بورما تقيم مخيمات لإيواء النازحين من الروهينغا

  • 9/10/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت وسائل الاعلام الموالية للحكومة البورمية اليوم (السبت)، أن السلطات ستقيم مخيمات لمساعدة النازحين من أقلية الرهينغا في ولاية راخين، في أول تحرك للحكومة من أجل المساعدة بعد 16 يوماً من أعمال العنف ضد الروهينغا الذي لجأ بعضهم إلى بنغلادش. ويعتقد ان عشرات الآلاف ممن لا يزالون في ولاية راخين هم في طريقهم الى الفرار، هرباً من حرق القرى وحملات الجيش، يتهمها لاجئو الروهينغا بمهاجمة المدنيين ومحاصرتهم في الهضاب من دون طعام وماء ومأوى ورعاية طبية. وطالبت بنغلادش بورما بوقف الهجرة عبر تأمين «منطقة آمنة» داخل البلاد للروهينغا النازحين. وبعد اسبوعين من اعمال العنف، كشفت الحكومة أنها ستقيم ثلاثة مخيمات في شمال وجنوب ووسط مونغداو، المنطقة ذات الغالبية من الروهينغا، حيث تتركز اعمال العنف. وافادت صحيفة «غلوبل نيو لايت او ميانمار» اليوم بأن «النازحين سيتمكنون من الحصول على مساعدات انسانية ورعاية طبية، سيقدمها متطوعو الصليب الاحمر المحلي». وتكثف منظمات الصليب الأحمر عملياتها في شمال غربي ميانمار بعدما اضطرت الأمم المتحدة لتعليق أنشطتها هناك، في أعقاب تلميحات من الحكومة بأن المنظمة الدولية دعمت متمردي الروهينغا. وقال من الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر جوي سينجال «أصبحت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية غير مرحب بها في راخين. وأصبحت عاجزة عن العمل وعلى ضمان سلامة وأمن عامليها ومتطوعيها»، مضيفا «في مثل هذه الأجواء، وجهت الحكومة الدعوة للصليب الأحمر لمساعدتها». ويشعر عمال الإغاثة بالقلق، لأن الكثير من الروهينغا من دون طعام منذ منتصف تموز (يوليو) الماضي، عندما لم يعد بمقدور برنامج الأغذية العالمي، الذي يزودهم بالطعام والمساعدات المالية، مواصلة العمل. وقامت الأمم المتحدة بإجلاء العاملين «غير الضروريين» من المنطقة بعد تلميحات من الحكومة بأن برنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثة دولية دعمت المتمردين بعد وقت قصير من الهجمات. وتابع جوي أن «الحكومة ستتولى التنسيق وتسهيل الأعمال، في حين سيدير الصليب الأحمر أعمال التقييم ومساعدات الإغاثة والتنفيذ» ودعا الاردن اليوم المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري من أجل وقف أعمال العنف ضد مسلمي الروهينغا في بورما، ومحاسبة المسؤولين عنها، مؤكداً ان ما يحدث هناك هو «جريمة وارهاب». وكتب وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي في تغريدة على صفحته الرسمية «ما يحدث في ميانمار جريمة وإرهاب يتطلبان تحركا دوليا فوريا لوقفهما ومحاسبة المسؤولين عنهما»، مضيفاً «نعمل مع الأشقاء في منظمة التعاون الاسلامي لإطلاق هذا التحرك». ودان شيخ الأزهر أحمد الطيب بشدة العنف ضد مسلمي الروهينغا في ميانمار وحذر في بيان أمس، من أن ذلك سيشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب. وقال أنه سيقود «تحركات إنسانية على المستوى العربي والإسلامي والدولي لوقف هذه المجازر التي يدفع ثمنها المواطنون المسلمون وحدهم في ميانمار». وأضاف أنه «يطالب الهيئات والمنظَمات الدولية كافة وجمعياتِ حقوق الإنسان في العالَم كله أن تقوم بواجبها في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في هذه الجرائم المنكرة، وتعقب مرتكبيها وتقديمهم إلى محكمة العدل الدولية لمحاكمتهم باعتبارهم مجرمي حرب، جزاء ما ارتكبوه من فظائع وحشية». وتابع: «يجب على الجميع أن يضع في الاعتبار أن مثل هذه الجرائم من أقوى الأسباب التي تشجع على ارتكاب جرائم الإرهاب التي تعاني منها الإنسانية جمعاء». وطالب البيان قادة الدول العربية والمجتمع الدولي ببذل أقصى ما يستطيعون من ضغط سياسي واقتصادي يوقف السلطات في ميانمار عن انتهاج ما وصفه «سياسة التمييز العنصري والديني بين المواطنين». من جهته، قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق اليوم إن الروهينغا المسلمين يواجهون أعمال عنف منظمة تشمل التعذيب والاغتصاب والقتل في بورما وقال عبد الرزاق لصحافيين في قاعدة «سوبانغ» الجوية بالقرب من العاصمة كوالالمبور «استناداً إلى التقارير التي تلقيناها إنهم (الروهينغا) يتعرضون إلى التمييز ولا رأفة بهم». وأضاف «حالياً يجري الأمر وفق خطة مرسومة وهم يتعرضون إلى التعذيب والتمييز والقتل والاغتصاب». وحضر نجيب عبد الرزاق قبل ذلك إرسال طائرتي شحن تحملان مواد غذائية وطبية إلى مرفأ مدينة شيتاغونغ في بنغلادش. وقال «نرسل طائرتين تنقلان كعك والأرز والصابون (...) ماليزيا ستفعل ما بوسعها للمساعدة في هذه الكارثة الكبيرة». وتابع أن فريق استطلاع يضم ديبلوماسيين وعسكريين سيصل بعد غد إلى دكا لتقييم حاجات الروهينغا. واكد قائد القوات المسلحة الماليزية اليوم أن كوالالمبور ستؤمن 200 سرير عسكري لمستشفى ميداني في بنغلادش إذا وافقت حكومة هذا البلد على ذلك. وبعدما وصف امتناع بورما عن وقف العنف ضد المدنيين بأنه «مخيب للآمال»، قال نجيب إنه سيبحث في المأساة الإنسانية للروهينغا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 12 أيلول (سبتمبر) الجاري خلال لقاء بينهما في البيت الأبيض. وقال «يجب أن نقدم المساعدة لأن مأساة الروهينغا بلغت أبعاداً مخيفة»، وقاد تيار الشباب القوي في حزب نجيب الحاكم في ماليزيا أمس، تظاهرة صاخبة في كوالالمبور دعت إلى قطع العلاقات الديبلوماسية مع بورما. وقالت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن «ما يقدر بحوالى 270 ألف لاجئ من الروهينغا فروا من ميانمار خلال الأسبوعين الأخيرين، سعياً للجوء إلى بنغلادش». وبدأ الخروج الجماعي لأقلية الروهينغا بعد هجوم شنه متشددون في 25 آب (أغسطس) الماضي، وهجوم مضاد من الجيش، ما أسفر عن مقتل المئات.

مشاركة :