يشير أندريه أونتيكوف ويوري بغدانوف، في مقال مشترك نشرته صحيفة "إيزفيستيا"، إلى أن "حماس" قررت محاربة تنظيم "داعش" في قطاع غزة. جاء في المقال: في قطاع غزة، يوشك أن يندلع نزاع مسلح بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي تسيطر على الجيب الفلسطيني، وبين تنظيم "داعش"، الذي ينشط في شبه جزيرة سيناء المصرية. وبحسب قول أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي للحركة، فإن "حماس" تعتزم محاربة الإرهابيين، وإنها لن تسمح بانتشار أفكارهم في المنطقة، ويضيف: "تقليديا، كنا دائما نعارض الإرهابيين، الذين يوجهون نشاطهم ضد الشعب الفلسطيني. وإن أفكار "داعش" لا تتماثل مع مبادئ الإسلام. وقد دانت "حماس" بشدة العمل الإرهابي الأخير في غزة. واتخذنا عددا من الإجراءات للحيلولة دون تقوية الإرهابيين في فلسطين، ولن نسمح بانتشار إيديولوجية "داعش" في القطاع"، - كما أكد حمدان للصحيفة. وفي وقت سابق، نفذت "حماس" سلسلة من الاعتقالات بين عدد من المشتبه بصلات لهم مع تنظيم "داعش" الإرهابي، كما ذكر للصحيفة مصدر فلسطيني من قطاع غزة. و"نفذت قوات الأمن موجة من الاعتقالات في مدينتي رفح وخان يونس، وكان ذلك ردا على الهجوم الإرهابي الأخير، الذي شنه انتحاري بالقرب من الحدود مع مصر"، - كما أوضح المصدر. ومن الجدير بالذكر أن انتحاريا قام في أغسطس/آب بتفجير نفسه، وهو يحاول التسلل إلى الأراضي المصرية. ووقع الحادث عندما أوقفت أجهزة الأمن التابعة لـ "حماس" سيارة تتحرك باتجاه الحدود. وأسفرت العملية عن مقتل أحد عناصر الأمن التابعة لحماس. وقد شكل هذا الحدث حالة استثنائية بالنسبة إلى القطاع، وعلى الرغم من التوتر العام في المنطقة، والناجم عن تبادل الضربات بين حماس وإسرائيل، فإن الانتحاريين لم ينشطوا سابقا في قطاع غزة نهائيا.إقرأ المزيدبِمَ يهدد العالم جرح فلسطين المفتوح؟ وقد تحدث الوزير الإسرائيلي لشؤون القدس، عضو حزب "الليكود" الحاكم، زئيف إلكين للصحيفة عن إمكان رؤية بوادر مواجهة مسلحة بين "داعش" و"حماس". ووفقا للوزير الإسرائيلي، فقد كان يوجد "سابقا نوع من التعاون بين "حماس" وفرع "داعش" في شبه جزيرة سيناء، وكانوا يزودون بعضهم بعضا بالطعام والسلاح، ولكن الحركة، بعد الضغط الذي مارسته القاهرة عليها، توقفت عن تزويد "داعش" بالسلاح. والآن بدأت بينهم الاشتباكات"، - كما قال إلكين. من جانبه، قال مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف رياض الصيداوي للصحيفة إن "تنظيم "داعش"، في ضوء الهزائم المتتالية في سوريا والعراق، نشط في البحث عن موطئ قدم في اتجاهات جديدة". وأوضح الصيداوي أن "التنظيم كان موجودا في شبه جزيرة سيناء، وكان يسبب صداعا للقيادة المصرية. بينما هو الآن يعلن عن نفسه لأول مرة على الأراضي الفلسطينية. وهذا بدوره يشكل تهديدا خطيرا للتسوية الفلسطينية-الإسرائيلية"، - كما يعتقد الخبير. هذا، وقد اتخذت حركة "حماس" إجراءات أمنية مشددة، وأقامت "منطقة عازلة" بين القطاع ومصر. وجاءت هذه الخطوة من جانب "حماس" كحل وسط في المفاوضات مع السلطات المصرية، ولا سيما أن الحركة مهتمة جدا بتخفيف الحصار عن القطاع من جانب مصر، والحد من التدابير، التي اتخذتها القاهرة ضد حماس بسبب دعمها لتنظيم "الإخوان المسلمين" المحظور في مصر. وقد وجدت "حماس" نفسها في ظروف حرجة جدا نتيجة للحصار، وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية تدهورا خطيرا. وفي الوقت نفسه، بدأ أعضاء الحركة الأكثر راديكالية بالانضمام إلى الجماعات التي تتفق مع قناعاتهم، بما في ذلك "داعش". وقال أستاذ جامعة القدس في رام الله محمد العويوي للصحيفة: "لا شك في أن حماس تمتلك القوة والموارد الكافية للحفاظ على سيطرتها في القطاع، ولكن، لا يمكن استبعاد المزيد من التصعيد، وهجمات جديدة وانتحارية من قبل داعش". ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :