مع بداية شهر رمضان الكريم تداولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور ومقاطع الفيديو البشعة لمطاعم شعبية وعشوائية تعمل على إعداد الوجبات الغذائية بشكل مخالف وبعيدا عن المسؤولية والأمانة في عدد من المدن الكبرى في المملكة. هذه المقاطع كشفت لنا ما تخفيه كواليس المطاعم من تجاوزات للعمالة الوافدة التي لجأت إلى استخدام اللحوم والخضروات الفاسدة والمواد الغذائية منتهية الصلاحية، إضافة الى غياب أبسط عوامل النظافة الأمر الذي ساهم في انتشار الحشرات والذباب داخل صالات إعداد الطعام. إن هذه المخالفات الخطيرة والتي تهدد صحة البشر تتطلب جهودا مكثفة وجولات مفاجئة من الأمانات والبلديات على المطابخ والمطاعم والوقوف على عمليات إعداد وصناعة الطعام والتأكد من صلاحية الوجبات الغذائية للاستخدام الآدمي، إلى جانب سلامة العاملين من الأوبئة والأمراض، حفاظا على صحة المستهلك، إضافة إلى إنزال أقصى الغرامات والعقوبات على المخالفين والتشهير بهم لردع البقية من هذه التجاوزات. وليست الاسواق الشعبية والمباسط الرمضانية التي تقدم الوجبات الشعبية في اغلب مدن المملكة بمعزل من هذه المخالفات، كونها تقدم وجباتها في أجواء لاتخلو من الأتربة والغبار والحشرات الطائرة والزاحفة إضافة إلى ارتفاع نسبة تلوث الطعام بسبب ارتفاع درجات الحرارة في موسم الصيف. ولذلك فإن على وزارة الشؤون البلدية والقروية أن تجند جهودها في مراقبة هذه الأسواق، وأن تعمل مستقبلا في الحد من هذه الظاهرة العشوائية وإنشاء مواقع مجهزة تحافظ على الأسواق الشعبية كإرث اجتماعي ارتبط بشهر رمضان المبارك.
مشاركة :