أكد السيد خليفة عبدالرحمن بو حميد صاحب إحدى المزارع القطرية الرائدة في منطقة الغويرية أن الاستثمار الزراعي المحلي سوف يؤتى ثماره قريباً، وأنه يتسم بارتفاع نسبة الربحية وبدون خسائر تُذكّر. وأضاف أن إنتاج المزارع القطرية في تطور مستمر ويتجه سريعاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بالسوق المحلي، خاصة بعد الأزمة الخليجية التي ساهمت في تعزيز التركيز على المنتج المحلي. وأوضح في حوار مع «العرب» من داخل مزرعته أن الجهات المختصة بالدولة تعمل على دعم المزارع المحلية، من أجل توفير جميع الاحتياجات لإنجاح الموسم الزراعي وتحقيق الكفاية من المحاصيل.وقال: «إن العمل في المجال الزراعي ممتع وشيّق ويُدرّ ربحاً كبيراً»، مشيراً إلى أن الجانب الصعب يكون في البداية من تمهيد الأرض وتوصيل المياه وغير ذلك. وأوضح عبد الرحمن أنه يمتلك مزرعة مساحتها 367 ألف متر مربع منذ عام تقريباً، وكانت وقتها أرضاً صحراوية، تمكّن بجهد كبير وعزيمة قوية من تحويلها إلى ساحة خضراء وزراعة مساحات جديدة منها، لافتاً إلى أنه يعمل على تنويع المنتجات الزراعية، والمساهمة في تحقيق الكفاية من الثروة الحيوانية بالسوق المحلي. منوهاً بأنه يعمل إلى جانب الزراعة في مجال تربية الحلال من الأغنام وأنواع من الطيور، إلى جانب منحل لإنتاج العسل. كيف بدأت العمل بمجال الاستثمار الزراعي؟ - إنني أعشق العمل الزراعي رغم أنني موظف في شركة «كهرماء»، وهو كثير الخير، فضلاً عن كونه مهنة الآباء والأجداد، رغم التطور الحديث الذي ساهم بشكل مباشر في تطوير كل القطاعات بما فيها المجال الزراعي. وقد بدأتُ منذ عام تقريباً في استصلاح تلك المساحة الكبيرة والتي تقدر بـ 367 ألف متر مربع تقريباً، ومن ثَمّ تمت زراعة محاصيل الأعلاف الحيوانية وقمت بتربية قطعان من الحلال، خاصة الأغنام والماعز فضلاً عن الطيور. وكنت أدرس إنشاء مزرعة للأبقار ولكن تكلفتها مرتفعة في بداية الأمر، ولكنني أقوم بإعداد مخطط للبدء فيها، وأخيراً قمت بعمل منحل للعسل الطبيعي. ما أهم الصعوبات التي واجهتك في البداية؟ - هناك العديد من المشاكل التي تواجه المستثمرين ورجال الأعمال في بداية الأمر بشكل عام، وأهمها شحّ المياه، وقد وجدت أن البئر الموجودة في المزرعة تعمل بطريقة بدائية، ولكنني قمت بشراء ماكينة حديثة لزيادة ضخّ المياه وزيادة عمق الغاطس، كما يتم حالياً حفر العديد من الآبار بالتعاون مع وزارة البلدية والبيئة. ويواجه المستثمرون شحّ الموارد ونقص الخبرات وسوء حالة الطرق، ولكن أنصح الجميع بعدم التخلي عن مزارعهم والصبر في مرحلة البدايات الصعبة، وأن يبذلوا جهوداً كبيرة في هذا المجال المربح، هل توجد مزارع غير منتجة؟ - نعم هناك في دولة قطر حوالي 1450 مزرعة، لا ينتج منها سوى 30 % فقط، والباقي لا تزال بدون إنتاج. وقد قررت الجهات المختصة سحب تلك المزارع من أصحابها لعدة أسباب، منها الإهمال، واستخدامها في غير أغراضها المخصصة لها مثل تأجير المخازن وسكن العمال وغير ذلك. ما الدعم الذي تقدمه الدولة للمستثمرين؟ - يقدّم بنك قطر التنمية قرضاً يتجاوز المليون ريال لكل مستثمر، بفائدة صغيرة طبقاً للمساحة المزروعة وإنتاجها، وقد تقدّمت إلى هيئة البحوث الزراعية بطلب وتم تخصيص آلات زراعية لتسهيل حرث الأرض وتسويتها، كما تقوم وزارة البلدية والبيئة بعمل متابعة دورية في جميع المزارع من أجل تطويرها، وتهيئة الطريق لبدء الإنتاج وتخفيف الأعباء، كما تتعاون الوزارة في حفر الآبار في المزارع كافة، وتقوم بعمل متابعة كميات المياه المتوافرة والسماح بحفر المزيد من الآبار لها. ما الدعم المقدم من شركة حصاد إليك؟ - تقوم شركة حصاد بمبادرة طيبة وتوفّر الدعم اللازم لجميع المزارع، عبر تأجير مساحة 100 ألف متر لعمل بيوت زراعية «صوب» يتم زراعتها بجميع المحاصيل التي تتناسب مع البيئة القطرية، مثل الطماطم والخيار والبصل والقرع، ويتم حساب نسبة من الأرباح لصاحب المزرعة أيضاً. هل هناك إشراف بيطري على الحلال الموجود بالمزرعة؟ - نعم، هناك متابعة دورية في منطقة «روضة الفرس»؛ حيث توجد بها عيادة متخصصة في هذا الشأن، ويقوم عدد من الأطباء البيطريين بجولات على المزارع للكشف عن الحيوانات المصابة، ويقدمون لها الأدوية والعلاجات والمضادات الحيوية لعدم انتشار الفيروسات وغير ذلك. هل يوجد نوع معين من المحاصيل لديك؟ -توجد حزمة من المحاصيل بالمزرعة، ومنها المخصصة لإنتاج الأعلاف الحيوانية، فضلاً عن زراعات الخضراوات من الباذنجان والطماطم والفلفل والجزر ونباتات أخرى مثل النعناع والبقدونس والجرجير. كما أقوم بزراعة بعض أشجار الفاكهة التي تتناسب مع طبيعة الأرض القطرية. ما المنتج المطلوب في الأسواق؟ وكيف يتم تسويقه؟ -الأعلاف الحيوانية من أهم المنتجات المطلوبة طوال العام وعليها طلب كبير من التجار، أما تسويق المنتجات الأخرى، فهناك اتفاق مع شركة حصاد لشراء المحصول بأسعار مناسبة مع تزويد المزارع بالسماد والإشراف والمتابعة طوال الموسم. كيف ترى مستقبل الاستثمار الزراعي في الفترة القادمة؟ -الاستثمار الزراعي في تطور كبير، خاصة بعد الأزمة الخليجية، ونحن نجد دعماً ملحوظاً من جميع الجهات المختصة بالدولة من أجل توفير كل الاحتياجات لإنجاح الموسم الزراعي وتحقيق الكفاية بالسوق المحلي من المحاصيل. وأنصح جميع رجال الأعمال بعدم إهمال مزارعهم والتوجه إلى البحوث الزراعية ومتابعة جميع الإرشادات التي تقدمها الجهات المعنية. وكما قالت القيادة الحكيمة «رُبّ ضارة نافعة»، فإننا نسعى إلى تطوير إنتاج المزارع إلى جانب مزارع تربية الحلال للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، وأتمنى أن يتم تخفيض تكاليف الكهرباء لدعم المزارعين، ورصف الطريق المؤدية إلى المزرعة الخاصة به لتخفيف العبء على التجار في عملية نقل المحصول ووصول الأعلاف والسماد.;
مشاركة :