حديث في اللغة والخطابة | علي خضران القرني

  • 8/8/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

** دُعيت ذات مرة لحضور حفل أقامته جهة حكومية بمناسبة أسبوع الشجرة ممثلاً للإدارة التي أتبعها.. حضره العديد من المسؤولين من جهاتهم وبعض رجال الأعمال والأعيان والمواطنين.. وكان حفلاً جميلاً ومنظماً.. بعكس بعض المناسبات التي يغلب عليها طابع الفوضى والارتجالية وعدم إنزال الناس منازلهم؟ ** وقد بدأ الحفل كالعادة بقراءة القرآن الكريم.. رتله أحد الحفظة الشباب الموجودين من ذوي الأصوات الحسنة والقراءة الجاذبة المعبرة.. وكم كنت أتمنى أن يؤم المصلين في صلاة التراويح وغيرها من الصلوات أمثال هؤلاء الحفظة من الشباب للمميزات القرائية الحسنة التي يتمتعون بها "صوتاً وترتيلاً وتجويداً وجذباً" ثم توالت فقرات الحفل في شؤون الشجرة والعناية بها زراعة ومتابعة وعناية والفوائد التي تجنيها المجتمعات والمدن منها.. تصدرت ذلك كلمة لراعي الحفل كانت متفقة مع مناسبة الحفل. ** وفي نهاية الحفل تبادل الحاضرون التحايا بنجاح الحفل وفقراته.. وكانت تربط بيني وبين مسؤول الحفل معرفة قديمة فسألني بإلحاح عن رأيي في كلمته، فقلت: في الحفل من هم أجدر بالإجابة مني "علماً وثقافة وتخصصاً" فأصر وبإلحاح على إبداء رأيي في كلمته: فأجبته على انفراد بالإجابة الدبلوماسية المعهودة "لا عطر بعد عروس" لولا هنّة تخللتها حولت الحاضرين إلى "عُمْيان" قال كيف؟ قلت: في ثنايا الكلمة: قلت "نريد جيلاً" "أَكِفَّاء بتشديد الفاء كهؤلاء وأشرت -عن حسن نية- إلى الحاضرين والصحة أن تقول "أكْفَاء" بفتح الفاء وتسكين ما قبلها أي من الكفاءة والقدرة. قال: علّها مرت بسلام؟ قلت أرجو ذلك،علماً بأنك لست الوحيد من يقع في مثل هذه الهفوة فهناك الكثير ممن يقعون في مثلها دون أن يتنبهوا لها. **إن إلقاء الكلمات والخطب واعتلاء المنابر ليس بالأمر السهل فهي تحتاج إلى رجل يملك القدرة والتجربة والإلمام باللغة وأسرارها من إملاء ونحو وبلاغة، ومَنْ فُتِن بحب ذلك رغبة في الظهور وحب الشهرة وهو لا يدرك مدلولها من علم الكلام ونحوه يستطيع عرضها بداية على متخصص يهذبها له -وما أكثرهم- فتأتي خالية من الشوائب المعيبة ويسلم من ألسنة النقاد. وفوق كل ذي علمٍ عليم. همسة بصوت مرتفع ** كشفت قناة السيوف الفضائية ضمن لقاءاتها واستطلاعاتها التعريفية والآثارية في ربوع البلاد عن معاناة سكان جبل القهر وقراه ووديانه وخاصة في مجال الطرق والصحة والتعليم والعمران (جبل الفارس وقرية الشامية أنموذجاً) فقد قال شيخ القرية فيصل المصغري في حديثه لقناة السيوف الفضائية أثناء زيارتها لهم أنهم في خير وأمن وأمان لولا صعوبة الطريق الجبلي الموصل لقراهم.. ويطالب بتعبيده وسفلتته ليتمكن الاهالي من ممارسة حياتهم في يسر وسهولة فالملاحظ أنه لا يعبر هذا الطريق سوى السيارات الجيوب ذات الدبلات وان نقلة البطحاء قد تصل أحياناً الى 2000 ريال وكذا المشاوير الاخرى الى أقرب قرى جازان القريبة منهم. ** كلنا ثقة أن الجهات المعنية عن هذه القرى قد شاهدت هذا الاستطلاع وحريصة على تحقيق آمال ومطالبات سكان هذا الجبل وقراه من الإصلاحات المطلوبة أسوة بغيرهم ومن أهم ذلك: توسيع وتعبيد وسفلتة الطريق الرئيسي الجبلي الموصل إلى قراهم.

مشاركة :