أصبحت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أمس الأحد على بعد كيلومترات قليلة من مدينة دير الزور، وذكرت تقارير تفاهماً أمريكياً روسياً سمح باستمرار عمليات الميليشيا الكردية في المدينة. وبالتزامن سيطرت قوات النظام وحلفاؤها على آخر جزء من طريق سريع يربط مدينة دير الزور بالعاصمة دمشق لتحقق بذلك المزيد من التقدم في مواجهة مقاتلي «داعش»، وتمكنت بشكل فعلي من كسر الحصار عن الأحياء المحاصرة داخل المدينة بعد وصولها إلى مدخلها الغربي.وقال المرصد السوري إن قوات «قسد» سيطرت على «تلة تبعد سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور» الواقعة على الضفة الغربية للنهر. ويعود التقدم السريع للقوات على هذه الجبهة كونها منطقة صحراوية غير مكتظة بالسكان. وبهذا التقدم تكون قوات سوريا الديمقراطية على بعد 15 كيلومتراً من قوات النظام على الجانب الآخر من نهر الفرات، لكن احتمالات الصدام باتت مستبعدة بعد تقارير عن تفاهمات أمريكية روسية حول عمليات الميليشيا العسكرية في المنطقة.وبالمقابل حققت قوات النظام تقدماً جديداً جنوب مدينة دير الزور في إطار عملية عسكرية واسعة بدأتها منذ أسابيع من محاور عدة. وذكر إعلام النظام أن قواته باتت تسيطر على كامل الاوتستراد الدولي الواصل بين دير الزور - دمشق مروراً بمدينتي السخنة وتدمر. وأكد المرصد السوري استمرار «المعارك العنيفة يرافقها قصف جوي روسي جنوب دير الزور وغربها، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوماً لطرد التنظيم من الأحياء التي يسيطر عليها في المدينة. ووثق المرصد «مقتل 21 مدنيا» منذ بعد منتصف ليل الأحد في «غارات روسية» استهدفت عبارات كانت تقطع نهر الفرات من مدينة البوليل جنوب غرب دير الزور باتجاه الضفاف الشرقية. وفي سياق متصل قتل 25 شخصاً وأصيب آخرون نتيجة ضربات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي التي استهدفت مقراً لتنظيم «داعش» في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي قرب الحدود مع العراق. وأفاد المرصد السوري بأن المقر اتخذه التنظيم سجناً لعناصره ومدنيين آخرين، مؤكداً أن من بين القتلى في القصف 18 معتقلاً في سجون التنظيم ومعظمهم من المدنيين، و5 من عناصر التنظيم، وما لا يقل عن 10 قتلى من الجنسية العراقية.وتجددت المواجهات بين قوات النظام وفصائل المعارضة في ريف دمشق وقال المرصد السوري إن قوات النظام تمكنت من تحقيق تقدم والسيطرة على 4 مخافر ونقاط على الحدود مع الأردن، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل على محاور القتال ومعلومات عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين، ودارت اشتباكات في محور جنوب شرق مدينة مارع بريف حلب الشمالي، بين فصائل المعارضة، وقوات سوريا الديمقراطية ترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين. في غضون ذلك وصل أكثر من 300 لاجئ سوري إلى قبرص، كأكبر دفعة تصل إلى الجزيرة منذ عام 2011، بحسب من أعلنت الشرطة المحلية. وذكرت الشرطة، أن زورقين يحملان 305 لاجئين سوريين وصلا إلى قبرص خلال ليل السبت في واحدة من أكبر موجات اللاجئين التي تصل إلى الجزيرة. وأضافت أنه «تم رصد الزورقين وهما يبحران إلى شمال غرب قبرص، ويعتقد أنهما انطلقا من مدينة مرسين الساحلية التركية».وقبرص هي أقرب دول الاتحاد الأوروبي لسوريا ورغم ذلك تجنب كثيرون ممن فروا من الصراع التوجه إلى الجزيرة إذ إنها لا تتصل مباشرة بباقي أنحاء القارة الأوروبية.وأعرب بعض اللاجئين، الذين لديهم أقارب في قبرص، عن رغبتهم في البقاء هناك. بينما قال آخرون إنهم يريدون الذهاب إلى ألمانيا أو الدول الإسكندنافية. وتم نقلهم جميعاً إلى مركز استقبال باستثناء امرأة وطفلها حديث الولادة، حيث نقلا إلى مستشفى. (وكالات)
مشاركة :