استثمارات الإمارات في الذكاء الاصطناعي تقارب 9 مليارات دولار رجّح خبراء في مجال التكنولوجيا استمرار النمو السريع في استثمارات الذكاء الاصطناعي في الإمارات بعد القفزات الكبيرة التي سجلتها في السنوات الماضية. وتوقعوا أن تصل بنهاية العام الحالي إلى 9 مليارات دولار بفضل الانقلاب الكبير الذي أحدثته "رؤية الإمارات 2021" في مفاهيم الفرص الاستثمارية.العرب [نُشر في 2017/09/11، العدد: 10748، ص(11)]حوار مع المستقبل أبوظبي – أظهرت بيانات حديثة أن الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات سجلت نموا كبيرا بلغت نسبته نحو 70 بالمئة منذ عام 2015 وحتى الآن في انعكاس للسياسات الحكومية التي تشجع الابتكارات التكنولوجية في جميع مناحي الحياة. وفي ظل هذا النمو المتسارع، تتوقع مؤسسة “آي.دي.سي” لأبحاث تقنية المعلومات أن تصل استثمارات دولة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى 9 مليارات دولار بنهاية العام الجاري. وتعكس هذه الأرقام دخول دولة الإمارات عالم التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي من أوسع أبوابه، فتحوّلت خلال سنوات قليلة من مرحلة الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية.عبدالله الشامسي: الإمارات أدركت بشكل مبكر أهمية الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وسخرت في سبيل ذلك كل الإمكانيات التي تساعد على الوصول إلى أن تكون من أولى الدول في العالم التي تطبق وسائل التكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات. ويقول عبدالله الشامسي وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون الصناعة إن الذكاء الاصطناعي يبرز اليوم باعتباره عصب بناء المستقبل، لا سيما أنه أحد دعائم “الثورة الصناعية الرابعة” التي تعتبر محركا رئيسا لدفة النمو والتنويع الاقتصادي في القرن الحادي والعشرين. وأوضح أن بلاده أدركت بشكل مبكّر أهمية الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي، باعتبارها رافدا مهما للجهود الرامية لبناء اقتصاد معرفي تنافسي عالي الإنتاجية وقائم على الابتكار والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة وفقا لرؤية الإمارات 2021. ويساعد هذا الاتجاه المتزايد بالإمارات في تعزيز تنافسية واستدامة القطاعات الحيوية لا سيما في مجال التصنيع والصناعات التحويلية المتقدمة. وتفيد الإحصائيات الرسمية بوصول مساهمة البحث العلمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.87 بالمئة، ما يفتح آفاقا رحبة أمام تحقيق إنجازات مهمة وإطلاق مبادرات طموحة لدفع عجلة الابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال علي صلاح، رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية في مركز المستقبل للدراسات والأبحاث الاستراتيجية إن “دولة الإمارات تعتبر من الدول الأكثر اهتماما بتمكين الابتكار ودعم الأفكار الجديدة والبنّاءة والاستثمار فيها حيث يظهر ذلك في مختلف الخطط الرؤى المستقبلية والتنموية”. وأوضح أن التحوّل من مرحلة الحكومة الإلكترونية إلى مرحلة الحكومة الذكية وتصدر حكومة دولة الإمارات، حكومات دول العالم عبر تمكّنها من تحويل معظم الخدمات الحكومية إلى الأسلوب الذكي المعتمد على التطبيقات الرقمية “يمثل عنوانا عريضا لهذا النهج الذي تتبعه الدولة”. ووفقا لتقرير عن تكنولوجيا المعلومات صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، فإن الإمارات تأتي في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي المرتبة الثانية عالميا في مؤشر مواكبة الحكومات للتقنية.برايس ووترهاوس كوبر: قطاع الذكاء الاصطناعي الإماراتي سيواصل النمو بنفس الوتيرة لغاية 2020 وأشار صلاح إلى أن العديد من التقديرات تؤكد أن الاستثمار الإماراتي في الذكاء الاصطناعي من المتوقع أن يستمر خلال الأعوام الثلاثة القادمة بنفس الوتيرة. وقال إن “هذا يتوافق مع تقديرات مؤسسة ‘آي.دي.سي” بشأن حجم الاستثمارات الإماراتية في تكنولوجيا المعلومات خلال 2017”. وتؤهل كل هذه المؤشرات الإمارات إلى المحافظة على صدارة دول المنطقة وعلى مرتبتها العالمية المتقدمة كذلك في مجال دعم الابتكار وتمكينه، وكذلك دعم الأفكار الجديدة في مختلف المجالات والأنشطة. ودفع نهج الحكومة، المسؤولين في الدولة إلى إطلاق “الاستراتيجية الوطنية للابتكار” من أجل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات والأنشطة الاقتصادية المختلفة كالطاقة المتجددة والتعليم والصحة والسياحة والنقل والمرافق العامة. وتتضح معالم هذه الاستراتيجية في العديد من المشروعات والبرامج الابتكارية التي نفذتها الدولة، كمتحف المستقبل ومشروع الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ، الذي يعدّ أول مسبار عربي وإسلامي، وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا الهايبرلوب وغيرها من الابتكارات. ووفقا لشركة برايس ووترهاوس كوبر، فإن استراتيجية الإمارات للابتكار وضعت التكنولوجيا الرقمية ضمن أكبر 7 قطاعات محلية، بينها تطوير المدن الذكية وتكنولوجيا النانو والطباعة ثلاثية الأبعاد. وترى الباحثة الاقتصادية رضوى رضوان أن الإمارات نجحت في احتلال مكانة مميزة عالميا من خلال دورها التنموي وسياساتها السلمية واقتصادها المنفتح على العالم واستشرافها للمستقبل في مختلف المجالات. وأوضحت أنه رغم الحديث عن الآثار السلبية للذكاء الصناعي والتنبؤات المخيفة للمخاطر التي يمكن أن تترتب على التطور السريع لهذه التكنولوجيا، فإن الإمارات أدركت مبكرا أنها تستطيع تعزيز استفادتها من هذه التقنيات بفضل اعتمادها لاستراتيجية متكاملة للتعامل مع ذلك. ولفتت إلى أن الآثار الاقتصادية للذكاء الاصطناعي لا تنحصر فقط في تقليل التكلفة، وتغيير أنماط الاستهلاك والإنتاج، وتحسين الإنتاجية، بل تمتد إلى تحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة من خلال الاستثمار الذكي في مختلف القطاعات. وتقول رندة محمد عباس، أستاذ المهارات الدبلوماسية في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية إن رؤية الإمارات 2021 دفعت المستثمرين لفهم بيئة الأعمال بشكل أفضل.
مشاركة :