ما زالت بعض الصحف العالمية تفضح رئيسة وزراء ميانمار أونج سان سو كي، التي دعت -خلال استلامها جائزة نوبل- إلى عالم خالٍ من المشردين واليائسين والعجزة، لكنها لم تفِ بتلك الوعود في بلدها، بل تساعد الجيش لقمع أقلية مضطهدة. وتقول صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إن سو كي تظل تراقب المشهد في بلدها، بينما يفر ربع مليون من مسلمي الروهينجا ميانمار على مدار الأسبوعين الماضيين، هاربين من الاضطهاد العسكري الدموي، الذي فيه يحرق الجنود منازلهم، ويطلقون النار على المدنيين لدى هروبهم. وتابعت الصحيفة فضح ممارسات حكومة ميانمار، وقالت إن عشرات من الروهينجا الفارين غرقوا في معابر الأنهار، أما في معسكرات المشردين داخل ميانمار نفسها، فإن الحكومة منعت عنهم الطعام والمساعدات الإنسانية. ومع الإدانات التي طالتها من حول العالم، لم تصحح رئيسة وزراء ميانمار موقفها، وتقف إلى جانب المضطهدين، بل دافعت عن الجيش، وقالت إن منتقدي القمع لا يعلمون حقيقة مهاجمة الجيش لما أسمتهم المتمردين. وتعتبر الصحيفة أن رد فعل سو كي على أزمة الروهينجا دمر سمعتها، التي بنتها على مدار 15 عاماً من الاعتقال المنزلي، معارضة للدكتاتورية العسكرية الحاكمة في ميانمار. يأتي ذلك وسط تحذير الأمين العام للأمم المتحدة من أن عمليات تطهير عرقي قد تكون تجري في ميانمار الآن، ووسط دعوات أيضاً -من نشطاء حاصلين على نوبل- بضرورة دفاع سو كي عن الروهينجا، ورفض الاضطهاد. ورفضت سو كي -مراراً- إدانات الانتهاكات المرتكبة ضد الروهينجا، وهي أقلية عرقية ودينية، تعدادها مليون نسمة في دولة بوذية، بل هي تدافع عن البوذيين، وتقول إنهم عانوا أيضاً. ورددت رئيسة وزراء ميانمار وجهة نظر الجيش التي تقول إن الروهينجا هم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش، رغم أن الروهينجا يعيشون في هذا البلد منذ عقود، لكنهم محرومون من جنسيتهم، وحقوقهم الأساسية.;
مشاركة :