اليوم يواجه محاربو الصحراء منافسهم اللدود ألمانيا في موقعة من أهم المباريات التي ستجري في دور الثمانية من مونديال البرازيل، الحلم الجزائري قد يراه البعض سيتوقف هنا، ولكنني أراه لو عرفوا كيف يوقفون الماكينة الألمانية من وسط الملعب وليس بطريقة دفاعية بحتة سيكون للجزائر كلمة الفصل التي يمكن أن يرد فيها على المدرب مورينيو الذي استهان بهم كثيرا، ولكل من قلل من شأن الفريق العربي الذي يملك مقومات لعب جيدة، فيما يفتقد للحلول التي تمكنه من فتح اللعب أمام هذه المنتخبات الكبيرة في المونديال. لاشيء صعب في كرة القدم وهي أم المفاجآت مع أن كل التوقعات تميل بالمنطق الكروي للمانشافت صاحب الخبرة والباع الطويل في المونديالات والذي ربما سيستمرون إلى دور الأربعة فقط، إلا أنني أتوقع أن يصمد المنتخب الجزائري ويرد الاعتبار لنفسه، عندما تآمر عليه الألمان في مونديال اسبانيا 1982عندما فاز بهدف على النمسا وصعدا معا وتم إبعاد الجزائر بتآمر كان واضحا للعيان حينها انتقاما لفوز محاربي الصحراء على الألمان بقدمي رابح مادجر والأخضر بلومي وهدف وحيد لرومينيجة. تلك المباراة الغصة في حلوق العرب جميعاً، جعلت الفيفا يقيم آخر جولات الدور الأول في نفس التوقيت منعاً لأي تآمر، مع أنه قد يحصل في ضوء وجود الاتصالات الحديثة التي تؤمن النتيجة بنفس اللحظة. الحلم الجزائري العربي الذي وصل لدور الستة عشر مرشح للوصول إلى الأمام بعد أن كسر السنوات العربية العجاف في الوصول إلى هذا الدور طوال منذ مايقارب العشرين عاماً، والمعجزة قد تحدث خصوصا وأن هذا المونديال قد شهد خروج فرق كبيرة، وحلت معها فرق لم يكن يحسب لها حساب، وبدا للجميع أن خارطة العالم الكروية قد تتغير بدءاً من هذا التاريخ، وستبقى القاعدة ثابتة (لاكبير في كرة القدم) والتاريخ لن يشفع لأحد. الجزائر التي عرفت كيف تصمد وتصعد لهذا الدور، مطالبة اليوم بتغيير إستراتيجية اللعب والحذر من الاختراق عبر الأطراف التي كانت موجوعة قليلا في المباراة الماضية مع كوريا، كما أن التقوقع الدفاعي قد يتعب الجزائريون كثيرا جراء الضغط عليهم كثيرا لأن الألمان يجيدون لعبة الاختراقات والتسديد البعيد، لذا يجب أن يكون هناك ضغط متواصل على حامل الكرة وعدم الاحتفاظ بالكرة كثيرا وعمل خط دفاعي متقدم لقطع الهجمات الألمانية. المهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، ودعاءنا متواصل لمن أوصلونا لهذا الدور. بسام جميدة إعلامي رياضي سوري
مشاركة :