شيعت جموع غفيرة من أهالي محافظة النعيرية أمس، محمد عبدالهادي الهاجري الذي تغيب عن أسرته، وقد ووري جثمانه الثرى بعد أن أديت الصلاة عليه في الجامع الكبير في النعيرية. وكان الهاجري كبير في السن ويعاني من مرض، حيث تغيب عن أسرته وتم إبلاغ الجهات الرسمية والتعميم عنه، وتم العثور عليه متوفيا بجانب سيارته التي علقت في الرمال بموقع صحراوي شرق مليجة. وكان مدير شرطة مليجة المكلف الرقيب سالم فرج العجمي خلال بحثه في المواقع البرية شرق مليجة، لاحظ سيارة جيب لاندكروزر متوقفة، وحينما اقترب منها وجدها عالقة في الرمال، ووجد الهاجري بجانبها على مسافة حوالى ١٠ أمتار متوسدا ذراعه الأيمن وقد فارق الحياة، وتم إبلاغ مدير شرطة النعيرية المكلف الرائد ذيب العتيبي الذي وجه الأدلة الجنائية والتحقيقات والدوريات للانتقال للموقع، ووجد أن الجثمان قد تأثر من حرارة الشمس ويعتقد أن الحرارة المرتفعة جدا كانت سببا من أسباب الوفاة وكذلك شدة العطش. ومن المعتقد، أن الهاجري تاه في البر، وخلال بحثه عن الطريق وجد حفريات الكسارات وحاول الخروج منها بالانعطاف يمينا ويسارا إلا أن سيارته علقت في الرمال وحاول إخراجها ولم يستطيع وأعياه التعب والعطش والحرارة المرتفعة، فتوفي بجانب سيارته وقد أثرت الشمس فيه بشكل كبير، حيث بدا جلده متأثرا بشكل كبير من حرارة الشمس حتى أنه لم يستطيع أقاربه غسله. وقال فالح الهاجري أحد أقارب المتوفي: إنه في الأصل مريض وكبير سن كما إنه بالعادة لا يذهب إلا ومعه سائق يساعده ويقود عنه السيارة. وعن أسباب خروجه للبر، قال: لا أحد يعلم لماذا ذهب إلى هذا المكان، لكن يبدو أن هناك أحد أصحاب الإبل في البر وأراد زيارته. يذكر أن هناك شرق النعيرية موقع يسمى الردايف، توجد به كسارات فيها الكثير من الحفريات والدراكيل تركها أصحابها دون تسوية وتشكل خطورة على مرتادي البر والمارة. حيث ذكر بندر السبيعي، أن سيارته (شاحنة) سرقت منذ فترة طويلة ووجدت خلال البحث عنها في إحدى تلك الحفريات الكبيرة. وذكر دعسان الشمري، أن سيارة داتسون لأحد الأشخاص سرقت ووجدها صاحبها في إحدى تلك الحفريات العميقة. وأكد عدد من المواطنين، أن حفريات كسارات الردايف خطيرة جدا فهي حفريات كبيرة وعميقة وعلى مساحات واسعة تركت دون تسوية رغم أن التعليمات تؤكد على أصحاب الكسارات تسوية الأرض بعد انتهاء العقد حسب البنود التي تكون بين صاحب الكسارة والبترول والثروة المعدنية. وتتقبل الأسرة العزاء في الفقيد بمنزلهم الكائن في النعيرية.
مشاركة :