أحيا البابا فرنسيس الخميس قداسا أمام عشرات آلاف المؤمنين في ساحة سيمون بوليفار في بوغوتا داعيا الحشود في بوغوتا إلى تجنب "الانتقام" رغم أن البعض قال إن الصفح صعب. ويقوم البابا بزيارة رسمية تستمر خمسة أيام حيث سيجري رحلات يومية بالطائرة ستقوده إلى مدن فييافيسنسيو وميديين وكارتاهينا. أحيا البابا فرنسيس الخميس قداسا أمام عشرات آلاف المؤمنين في كولومبيا التي حضها على طي صفحة نزاع دام نصف قرن، داعيا الحشود في بوغوتا إلى تجنب "الانتقام" رغم أن البعض قال إن الصفح أصعب بعد كل ذلك العنف. واعتبارا من الجمعة وخلال زيارته التي تستمر خمسة أيام، سيقوم البابا الأرجنتيني البالغ من العمر 80 عاما برحلات يومية بالطائرة ستقوده إلى مدن فييافيسنسيو وميديين وكارتاهينا. في فيافيسنسيو، سيصلي مع ضحايا العنف ومقاتلين سابقين في ميليشيات وعسكريين سابقين، من أجل المصالحة. وكان البابا التقى في وقت سابق الرئيس خوان مانويل سانتوس الذي رعى اتفاق سلام مثير للجدل مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" ووقف إطلاق نار مع ميليشيا "جيش التحرير الوطني" آخر المجموعات المتمردة في هذا البلد. والاتفاقان ضروريان لإنهاء نزاع متعدد الأطراف يغذيه تهريب المخدرات، أودى بحياة 260 ألف شخص وفقدان أكثر من 60 ألفا آخرين إضافة إلى نزوح سبعة ملايين شخص. وقال البابا في عظته في ساحة سيمون بوليفار في بوغوتا "هنا، كما في أماكن أخرى، ظلمة حالكة تهدد وتدمر الحياة (...) ظلمة التعطش للانتقام والكراهية التي تلطخ أيدي الذين بسلطتهم يدعون أن الخطأ صح. ظلمة الذين فقدوا الإحساس بألم الكثير من الضحايا. يسوع المسيح يبدد ويدمر كل هذه الظلمة". وإلى جانب البابا الذي كان يقف على منصة مسقوفة، قرأ ضيوف صلوات ومن بينهم أحد زعماء السكان الأصليين بزيه التقليدي، ممثلا عن المجتمعات الريفية التي تأثرت بشكل خاص بالنزاع. عملية سلام مثيرة للجدل الرئيس الكولومبي حائز على جائزة نوبل للسلام عام 2016 لدوره في التوصل لاتفاق سلام مع "فارك". لكن عملية السلام تواجه انقسامات. فمنتقدو الاتفاق مع "فارك" يقولون إن المتمردين لم ينالوا قسطهم من العقاب، مع منحهم العفو وعقوبات بديلة. ورفض الكولومبيون اتفاق السلام مع "فارك" العام الماضي بفارق ضئيل. وسعى البابا فرنسيس دون جدوى إلى التوسط بين سانتوس وأكبر معارضي الاتفاق الرئيس السابق المحافظ ألفارو أوريبي. وقال لويس إدواردو مارتينيز (63 عاما) تعليقا على زيارة البابا وسط الحشود التي جاءت لاستقباله "هذه العملية كذبة (...) اؤمن بالله لكني لست بحاجة لوسطاء". وأضاف "نحن الذين شاهدنا العديد من الضحايا يموتون لم نفقد ضغينتنا. آمل أن يسمح لي الله بالتخلي عن الضغينة، لكنها موجودة الآن". وفي كلمة ألقاها من شرفة قرب كاتدرائية بوغوتا دعا الشبان الذين احتشدوا لتحيته لأن تكون "أحلامهم كبيرة" لمستقبل البلاد. وقال "شبابكم (...) يجعلكم قادرين على القيام بشيء بالغ الصعوبة في الحياة: الصفح. الصفح عن الذين أذونا". ترحيب زعيم "فارك" رحب زعيم "فارك" رودريغو لوندونيو بالبابا وشكره على تويتر "لدعمه السلام والدفاع عن العدالة الاجتماعية والبيئية". وشكر سانتوس البابا لمجيئه من أجل "تشجيعنا على اتخاذ الخطوة الأولى نحو المصالحة". وقدم كارلوس ارتورو رودريغيز (51 عاما) وهو معالج تقليدي من السكان الأصليين، من منطقة كاكويتا الجنوبية لرؤية البابا. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن زوجته وأقارب آخرين قتلوا بنيران قوات الأمن خلال النزاع. وأضاف "أسامحهم من كل قلبي. لكن لا أعرف إن كان إلهي يسامحهم". الصلاة من أجل الضحايا بعد محادثات مع الرئيس سانتوس في القصر الرئاسي، توجه الحبر الأعظم إلى كاتدرائية بوغوتا والتقى بمطارنة. والتقط صور سيلفي مع المؤمنين وصلى أمام صورة عذراء شيكوينكويرا، شفيعة كولومبيا التي نقلت إلى بوغوتا بمروحية خصوصا للمناسبة. وقالت كريستال فيفاس (15 عاما) التي جاءت لرؤية البابا في بوغوتا "اعتقد أن هذا البابا يملك طاقة إيجابية". وأضافت "إنه يضع نفسه في مكاننا، عامة الشعب ... ويشجع الناس على السلام". فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 08/09/2017
مشاركة :