بعد وفاة رضيعة أمريكية قبل فترة كانت تبلغ من العمر نحو شهرين فقط؛ نتيجة إصابتها بحسب والديها من ولاية أيوا، بالتهاب السحايا الفيروسي، أعادت هذه الحالة فتح قضية هل يمكن للمولودين الجدد الإصابة بهذا الفيروس؟!الجواب ربما يكون نعم؛ لأنه وبحسب الأطباء الذين أشرفوا على علاج الرضيعة قبل وفاتها، قالوا إن المرض انتقل إلى الطفلة على الأرجح من قِبل شخص مصاب بفيروس الحلأ (الهربس) البسيط، من النوع الأول، المرتبط عادة بالقروح الباردة.وبحسب الطبيب الأمريكية ويليام شافنير وكميل سابيلا، بولاية ماريلاند الأمريكية، فإن هذا النوع من التهاب السحايا الفيروسي، هو التهاب دماغي ناجم عن الإصابة بفيروس الحلأ (الهربس) البسيط من النوع الأول (HSV-1)، ليس من المألوف أن يصاب به الأطفال الذين هم من حديثي الولادة، على الرغم من أنه شائع بين السُكان، وعادة ما يعتبر عدوى حميدة؛ إذ إنه يصيب الناس ولكن لا يجعلهم مرضى، ويمكن أن يحمله المصاب حول فمه، وقد لا يشكو المريض من أعراض على الإطلاق؛ لذا فقد تحمله لفترة طويلة.ورجح الطبيبان إصابة الطفلة بالمرض بالقول: «ربما الشخص المصاب بهذا الفيروس، يكون حاملاً إياه حول فمه وقام بتقبيل الطفلة، أو أنه في أصابعه وقام بلمسها؛ لذا فقد تجمع الفيروس على سطح جسم الطفلة، ثم بطريقة ما لا نعلمها تمكن من الدخول إلى أوعيتها الدموية ثم دورتها الدموية، وبطريقة ما وصل إلى الدماغ والحبل الشوكي، ثم إلى السحايا (الأغشية التي تغطي المخ) وسبب الالتهاب لها».وشرح شافنير وسابيلا أنه من آثار المرض على الرضع، في الشهر الأول من عمر الطفل، تكون الإصابة خطرة جداً وقد تؤدي إلى ظهور العديد من مظاهر المرض على الطفل، فهذا الفيروس قد يصيب أياً من أجهزة الجسم وليس الدماغ فحسب، ويسبب الكثير من الضرر، على الكبد، القلب، الكلى والأوعية الدموية، أي أنه يصيب العديد من الأعضاء في الجسم إلا أن الدماغ وتحديداً السحايا هو المكان الشائع عادة للإصابة بهذا الفيروس.ولن يكتفي بالتسبب بالتهاب السحايا فقط؛ بل قد يؤدي إلى التهاب الدماغ، أي ليست فقط خلايا بطانة الدماغ؛ بل خلايا الدماغ نفسها معرضة للإصابة به؛ لذا عندما نتحدث عن إصابة لحديثي الولادة بفيروس (الهربس) لا نتحدث فقط عن التهاب السحايا والدماغ، فقد يتعدى الفيروس ليُسبّب الكثير من الضرر وبأماكن مختلفة.
مشاركة :