بكين (أ ف ب) - طلب الرئيس الصيني شي جينبينغ في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة، من باريس المساهمة في "تهدئة الوضع" في الازمة الكورية الشمالية، بعدما أكد الرئيس الاميركي دونالد ترامب انه يفضل "تجنب" الخيار العسكري ضد بيونغ يانغ. ونقلت قناة التلفزيون الحكومية الصينية "سي سي تي في" على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الرئيس الصيني الذي قال ان بكين "تأمل أن تؤدي فرنسا بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، دورا بناء لتهدئة الوضع واعادة اطلاق الحوار" في الملف الكوري الشمالي. وكما قال قبل ساعات للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل، كرر الرئيس الصيني رغبة بلاده في "إخلاء شبه الجزيرة من السلاح النووي". وقال ان "المسألة الكورية الشمالية لا يمكن ان تحل الا بوسائل سلمية، عير الحوار والمشاورات". وقال قصر الاليزيه ان ماكرون وشي "ذكرا بادانة الاسرة الدولية للاستفزازات الكورية الشمالية". وقالت الرئاسة الفرنسية ان ماكرون اكد لنظيره الصيني ان هذه الاستفزازات "تستدعي ضغوطا جديدة من الاسرة الدولية بهدف إعادة بيونغ يانغ الى المفاوضات وتجنب تصعيد خطير". وتسعى الولايات المتحدة الى فرض حظر نفطي على كوريا الشمالية وعلى صادراتها من النسيج وتجميد اصول الزعيم كيم جونغ اون والعمل على حجب تحويلات العمال الكوريين الشماليين في العالم ردا على التجربة النووية السادسة التي اجرتها بيونغ يانغ الاحد، وفق مشروع قرار وزع على مندوبي الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي. لكن شي وماكرون لم يتطرقا الى امكانية فرض عقوبات على كوريا الشمالية، حسب النص الذي نشره التلفزيون. وكان الرئيس الاميركي اعلن الخميس ان الخيار العسكري ضد كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الاخيرة "ليس محتما". وقال في مؤتمر صحافي مع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ان "التحرك العسكري سيكون بالتأكيد خيارا. هل بالامكان تجنبه؟ لا شيء محتما". واضاف "سيكون من الجيد التوصل الى خيار آخر"، معتبرا انه اذا وصل الامر الى الخيار العسكري "فسيكون يوما حزينا جدا لكوريا الشمالية". وكانت كوريا الشمالية اعلنت انها اختبرت قنبلة هيدروجينية. لكن مسؤولا في الادارة الاميركية قال طالبا عدم كشف هويته، "ما زلنا في طور تقييم الاختبار" الذي اجرته بيونغ يانغ. واضاف "حتى الآن لا شىء يناقض رواية كوريا الشمالية لكننا لا نملك رأيا حاسما بعد". - "لا نمزح" - وقال المسؤول الكبير "من الصعب ان يعمل اقتصاد بدون الوصول الى موارد للطاقة وكوريا الشمالية لا تستغني عن النفط. انه عصب جيشها". ويرى خبراء أن فرض عقوبات على واردات بيونغ يانغ النفطية قد يكون له تأثير كارثي على الكوريين الشماليين، وقد يوجه ضربة قاضية للنظام الحاكم، لكن إقناع بكين بفرض هذا النوع من العقوبات لن يكون أمرا سهلا. ويعود الحديث عن فرض عقوبات على الواردات النفطية الكورية الشمالية فيما يدرس مجلس الأمن اتخاذ إجراءات جديدة بحق بيونغ يانغ بعد تجربتها النووية الاخيرة التي أثارت عاصفة من الاستنكار الدولي. وتعتمد كوريا الشمالية بشكل كبير على الواردات النفطية لتأمين حاجتها من الطاقة، إذ إن مخزونها النفطي قليل جدا. وتعدّ الصين الشريك التجاري الأول لكوريا الشمالية، وفيها تصبّ 90 % من صادرات بيونغ يانغ. ولا يعلم حجم الصادرات الصينية من النفط الخام إلى كوريا الشمالية. فقد كفّت بكين منذ العام 2014 عن نشر أرقام رسمية بهذا الشأن. لكن وكالة إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقدر أن بيونغ يانغ تستورد عشرة آلاف برميل من النفط الخام يوميا، معظمها من الصين. وقال المسؤول الاميركي ان الضغوط التي مورست على كوريا الشمالية حتى الآن ما زالت بعيدة جدا عن نوع العقوبات التي طبقت على ايران وعلى العراق ايضا. وتابع "هنا طريق طويل لجعل كوريا الشمالية تشعر بالضغط الذي نسعى اليه لجعلها تعيد النظر في حساباتها". ورفض مسؤولون استبعاد امكانية شن ضربات عسكرية او ارسال اسلحة نووية تكتيكية اميركية الى كوريا الجنوبية، وهي مسألة يمكن ان تثير استياء بكين، جارة كوريا الشمالية وحليفتها الاساسية. وصرح احد هؤلاء المسؤولين "نحن لا نمزح عندما نقول ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة". © 2017 AFP
مشاركة :