كشفت دراسة أمريكية حديثة أن النساء اللاتي يمارسن بشكل منتظم الحد الأدنى من الرياضة الموصى به من أجل قلب سليم ينخفض لديهن خطر الإصابة بجلطة مقارنة بالأخريات اللاتي تتغير عاداتهن الرياضية مع مرور الوقت. وفحص الباحثون بيانات أكثر من 61 ألف امرأة في مؤسسة “كاليفورنيا تيتشرز ستادي” البحثية، حيث سجلوا عاداتهن الرياضية في فترتين زمنيتين مختلفتين، الأولى بين عامي 1995 و1996، والثانية بين عامي 2005 و2006. تراوحت عينة النساء بين معلمات عاملات ومتقاعدات عند بدء الدراسة. وعند انتهاء الدراسة كانت 987 امرأة قد أصيبت بجلطة. لكن النساء اللاتي مارسن الرياضة متوسطة الحدة لما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيا أثناء الفترتين كن أقل عرضة بنسبة 30 في المئة للإصابة بما يعرف باسم السكتة الدماغية الإقفارية، وهي النوع الأكثر شيوعا والذي يحدث عندما تسد الجلطة شريانا يحمل الدم إلى المخ. وقال الباحث الرئيسي جوشوا ويلي من المركز الطبي في جامعة كولومبيا بنيويورك “تتغير طريقة ممارسة الناس للرياضة مع مرور الوقت، فبعض الأفراد يمارسون الرياضة في شبابهم ولكنهم لا يستمرون فيها عند تقدمهم في السن”. وأضاف “وقد وجدنا في دراستنا أن الحفاظ على مستويات ممارسة الرياضة يحمي من الإصابة بجلطة وكذلك عند البدء في ممارستها على الرغم من انعدام النشاط في سن أصغر.” وقال إنه على نحو مشابه “هؤلاء اللاتي لم يواصلن ممارسة الرياضة في تقييم المتابعة لم ينخفض لديهن خطر الإصابة بجلطة.” وتوصي جمعية القلب الأمريكية البالغين بممارسة الرياضة متوسطة الحدة لما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيا، أو ما لا يقل عن 75 دقيقة من النشاط البدني الأكثر حدة. وقد التزمت 22 ألف امرأة بهذه التوصيات عند تقييمهن في الفترتين الزمنيتين لهذه الدراسة وأغلبهن كن يمارسن الرياضة متوسطة الحدة. لكن لم تتمكن حوالي 19 ألف امرأة من ممارسة ما يكفي من الرياضة في أي من الفترتين الزمنيتين. وهناك 11500 امرأة أخرى عجزن عن تحقيق الهدف في البداية ولكنهن تمكن من تحقيقه في النهاية، بينما بدأت 8600 امرأة بممارسة قدر كاف من الرياضة ولكنهن عجزن عن مواصلة نشاطهن عند انتهاء الدراسة. وبالمقارنة مع النساء اللاتي عجزن عن مطابقة التوصيات في أي من الفترتين الزمنيتين، فالنساء اللاتي مارسن ما يكفي من الرياضة متوسطة الحدة في كلا الفترتين كن أقل عرضة بنسبة 38 في المئة للوفاة بالسكتة الدماغية، وبنسبة 12 في المائة للإصابة بأي من أنواع الجلطات بحسب ما أوضحت الدراسة. وقد ارتبط اتباع إرشادات ممارسة الرياضة متوسطة الحدة في نهاية الدراسة، وليس في بدايتها، بانخفاض بنسبة 35 في المئة لخطر الوفاة بالسكتة الدماغية، وبنسبة 27 في المائة للإصابة بأي من أنواع الجلطات. ولكن الباحثين قالوا في دورية ستروك الطبية إن فرص الإصابة بأي من أنواع الجلطات بما في ذلك خطر الوفاة بالسكتة الدماغية، كانت متشابهة لدى النساء اللاتي لم يمارسن ما يكفي من الرياضة واللاتي بدأن بمطابقة التوصيات الرياضية ولكن لم يواصلن مطابقتها عند انتهاء الدراسة. وكانت النتائج متشابهة لدى النساء اللاتي مارسن الرياضة عالية الحدة. ولم تكن الدراسة تجربة تهدف إلى إثبات مدى تأثير العادات الرياضية على فرص الإصابة بالجلطات أو الوفاة بها. ومن بين القيود الأخرى نقص البيانات حول العوامل الأخرى التي قد تؤثر على خطر الإصابة بالجلطة مثل ضغط الدم أو البدانة أو مرض السكري بحسب ما قال الباحثون. ويقول جو نورذي من جامعة كانبيرا في أستراليا إنه على الرغم من ذلك، فإن نتائج هذه الدراسة تضيف إلى الأدلة المتزايدة على فوائد ممارسة الرياضة متوسطة الحدة.
مشاركة :