موسكو، دمشق، إسطنبول - وكالات - أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الجيش السوري تمكّن بدعم الطيران الروسي في الأسبوع الماضي من تحقيق نجاحات كبيرة في وسط وشرق البلاد، مؤكدة «تحرير 85 في المئة من الأراضي السورية من المسلحين». وأوضح رئيس أركان القوات الروسية في سورية الجنرال ألكسندر لابين، امس، أن القضاء الكامل على تنظيم «داعش» الإرهابي في الأراضي السورية يتطلب تحرير نحو 27.8 ألف كيلومتر مربع من مساحة البلاد، مؤكدا أن عملية تصفية إرهابيي «داعش» و«جبهة النصرة» في سورية «ستستمر حتى سحقهم بالكامل». وأضاف: «نفذت القوات الجوية الفضائية الروسية، أمس فقط (أول من أمس الاثنين)، أكثر من 50 طلعة لصالح تقدم الجيش السوري في منطقة عقيربات، وأدى ذلك إلى تدمير نحو 180 منشأة للعصابات المسلحة، بينها نقاط ومناطق محصنة ومخابئ تحت الأرض ومراكز قيادة ووحدات منفردة من الإرهابيين ومواقع للمدفعية ومستودعات للذخيرة والوقود». وأكد قطع جميع خطوط إمداد إرهابيي «داعش» في منطقة عقيربات، بعد تحرير هذه البلدة من قبل القوات السورية، مشيراً إلى أن الجيش السوري يواصل عملية تطهير المنطقة من مسلحي «داعش» شمال وغرب عقيربات. ولفت لابين إلى أن الطيران الحربي الروسي يقوم ليل نهار بالعمل الاستطلاعي بهدف الكشف عن قوات حية والقضاء عليها، إضافة إلى تدمير أسلحة الإرهابيين وآلياتهم ومستودعات الذخيرة التابعة لهم، وذلك من أجل دعم تقدم القوات السورية. في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 35 مدنياً على الأقل، أمس، في غارات شنتها طائرات حربية روسية وأخرى للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، استهدفت قريتين تحت سيطرة «داعش» قرب مدينة دير الزور في شرق سورية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «قتل 12 مدنيا من عائلة واحدة بينهم خمسة اطفال في قصف للتحالف الدولي على قرية الشهابات في ريف دير الزور الشرقي» حيث تدور في محيطها «معارك عنيفة» بين «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) و«داعش». وفي قرية زغير شامية بالريف الغربي لدير الزور، أحصى المرصد مقتل «16 مدنيا بينهم خمسة اطفال في غارات روسية» استهدفت خيماً على الضفة الغربية لنهر الفرات وضعها مواطنون فروا من منازلهم خشية من المعارك بين الجيش السوري والتنظيم. وفي قرية حوايج ذياب بالمنطقة نفسها، قتل سبعة مدنيين آخرين جراء غارات نفذتها طائرات روسية. وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى جراء الغارات الروسية الكثيفة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 76 مدنياً على الأقل، حسب المرصد. من جهة أخرى، نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنباء عن إجرائه لقاء سرياً مع الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بطلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية، عن أردوغان قوله أمام الصحافيين على متن طائرته بعد وصوله من كازاخستان: «لم ألتق مع الأسد ولا أنوي اللقاء معه». وفي إطار الاستعدادات لمحادثات أستانة، المقررة غداً وبعد غد، أجرى رئيس هيئة الأركان التركية الفريق أول خلوصي أكار، أمس في أنقرة، محادثات مع نظيره الأردني الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات. وفي السياق، أعرب قياديان في المعارضة السورية عن تفاؤلهما بأن تنجح الجولة السادسة من محادثات أستانة، في ترسيخ وقف إطلاق النار، وتثبيت حدود مناطق خفض التوتر، فضلاً عن ضم مناطق جديدة إليها. وقال رئيس الهيئة السياسية في «جيش الإسلام» محمد علوش «في بعض المناطق رُسمت الحدود وتم التوقيع عليها، وبعض المناطق إلى الآن قيد الإنجاز، البعض حصل فيها خلاف، مثل حمص، وأعتقد أن هذا الخلاف سينتهي». وبشأن مصير محافظة إدلب، قال علوش، «دعوت وأدعو إلى أن يتولى المدنيون في إدلب زمام المبادرة، وأن يضغطوا على الجولاني وجماعته»، في إشارة إلى زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني. واعتبر أن «الحل يكمن في حل جماعة الجولاني نفسها، وأن تكون إدلب تحت إدارة مدنية، ويعود (الجيش الحر) إلى قيادة الوضع هناك، لحين الانتهاء من تأسيس الجيش الوطني».
مشاركة :