بدأت الخميس الماضي المحاضرات والورش الاستباقية لملتقى الشارقة الدولي للراوي في دورته السابعة عشرة، والذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، بعنوان «كنوز التراث».المحاضرة الأولى ألقاها د.عبدالعزيز المسلم، رئيس المعهد، بمركز التراث العربي، بعنوان «التراث الإماراتي، وكأنك لم تسمع عنه من قبل»، وتضمنت التعريف بمفهوم التراث الثقافي بشقيه المادي والمعنوي وغيرها من الموروثات الشعبية الإماراتية.وقال المسلم: «نسعى من خلال الدورات التدريبية إلى تخريج جيل مُطّلع على كل ما يخص التراث الإماراتي، والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية، وأن يكون متمكناً من فن الرواية الشفهية، فهي الماضي الذي يربطنا بالحاضر، لأن لدينا اليوم جيلاً يكتب ويتكلم باختصار، ويستخدم الكثير من المصطلحات الأجنبية في سياق كلامه اليومي، ونجد ما يشبه الانعزال لدى هذا الجيل، وحتى الجيل الذي يكبره لا يمتلك القدرة على التحدث بشكل مباشر، ومن بين المئات والآلاف قد يخرج شاعر أو قاصُّ واحد، بعكس الأجيال السابقة التي تخرج منها الكثير من الشعراء والحكواتيين».وتطرق المسلم إلى مفهوم التراث الثقافي، خلال عرض وشرح عددٍ من المفاهيم والعادات والتقاليد التاريخية والتراثية والأدبية التي أنجزها جيل من المؤرخين والأدباء الإماراتيين قديماً، وشملت المعارف التقليدية، والمباني والنقوش، والأدب الشعبي الذي عرّفه المسلم بأنه تجربة إنسانية تهدف إلى التربية والتثقيف والتعليم بالإضافة إلى المتعة والترفيه.وأشار في حديثه إلى العديد من الصناعات مثل صناعات التمور، والصياغة واللؤلؤ، وصناعات الأسماك، والحدادة، والفخار، وغيرها الكثير.وتطرقت المحاضرة إلى الأهازيج والألعاب والأغنيات الشعبية القديمة، بالإضافة إلى أشكال السرد في الأدب الشعبي.وتستمر الأنشطة السابقة على الملتقى حتى 30 الجاري، وتتنوع بين محاضرات حول العلاج بالحكاية، وورشة الحكواتي المؤلف، والحكواتي الراوي من التراث إلى المعاصرة، وغيرها، ويقدمها نخبة من الباحثين منهم، د. دلال مقاري، ود. نمر سلمون.
مشاركة :