وصف وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، الأوضاع في مصر بـ"القاتمة"، واعتبر استقالة محمد البرادعي من منصب نائب الرئيس المصري "نكسة ومؤشراً سيئاً". وقال هيغ للمحطة الإذاعة الرابعة بهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن هناك "مقداراَ محدوداً لما يمكن للقوى الغربية مثل بريطانيا القيام به للمساعدة على حل الأوضاع في مصر"، محذراّ من أن الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط "تحتاج إلى سنوات وربما إلى عقود لانهائها". وأضاف أن الحكومة البريطانية "ردت بشكل فعّال حيال الوضع في مصر وقامت بتعليق برامج مع قوات الأمن المصرية وألغت عدداً من تراخيص التصدير، واعتقد أنه يتوجب علينا أن نراجع مع الدول الأوروبية سبل تقديم الدعم لمصر، وشكل العون والمساعدة التي سنقدمها لها في المستقبل". وقال وزير الخارجية البريطاني "علينا أن نبذل قصارى جهودنا لدعم المؤسسات الديمقراطية في مصر دون أن نأخذ طرفاً في النزاع الدائر، ونستجيب بشكل جدي له دون استبعاد المساعدات في المستقبل أو ازالة كل التأثير على الوضع، لأن السياسة الخارجية غالباً ما ترمي إلى تحقيق التوازن الصحيح". وفيما اشار إلى "صعوبة المغالاة في مستويات الكراهية وعدم الثقة بين الأطراف المختلفة في الحياة السياسية في مصر"، شدد على أنه "لا يقبل بأنه لا يوجد أي شيء على الاطلاق يمكننا القيام به حيال ذلك". وأضاف "تأثيرنا قد يكون محدوداً، لأن مصر دولة تفخر باستقلالها ويمكن أن تشهد سنوات من الاضطراب إلى جانب غيرها من دول المنطقة التي تمر بهذا النقاش العميق حول طبيعة الديمقراطية ودور الدين في مجتمعاتها، لكن يتعين علينا أن نبذل قصار جهدنا لتعزيز المؤسسات الديمقراطية والحوار السياسي ودعم غالبية المصريين التي لا تريد سوى بلد حر ومستقر ومزدهر". واعتبر هيغ أن ما يحدث في الشرق الأوسط "أهم حدث حتى الآن في القرن الحادي والعشرين وحتى بالمقارنة مع الأزمة المالية وتأثيرها على الشؤون العالمية"، معرباً عن اعتقاده بأن المنطقة "ستحتاج إلى سنوات وربما إلى عقود لتجاوزها". وقال "علينا أن نستمر في دعم الديمقراطية بشكل واضح وكذلك المؤسسات الديمقراطية وتعزيز الحوار، وسيكون هناك العديد من النكسات تقف في وجه ذلك، وينبغي أن لا نُفاجأ بذلك".
مشاركة :