيش وصعوبة الحياة ولا تزال وستظل أعماله الخيرة ومبادراته الإنسانية سمة بارزة في سجله المشرف".واستنادا إلى تلك القيم المتأصلة لدى المواطنين الكويتيين فقد أصبح العمل الخيري ركيزة من الركائز الأساسية للسياسة الخارجية لدولة الكويت التي عرف عنها ومنذ ما قبل استقلالها بمبادراتها الإنسانية التي استهدفت مناطق عديدة في العالم وتوسع نشاطها مع تولي سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم عام 2006 حيث ازداد حجم المساعدات الإغاثية بشكل ملحوظ وتركت بصمة أكثر واقعية للعمل الإنساني العالمي.وقد دأب سمو الأمير عبر كثير من الفعاليات على جعل الكويت الدولة السباقة إلى العمل الخيري الإنساني وتقديم المبادرات الإنسانية العالمية وأن تكون مركزا رائدا لاستضافة العديد من الأنشطة ذات الصلة بل وحرص سموه على المشاركة شخصيا في المؤتمرات المهتمة بالعمل الإنساني ولعل أبرزها حين ترأس وفد دولة الكويت في القمة العالمية للعمل الإنساني التي عقدت في مدينة (إسطنبول) التركية في مايو 2016.وقال سموه خلال كلمة له في قمة إسطنبول تلك إن "الكويت عرفت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج وتحث على تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب والدول المحتاجة" لافتا إلى أن دولة الكويت "تبوأت المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي".ولفت سموه إلى أن "التحديات كبيرة والمشاكل التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة لاسيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة التي تمكننا أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا".وانسجاما مع هذه الرؤية الإنسانية عملت دولة الكويت على التخفيف من معاناة الشعوب التي تشهد أزمات كبيرة من خلال تقديم المساعدات في أكثر من بلد وفي مقدمتها الدول العربية مثل سوريا والعراق وفلسطين واليمن وكذلك رفع حجم التبرعات في البلدان التي تصيبها كوارث طبيعية.وشهدت البلاد في السنوات الماضية الكثير من الفعاليات الداعمة للعمل الإنساني وبدأت تنظم منذ عام 2014 فعاليات (منتدى الكويت الدولي للعمل الإنساني) السنوي بمشاركة جهات حكومية وأهلية ودولية وخبراء محليين ودوليين ومتطوعين لتحقيق أهداف مشتركة لخدمة العمل الانساني واستكمالا لمسيرة الكويت الإنسانية كمركز للعمل الانساني ولتعزيز ريادتها في هذا المجال.
مشاركة :