ذكرت «وكالة الأنباء السورية» الرسمية (سانا) اليوم (السبت)، أن الجيش السوري تمكن من كسر حصار يفرضه تنظيم «الدولة الاسلامية» منذ حوالى ثلاث سنوات على مطار دير الزور العسكري بعد أيام من كسر حصار للمدينة. ونشرت الوكالة أن «وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تفك الحصار عن مطار دير الزور العسكري، وذلك عقب التقاء القوات المتقدمة من منطقة المقابر جنوب غرب مدينة دير الزور في حامية المطار» التي كانت محاصرة داخله. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية»، في بيان اليوم بدء حملة عسكرية لطرد تنظيم «داعش» من شرق محافظة دير الزور التي يخوض الجيش السوري في ريفها الغربي معارك ضد المتشددين. وتلا رئيس «مجلس دير الزور العسكري» المنضوي في «قوات سورية الديموقراطية» أحمد أبو خولة خلال مؤتمر صحافي في قرية أبو فاس شرق البلاد، بياناً جاء فيه «نزف بشرى البدء بحملة عاصفة الجزيرة، والتي تستهدف تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة السورية وشرق الفرات من رجس الإرهابيين وتطهير ما تبقى من ريف دير الزور الشرقي». جاء ذلك في وقت قال التلفزيون الرسمي السوري فيه، إن الجيش وحلفاءه انتزعوا حقلاً نفطياً من «داعش» قرب مدينة دير الزور اليوم في تقدم جديد لهم أمام المتشددين. وذكر التلفزيون الرسمي أن الجيش السوري وحلفاءه أحكموا سيطرتهم على حقل «التيم» النفطي في صحراء جنوب دير الزور. وتسعى وحدات الجيش إلى إعادة وصل مناطق سيطرتها في غرب المدينة، بعدما تمكن التنظيم مطلع العام الحالي من فصلها إلى قسم شمالي تم كسر الحصار عنه الثلثاء الماضي، وآخر جنوبي يضم المطار العسكري والأحياء المجاورة المحاصرة من المتشددين. وبحسب المصدر، فإن القوات الحكومية الموجودة في اللواء 137 تقدمت اليوم جنوباً، وتخوض معارك عنيفة ضد «داعش» في منطقة المقابر، الواقعة على بعد حوالى كيلومتر شمال غربي المطار. وسيطر الجيش اليوم على بلدة الشولا الواقعة على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوب غربي المطار. ويهدف الهجوم الأخير وفق المصدر العسكري، إلى «فتح الطريق بين المدينة (مناطق سيطرته) والمطار العسكري والأحياء الشرقية» التي يسيطر عليها «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن الطائرات السورية والروسية وجهت ضربات متتالية على مناطق سيطرة التنظيم المتطرف ومواقعه في محيط المطار العسكري وأطراف المدينة. ويسيطر التنظيم منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق والغنية بالنفط وعلى 60 في المئة من مدينة دير الزور. ومنذ مطلع العام 2015، فرض التنظيم حصاراً مطبقاً على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش. وتسبب الحصار بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية، إذ بات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها دورياً طائرات سورية وروسية وأخرى تابعة لـ «برنامج الأغذية العالمي». وغداة دخول شاحنات محملة بالمواد الغذائية مخصصة للبيع بأسعار مخفضة في الأسواق التجارية، أعلن «الهلال الأحمر» السوري اليوم دخول أول قافلة محملة بالمساعدات الإنسانية براً إلى المدينة. وتضم القافلة 35 شاحنة وفق بيان لـ «الهلال الأحمر»، تحمل مواد غذائية وصحية وأدوية من «الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، إضافة الى سبع شاحنات من «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» تحمل مواداً غذائية معلبة تكميلية. ويقدر عدد المدنيين الموجودين في الأحياء تحت سيطرة الجيش بحوالى 100 ألف شخص، فيما يتحدث «المرصد السوري» عن وجود أكثر من 10 آلاف مدني في الأحياء تحت سيطرة التنظيم. وتشير تقديرات أخرى إلى أن العدد أكبر.
مشاركة :