.. لا شيء على الاطلاق أفضل من التضامن الذي يؤمن للأمة الاسلامية قوة تدفع أي اعتداء، وعطاء يوفر لها رغد العيش ومتانة الاقتصاد. ومن هذا المنطلق حرصت حكومتنا السنية العمل على تحقيق التضامن يوم بادر الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله بطرحه لفكرة تبنتها منظمة التعاون الاسلامي كما جاء قرار مؤتمر القمة الاستثنائي الرابع الذي كان موضوعه «التضامن الاسلامي» والذي قام على اثره (البنك الاسلامي للتنمية). ولترسيخ قواعد البنك وتنمية موارده لتحقيق الأهداف المناطة به في مجال التنمية العامة بالدول الاسلامية، فقد عقد في شهر رمضان عام 1433هـ بجوار بيت الله الحرام مؤتمر في ذلك العام بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ كما جاء في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في الاجتماع التاسع والثلاثين لمحافظي البنك الاسلامي للتنمية عقد مساء الثلاثاء الماضي بجدة وحضره ممثلو الدول المساهمة في البنك وعدد كبير من المسؤولين والأثرياء استمرارا لتجسيد هذا المبدأ والأصل المتين في سياسة المملكة، إن رؤية المملكة تقوم على الشمولية في المسؤولية نحو تحقيق التضامن، فلا تناط هذه المهمة بالحكومات وحدها، فللمنظمات والمؤسسات مثل مجموعة البنك الاسلامي للتنمية دور مهم في ذلك، والأمر يحتاج إلى تنسيق الجهود في العمل والتنفيذ، لأن الهدف من التضامن الاسلامي هو تجميع قدرات الأمة على ما يصلح حالها ويبعد عنها الشرور، ويرفعها إلى مستوى المشاركة الفاعلة في خدمة القضايا الانسانية، وذلك كفيل بتوفيق الله وعونه، في تجاوز العراقيل والعوائق، التي تهون بالاستعانة بالله والثقة بوعده، وبذل الوسع والطاقة. وفي ختام الحفل زف معالي الأستاذ إبراهيم العساف وزير المالية صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمنح معالي الدكتور أحمد محمد علي وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية وذلك تتويجا للتقدير الذي يحظى به معاليه، وهو بذلك جدير. تحية للبنك الاسلامي للتنمية والشكر للقائمين عليه لما قاموا به من جهود في خدمة الدول الاسلامية وتنميتها وعلى رأسهم صاحب المعالي الدكتور أحمد محمد علي. السطر الأخير : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
مشاركة :