هوة الخلافات بين صالح والحوثي تتسع باتجاه صدام حتمي

  • 9/12/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الاثنين رفضه لكل قرارات جماعة أنصار الله (جماعة الحوثي) التي أطاحت بمسؤولين موالين له، واعتبرها "غير ملزمة ومخلة بمبدأ الشراكة والتوافق". واتهمت اللجنة العامة للمؤتمر في اجتماعها الاستثنائي الحوثيين بالقيام بعدد من الممارسات التي "تنسف مفهوم ومتطلبات الشراكة بين الجانبين". والحوثي وصالح شركاء في الانقلاب على الشرعية بعد تحالف مصالح أفضى في النهاية إلى تشكيل حكومة أمر واقع في صنعاء، يبدو أنها سائرة إلى التفكك وإلى صدام حتمي في ظل مؤشرات قوية على شروخ عميقة بين الطرفين عقب اتهامات متبادلة بالخيانة. ووفق موقع المؤتمر نت الناطق بلسان الحزب، اعتبر الأخير القرارات التي أصدرها الحوثيون منذ 24 أغسطس/آب "غير ملزمة ومخلة بمبدأ الشراكة والتوافق وتخدم مخططات قوى العدوان في شق الصف الوطني". ويصف الانقلابيون وشركاءهم قوات التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن بـ"قوى العدوان". والسبت الماضي أطاحت الجماعة بعدد من القيادات الموالية لعلي عبدالله صالح من بعض مؤسسات الدولة الخاضعة لسيطرتهم، حيث تم تعيين رؤساء جدد لمجلس القضاء الأعلى والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات بالإضافة إلى قيادات حوثية وكلاء ومستشارين لوزارة المالية. وأضاف حزب المؤتمر، أنه يرفض "كل محاولات الاستفزاز وضرب التوافق والعمل على تعديل مناهج التعليم التي يقوم بها الحوثيون" المدعومين من إيران. وأشار إلى أنه يحرص على توحيد آليات الجباية وتحصيل الموارد إلى الخزينة العامة وفقا للدستور والقوانين، وهو ما يعكس الخلافات على مراكز النفوذ والمصالح في المؤسسات الحيوية. وطالب حزب صالح بضرورة صرف مرتبات موظفي الدولة من قبل ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني (المشكلة بالمناصفة مع الحوثيين). وشدد على ضرورة تحملها لمسؤولياتها وفقا للبرنامج الذي نالت بموجبه ثقة مجلس النواب، وهو المجلس الذي جرى تشكيله في ظل سياسة الأمر الواقع التي فرضها تحالف المصالح بين الحوثي وصالح. وقال الحزب "يجب أن يكون التفاهم والتنسيق مع الحلفاء الحوثيين هو الرافعة الحقيقية للتعاطي السياسي مع أي حوارات أو مفاوضات خارجية". وأعرب عن استغرابه من "الحملة السياسية والإعلامية الممنهجة والمخطط لها مسبقا من جماعة أنصار الله ضد المؤتمر الشعبي العام وقيادته ممثلة بعلي عبدالله صالح". وكان صالح قد هون قبل أيام من حجم التوتر الحاصل مع الحوثيين، نافيا وجود أي خلافات مع شركائه في حكم الأمر الواقع، لكن بيان حزب المؤتمر العام يأتي ليكشف بوضوح اتساع هوة الشقاق بين الطرفين وأزمة الثقة المتبادلة التي ترسم ملامح انهيار قريب لتحالف المصالح. وكان محمد علي الحوثي رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين، قد دعا السبت الماضي إلى الاحتفال بالذكرى الثالثة لسيطرة المتمردين الشيعة على العاصمة صنعاء بالاحتشاد في ميدان السبعين قرب منزل حليفهم علي عبد الله صالح. ومنذ 24 أغسطس/آب يعيش تحالف الحوثي - صالح أزمة هي الأعمق منذ اعلان تشكيله قبل أكثر عام ومنذ تشكيل المجلس السياسي الأعلى مناصفة بينهما وحكومة مشتركة لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم. ويسيطر مسلحو الحوثي وقوات صالح على صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014 وعدد من المحافظات اليمنية بقوة السلاح. ويشهد اليمن منذ خريف العام 2014، حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي من جهة ومسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق من جهة أخرى. وتسبب الانقلاب على الشرعية في ادخال اليمن في صراع مدمر وأوضاع إنسانية وصحية صعبة وتدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.

مشاركة :