في سيناريو متوقع، كشفت مصادر يمنية في العاصمة المختطفة صنعاء عن مخطط خطير تسعى ميليشيا الحوثي لتنفيذه في 21 سبتمبر الجاري، لتثبت امتداد حكم ولاية الفقيه التابع لإيران في اليمن. وأعد الحوثيون مخططا للإطاحة بشريكهم المخلوع، والنظام الجمهوري المعتمد لحكم اليمن، وذلك بإعلان دولة «ولاية الفقيه» في فعالية مرتقبة تستعد الميليشيا لإقامتها احتفاء باختطافها وربيبتها طهران للشرعية والدستورية اليمنية، بميدان السبعين الخميس الموافق 21 سبتمبر الجاري.شراء وتسريح ولتنفيذ المخطط الحوثي، عمدت لجنة ميليشياوية على شراء مواقف زعماء قبائل طوق العاصمة صنعاء، بالتزامن مع تسريح العشرات من الضباط المشكوك في ولائهم لها؛ لضمان نجاح خطتها التي تهدف لإعلان عودة الإمامة. وأكدت مصادر محلية لـ«المصدر اليمني» أن هدف تحديد ميدان السبعين لاحتضان الفعالية، باعتباره المكان الذي أعلن منه قيام الجمهورية اليمنية في 26 سبتمبر 1962. وكثفت الميليشيا خلال الايام الماضية حملاتها الاعلامية حول ما تسمى «دولة الولاية»، التي تزعم فيها ان الحكم خاص بها وفقا للحق الإلهي الذي تدعيه الجماعة الطائفية. وفي شأن الاتجاه الحوثي لإعلان الإمامة، تحدى وزير الكهرباء السابق؛ زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي أن يظهر بخطاب رسمي للناس يؤكد فيه أن حكمه يقوم على قاعدة الشورى. وقال د.صالح سميع في منشور له على صفحته بالفيسبوك: «أتحدى عبدالملك أن يخرج إلى الناس في خطاب رسمي على كل وسائط التواصل الاجتماعي، ويقول: إن الحكم يقوم على قاعدة الشورى». وتابع الوزير السابق: «إلى الجميع، أتعلمون ما هو معنى الإمامة الساسية، إنها تعني باختصار شديد أن الإمام الفاطمي العلوي الحسني أو الحسيني مفوض ليحكم عباد الله، وليس لسواه سوى السمع والطاعة من غير ترددٍ أو نقاش»، وختم «هذه هي حقيقة عبدالملك الحوثي».القتل الخفي وفي سياق الانتهاكات اللا إنسانية المتواصلة من مختطفي شرعية اليمن، قال مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الانسان: «إن 68 مدنيا بينهم 13 طفلا و6 نساء قتلوا على يد ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، فيما أصيب 34 آخرون بينهم 11 طفلا و5 نساء، في محافظة تعز». وتناول التقرير المعنون بـ«القتل الخفي والقاتل المعلن»، قضية الاغتيالات لرموز وأشخاص من مقاومة تعز، التي طالت مقاومين للميليشيا الانقلابية، معظمهم من المقاتلين في الجبهات، اغتيلوا بعد عودتهم للحياة المدنية. وأوضح المركز في تقريره عن حالة انتهاكات حقوق الانسان خلال شهر اغسطس الماضي، ان فريق الرصد التابع له وثق مقتل ثلاثة مدنيين عبر التصويب المباشر من قبل قناص يتبع للميليشيا، بجانب اغتيال 7 مدنيين برصاص مسلحين مجهولين، علاوة على اختطاف وتعذيب مدني حتى الموت. وذكر التقرير «أن 18 مدنيا قتلوا بينهم نساء وأطفال بقذائف الأسلحة الثقيلة التي اطلقتها الميليشيا على الاحياء السكنية»، وكشف عن تزايد زراعة الميليشيا للالغام بشكل ملحوظ في المناطق التي يسيطرون عليها او ينسحبون منها، مثل منطقة مدارات، ومحيطها باتجاه شارع السمن والصابون غرب مدينة تعز.جبهات ميدانية وعلى الصعيد الميداني، لقي 40 مسلحا حوثيا من محافظة حجة حتفهم وأصيب 200 آخرون خلال أسبوع واحد، أثناء معاركهم الخاسرة أمام قوات الجيش الوطني بمدينة ميدي غرب المحافظة. وقالت مصادر محلية: «إن الذين قضوا واصيبوا في جبهة ميدي، هم من ابناء محافظة حجة فقط ». وخسر الحوثيون 40 عنصرا إثر هجوم متكامل شنته قوات الشرعية الأسبوع الماضي على مواقعهم في ميدي، وفرضت بعده القوات اليمنية سيطرتها بالكامل على الأحياء الشرقية للمدينة، التي يتخذها الحوثيون منفذا لتهريب السلاح. وشهدت جبهة نهم القريبة من صنعاء وجبهات عدة في محافظتي تعز والجوف معارك عنيفة خلال الساعات الماضية بين قوات الجيش الوطني وميليشيا الحوثي والمخلوع، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة للجيش اليمني في محور الجوف. وتمكن الجيش الوطني من السيطرة على منطقة «المريحات» القريبة من مركز مديرية نهم، فيما تخوض وحدات منه اشتباكات عنيفة في محيط مناطق القتب وتخوم العقران، بجانب المجاوحة وبني فرج. وفي تعز، قتل وجرح عدد من عناصر الميليشيا في عملية صد لهجمات ومحاولات تسلل لعناصرها استهدفت مواقع الجيش الوطني في عدة أنحاء شمال غربي المدينة. وتركزت المعارك في محيط منطقة الصياحي، ومدرسة همدان بحذران، غرب المدينة، وأسفرت عن مقتل أربعة من عناصر الميليشيا. وفي جبهة جبل حبشي جنوب غربي المدينة، تجددت المعارك في بلدة العنين ومحيط جبل الخضر، ومنطقة شرف العنين، وتبة شمسان وذلك إثر محاولة تسلل عدد من عناصر الميليشيا إلى مواقع الجيش.
مشاركة :