تعتبر الفنانة مريم الملا، من الفنانات القطريات القلائل اللائي شققن طريقهن في وقت قياسي في مجال الفن التشكيلي، ورسمت لها مساراً وأسلوباً فنياً خاصاً بها ينهل من التراث القطري بكافة مفرداته الشعبية الذي ما يزال حاضراً، وهو ما تجلى في أعمالها. نظمت معرضها الفني الأول «حكايات ملونة» نهاية العام الماضي برعاية المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، كما أن الحصار الجائر المفروض على قطر من قبل عدد من الدول الخليجية، جعل اسمها يتصدر أسماء الفنانين الذين قاوموا بالريشة والألوان هذا العدوان، حيث رسمت لوحتها الشهيرة «والله أحبج يا قطر» وترجمت مشاعرها تجاه الوطن من خلال لوحاتها الفنية، معتبرة هذه اللوحة من أغلى وأعز أعمالها الفنية. وذلك باستخدام أوراق ذهب من عيار 24، لكتابة كلمة «قطر». ¶ ماذا عن بداياتك الفنية؟ أحببت الرسم منذ الصغر، والتحقت بالمرسم الحر وعمري آنذاك 15 سنة، وكان الأستاذ المرحوم جمال قطب يهتم بنا من أجل مواصلة مشوارنا الفني، ولظروف عائلية خرجت من المرسم، وأكملت الدراسة في الفترة المسائية والتحقت بالجامعة، ورغم ذلك كنت أرسم في هذه الفترة وأصبحت مدرسة للرسم بالفعل، وبفعل الالتزامات لم أكن أقدر على الرسم، كما أن عدم قدرتي على المشي لسنوات، دفعني للاهتمام بالرسم أكثر في البيت، وشققت لنفسي أسلوبي الخاص، والاحتفاظ بالتراث القطري مع أسلوب حديث وعالمي من أجل توصيل تراثنا إليهم بما يفهمونه، وذلك باختيار الألوان والاحتفاظ بالمواضيع القطرية التراثية، وبما أنني كنت «ميكاب آرتست»، لم يكن أيضاً لي الوقت للرسم، وكنت أرسم على الوجوه، وكانت هذه هوايتي. ¶ معرضك الشخصي الأخير بـ«كتارا»، كم استغرق وقتاً من أجل تجهيز أعماله؟ حوالي سنة، حيث أرسم في الصالة أو في الغرفة، وأجد الدعم سواء من العائلة، أو اختياري كمدربة في سكاي كلايمرز ضمن فريق الإبداع الفني، واشتركت في فعاليات متعددة، سواء في درب الساعي أو الجمعية القطرية للفنون التشكيلية وفي مركز سوق واقف للفنون. وما يثلج الصدر، عندما أسمع من المهتمين أن «مريم» أحدثت صدى في الوسط الفني،مما يشجعني على الاستمرارية والتطوير، حيث أعمل جاهدة على أن يكون معرضي الشخصي مختلفاً للغاية. ¶ يبدو أنك تركزين على بعض المفردات الشعبية مثل البَطولة والرقصات الشعبية؟ صحيح،كذلك أركز على الجانب الرجالي بأفكار جديدة، حيث أن كل لوحة من معرضي «حكايات ملونة» عبارة عن قصة، كما أن اللوحات تميزت بتدرج الرمادي لأنه لون جميل، ويعطي اللون الوسط الهادئ. وخيالي يكتنز مخزوناً هائلاً، فهناك أشياء عشتها وعايشتها وأشياء أخرى حُكي لي عنها، فالبخنق أنا لبسته واستعملته والألعاب الشعبية لعبتها في الصغر، وأخرجتها بصورة جميلة، وابتعدت عن الواقعية، لأن الصورة الفوتوغرافية تفي بالغرض، لكن الفنان تكون له بصمة في عمله وفي رسمته. ¶ هل لديك أفكار تودين تنفيذها وإظهارها للعموم؟ نعم لدي أفكار كثيرة، وأشتغل عليها، كما أن هناك إخوة فنانين يدعمونني ويشجعونني. بالإضافة إلى أن النقد يهمني جداً من أجل تقويم أدائي، وأنا من النوع الذي يسمع الكلام ويستفيد منه، لكننا نفتقد أشياء كثيرة، مثل المراكز الفنية التي تدرب، وأنا عندما انخرطت في الجمعية القطرية للفنون التشكيلية كان في مخيلتي أنني سأدرس من جديد، وأنا بحاجة لأدرس، لأن الفنان الذي يعتبر نفسه قد وصل، فهذا إيذان ببداية النهاية، بالعكس، أعتبر نفسي ما زلت أتعلم، وما خرجت به هو مجرد هواية ولا أسمي نفسي فنانة، وهذه «شخابيطي».;
مشاركة :