إرث أولمبياد لندن ينعش منطقة ستراتفورد الفقيرة تضخ الحكومات أموالا طائلة إثر فوزها بتنظيم ألعاب عالمية لتشييد المدن الرياضية التي تليق بالألعاب الأولمبية مثل التي نظمتها بريطانيا في 2012، واستفادت بان أحيت منطقة ستراتفورد الواقعة في شمال لندن بعد أن كانت مصنفة ضمن المناطق المهمشة والفقيرة فبعثت فيها حياة جديدة عكس الدول التي نظمت الألعاب الأولمبية في السابق كأثينا التي عانت من خسائر مالية فادحة في 2004.العرب [نُشر في 2017/09/13، العدد: 10750، ص(20)]الوجه المشرق لستراتفورد لندن - بعد خمس سنوات من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في لندن عام 2012، حظيت المنطقة التي أُقيمت فيها بمحطة قطار جديدة ومركز تسوق فاخر ومساحات خضراء واسعة. وحصلت مجموعة الأراضي في منطقة ستراتفورد الواقعة في شرق لندن، على حياة جديدة، لكن بالنسبة إلى السكان المحليين فان الواقع أقلّ كمالا. وقالت بيني برنستوك الخبيرة في مجال الإسكان والتجديد في جامعة شرق لندن، إن هناك عالمين يتعايشان: ستراتفورد القديمة- الفقيرة وأخرى جديدة- ثرية. لكن هيو روبرتسون، وزير الرياضة آنذاك، قال إرث 2012 واضح “لقد تغيّرت المنطقة المحيطة بستراتفورد تماما". قبل الألعاب، هدفت مؤسسة لندن إلى تطوير الإرث إلى إعادة إحياء المنطقة المحرومة سابقا والمتأثرة بمعدلات بطالة عالية من خلال أن يكون للبنى التحتية حياة ما بعد الألعاب. وبحسب المؤسسة، فقد أنجزت المهمة بعد تدفق المليارات من الجنيهات إلى المنطقة. وصمم منظمو أولمبياد 2012 على عدم ترك أيّ فيل أبيض (منشآت غير مستخدمة بعد الألعاب)، على غرار ما دفعت ثمنه المدن المضيفة سابقا.مركز الألعاب المائية صممته العراقية الراحلة زها حديد، أصبح منشأة شعبية للسكان المحليين وتمّ تأجير الملعب الأولمبي إلى نادي وست هام المشارك في الدوري الممتاز لكرة القدم، للسنوات الـ99 المقبلة، ثم استضاف بطولة العالم في العاب القوى في أغسطس الماضي. وتمّ تقليص مركز الألعاب المائية المستقبلي الذي صممته المهندسة المعمارية الراحلة العراقية- البريطانية زها حديد، بعد الألعاب، وأصبح منشأة شعبية للسكان المحليين لا تزال تستضيف الأحداث الدولية. وتحوّلت القرية الأولمبية، التي استضافت الرياضيين خلال المسابقات، إلى الآلاف من الشقق. ويقول ريتشارد (29 عاما)، أحد السكان المحليين، قبل التوجه إلى الحديقة الأولمبية لممارسة رياضته اليومية في الركض “إنها الجنة! أُنظروا حولكم، أُنظروا إلى هذه الحديقة”. وتخطط مؤسسة لندن لتطوير الإرث لبناء 10 آلاف منزل جديد في المنطقة مع حلول العام 2030. ويبدو أن لندن تجنّبت مصيرا تحملته أثينا بعد 2004، حيث كانت الألعاب مرادفة لإنهيار مالي، فيما خيّمت صفقات فاسدة ومنشآت عفنة على أولمبياد ريو 2016 بعد أقل من سنة على نهايتها. في العاصمة اليونانية، أُعيد استخدام القليل من البنى التحتية، فيما أغلقت الحديقة الأولمبية في ريو، وفرغ المسبح الأولمبي، ولا تزال القرية الأولمبية التي كانت معدّة لتتحول إلى مساكن حديثة، تنتظر قاطنيها. لكن كثيرين من سكان ستراتفورد يعتقدون أنهم لم يستفيدوا من المبالغ الطائلة التي أُنفقت على الألعاب الأولمبية حيث أدّى التجديد إلى ارتفاع أسعار المنازل، ما دفع سكانها السابقين إلى الرحيل. ويرى روبرتسون “عندما يتم تجديد منطقة بشكل كامل، سترتفع أسعار العقارات ومن الواضح أن ذلك سيفيد المالكين”. وكان التشرد أحد نتائج ارتفاع الأسعار، وقالت برنستوك إن نسبة المشردين في نيوهام، المنطقة التي تقع فيها ستراتفورد، ارتفعت إلى 51 بالمئة بين 2012 و2015، مقابل 32 بالمئة في لندن ككل. ماري ريدلي وزوجها جزء من ستراتفورد الجديدة، استقر الثنائي في المنطقة قبل سنتين، بعد 8 سنوات من العيش في غرب لندن. وقالت ريدلي، ابنة الرابعة والثلاثين، “جئنا إلى هنا لأنها كانت مقايضة! هي خضراء، لديك المترو، المتاجر وهي هادئة جدا”. وتابعت “كانت أقل كلفة من حيث كنّا نعيش”. وركّز المنظمون على إرث أولمبي آخر، هو جعل بريطانيا أكثر نشاطا. ويقول روبرتسون إن ما لا يقل عن 1.5 مليون بريطاني يمارسون الرياضة أكثر من الفترة التي سبقت الألعاب، برغم أنه من المستحيل التحقق من هذا الرقم.
مشاركة :