دموع الحجيج تودع مسجد النبي في آخر المحطات الإيمانية

  • 9/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إنها اللغة الأصدق والأسمى والأعظم، لغة الدموع الندية حين تنساب صافية رقيقة فتتخضب بها أعين حجاج بيت الله الحرام، وتسيل على وجوههم الوضاءة وهم يودعون آخر المحطات الإيمانية "مسجد النبي الكريم". أطالت وقوفا تذرف العين جهدها *** على طلل القبر الذي فيه أحمد أياما معدودات على انقضاء فريضة الإسلام، طوافا بالكعبة الشريفة والمشاعر المقدسة، وانتهاء بمجاورة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، ألسنة لهجت بالآيات والذكر، وصدور تطيبت بالإيمان واليقين، حتى حانت سويعات الرحيل، ليرتسم الخشوع مهيبا على النفوس، محاطا بالأمل المتجدد ألا يكون آخر العهد بأقدس البقاع وأطهرها، يعزون أنفسهم بالدعوات الباقيات وبركة العبادات الطيبات. ملامح الفوز الإيماني والرضا الإنساني تبدو أكثر وضوحاً عند ضيوف الرحمن وهم يطوفون بطمأنينة حول الكعبة الشريفة ويتضرعون بصدق في حجر إسماعيل، ويخبتون إلى ربهم عند الحجر الأسود والركن وخلف مقام نبي الله إبراهيم، ويسعون بين الصفا والمروة. وكذا في حرم رسول الله، وهم يؤدون الصلاة في الروضة الشريفة، أو يقفون بإجلال وخشوع خافضي أصواتهم قبالة القبر الطاهر، يسلمون على النبي الخاتم وخليفتيه الصديق والفاروق، وهم يزورن مسجد قباء أول مسجد أسس على التقوى، أو يسلمون على الصحب الكرام في البقيع، والشهداء العظام في أحد، وفي كل بقعة طيبة مباركة روت للعالم رحمة الإسلام وعالميته وقبوله التعايش مع كل الأديان، بعيدا عن التطرف والغلو وإراقة الدماء التي يحاول المنحرفون المارقون بأفعالهم المشينة وصمه بها. مسافات طويلة طواها البعض كان في نهايتها تحقيق الحلم الكبير بتيمم بلد الإسلام والسلام مهوى القلوب والأفئدة ومتنزل الرحمات والبركات، هنا وهناك مشاهد الشاكرين تجسدها الوقفات التأملية والنظرات الخاشعة والأكف الداعية المتيقنة بالإجابة أن يعم الأمن والسلام كل البلدان وأن يديم الخير والبركات على بلاد الحرمين ومملكة الإسلام بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. مسجد النبي حيث الطمأنينة والخشوع خشوع وبكاء طويل دعاء وتضرع بالقبول مهج وأرواح تعلقت بخاتم الأنبياء

مشاركة :