< أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، وقال في خطبة الجمعة، التي ألقاها أمس: إن من رحمة الله بعباده المسلمين أن جعل لهم في كل عام مواسم للطاعات والخيرات، يتزودون منها ويقفون فيها وقفات مع النفس والعقل والقلب، للمحاسبة والتذكير والإرشاد، ليصححوا المسار ويتداركوا ما فات وفرط من حياتهم، ويتبصروا طريق سيرهم. وأضاف أن الري والرواء، والمرتع الخصب والصفاء، يكون في حمى الوحي الإلهي وفسطاط التسليم للكتاب وفهم الصحابة رضي الله عنهم، ولا زال المصلحون والمقسطون من العلماء والعاملين والحكام العادلين يثوبون إلى ذلك المأرز المنيع، ويحتمون بذلك الحمى الرشيد، منعاً لنظام شرر الفرقة والنزاع والتنازل عن ثوابت الدين، وإضلال الأئمة المضلين الغاوين، واستيلاء فتن الشبهات والشهوات على فئةُ من الأنام. وبيّن الغامدي أن منهج التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، الذي تربى عليه الحجاج طوال أيام حجهم، وفي كل المناسك والشعائر والمشاعر، تسليم مطلق لله ولرسوله، في طمأنينة وسكينة وفرح بلا اعتراض ولا ضجر ولا ملل ولا سأم، مشيراً إلى أن هذا من أعظم مقاصد تشريع الحج وغاياته، إذ ظهر هذا التسليم القلبي والعملي في مناسك الحج في مواطن كثيرة، منذ أن يلبس المسلم الإحرام ويبتعد عن كل ما متعه الله منه حال إحرامه، ويلبي تلبية السلام والاستسلام لله، ثم يتدرج بعد ذلك في مناسك الحج وشعائره، من وقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ومنى وطواف وسعي ورمي وحلق ونحر. وأشار إلى أن العبد الموفق المسدد لا يعارض خبر الله الصادق بشبهة حائرة زائفة وبدعة فاسدة، ولا ينازع الله في أسمائه وصفاته وأفعاله بتأويلات وتحريفات فاسدة، ولا يخالف أوامر الله ونواهيه بشهوات وأهواء زائفة، ولا يزاحم إرادة الله والإخلاص له بمراءاة الخلق والتسميع بأعماله وأفعاله، ولا يعترض على الله في حكمه القدري والشرعي، فلا يتسخط ولا يجزع ولا يرد شرع الله، ولا ينازع الله في أمره وخلقه، بل يعلم أن الله وحده لا شريك له. وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن مدافعة فتن الشبهات والشهوات ومجاهدة النفس في ردها وإنكارها أمر ضروري، ويتحتم من أراد النجاة وسلامة قلبه وطهارة نفسه، وليس هناك أخطر على القلب من استيلاء فتن الشبهات والشهوات عليه وامتلائه بهما وقبوله لكل فتنة تعرض عليه، وقال: «إن خطورة تشرب القلوب بفتن الشبهات والشهوات تكمن في أنها تفسد على العبد تصوره للحقائق والعلوم النافعة بالشبهات والمعارضات والشكوك، فتنحرف عقائده وأفكاره، ويقع في البدع والشرك والإلحاد. وفي المدينة المنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم عن العمل الصالح والمداومة عليه، وأن فيه سعادة البشر وعمارة الأرض، موضحاً أن العمل الصالح يرضاه الله ويتقبله، فهو تعالى لا يقبل إلا طيباً، مشيراً إلى أن أصل قبول الأعمال الإيمان بالله والسعي إلى رضوانه. وبين الشيخ القاسم أن عمل الكافر مردود عليه يوم القيامة، مبيناً أن الدين الإسلامي يقوم على أصلين، عبادة الله وحده لا شريك له، وما شرعه تعالى أو شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، مشيراً إلى أن ملاك هذه الأعمال النية، فكل عبادة لا تصدر عن إخلاص نية وحسن طوية لا يعتد بها، كما أن متابعة النبي صلى الله عليه وسلم شرط لقبول العمل، والعمل، بغيرها، مردود، مضيفاً أن تقوى الله في العمل حري بها أن تقبل في العمل الصالح، فالطاعة بعد الطاعة دليل على قبول العمل. ولفت الشيخ القاسم إلى أن صلاح الجوارح واستقامتها ثمرة قبول الطاعة ومحبة الله لصاحبها، ففي الحديث، في ما يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال: «ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، بي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشى، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن قبض روح عبدي المؤمن من يكره الموت وأكره مساءته ولا بد له منه». وأكد أن الشكر سبيل قبول العمل وطريق لزيادة العمل، كما أن المشاقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفة أوامره فساد للعمل وبطلانه، مشيراً إلى أن من محبطات الأعمال رفع الصوت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. وشدد إمام وخطيب المسجد النبوي على أن حفظ العبادة لله وحده مطلب في الإسلام، ودوامها أساس الشريعة، حاثاً المسلمين على الاهتمام بقبول العمل وحفظ الطاعة، فحفظها أشد من العمل ولزوم عبادة الله فهي سبيل النجاة.
مشاركة :