كل الوطن- – متابعات: صحيفة المرصد الالكترونية : كشفت صحيفة العرب اللندنية نقلا عن مصادر سعودية ، أن اعتقال بعض الأسماء المتشددة لا علاقة له بأفكارهم أو ما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن الأمر مرتبط بكونهم صاروا يشكلون طابوراً خامساً لقطر التي يقفون معها في مواجهة بلادهم، فضلاً عن موالاتهم لجماعة الإخوان المسلمين وتنفيذ أوامرها حتى لو تناقضت مع المصالح السعودية. مواقف ملتبسة وعلاقة بالقرضاوي وأشارت المصادر ، بحسب الصحيفة ، إلى أن اعتقال سلمان العودة وعوض القرني كان متوقعاً بسبب مواقفهما الملتبسة من قطر، وصلاتهما برجل الدين المصري يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، الذي لا يعدو أن يكون واجهة لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية في السعودية، نافية أن يكون للأمر أي علاقة بما يكتبونه من تغريدات يمكن أن تفهم كنقد للحكومة. انحياز لقطر وذكرت تدوينات على وسائل التواصل الاجتماعي أن سلمان العودة، أحد أبرز الخطباء السروريين في السعودية قد اعتقل، شأنه شأن عوض القرني، ومدير قناة فور شباب علي العمري. وعزت هذه التدوينات عملية الاعتقال إلى أن السلطات السعودية طلبت منهم موقفا واضحا من الأزمة مع قطر، لكنهم رفضوا، واكتفوا بمواقف ملتبسة، ما فهم على أنه انحياز لقطر، أو أنهم فضلوا عدم إغضاب القرضاوي والسلطات القطرية. لا يريد إغضاب قطر وفي واحدة من أحدث تغريداته على تويتر رحب العودة بتقرير نشر الجمعة يشير إلى احتمال حل الخلاف المستمر منذ ثلاثة أشهر مع قطر وأربع دول عربية بقيادة السعودية. وكتب العودة على تويتر “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألّف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”. وقال متابعون للشأن الخليجي ، بحسب الصحيفة ، إن سلمان العودة الذي لم يصدر عنه موقف واضح من الحملات الإعلامية القطرية على بلاده، وخاصة قناة الجزيرة التي طالما استضافته في برامجها، لا يريد إغضاب قطر التي يزورها باستمرار باعتباره عضوا بارزا في اتحاد علماء المسلمين الذي يتحرك بقوة لدعم الدوحة في الأزمة الحالية مع دول المقاطعة. المصالحة مع قطر يشار إلى أن العودة، ومنذ تولى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رفع اسمه من قائمة الممنوعين من السفر في 2015، طار العودة إلى قطر كخطيب في جامع أطلقت عليه اسم محمد عبدالوهاب، في سياق مساعي الدوحة للبحث عن مشروعية دينية لها. وشأنه شأن عوض القرني، فإن العودة دأب على الدعوة إلى المصالحة مع قطر، ولم يتعرض بالنقد إلى سياستها ضد بلاده، أو رفض موقفها الداعم للإرهاب وتمويله، وهو ما أثار تساؤلات واسعة على مواقع التواصل بشأن ولائه للسعودية، ومدى تأثير عضويته لهيئة إخوانية دولية على مواقفه. وقال متابعون لشؤون الخليج ، وفقاً للصحيفة ، إن مواقف العودة الملتبسة لم تعد أمرا مفاجئا، فهو ينتمي إلى المدرسة السرورية التي تقوم على الالتباس والتقية من خلال جمعها بين الأفكار السلفية لنيل رضا السلطات السياسية والدينية في السعودية، وبين الأفكار الإخوانية القائمة على تسييس الدين والتقية ومخادعة الحاكم وإيهامه بالولاء التام ثم الانقلاب عليه في أي لحظة استجابة لتعليمات التنظيم الدولي للإخوان. عاصفة حزم داخلية واعتبر الكاتب السعودي عماد المديفر في تصريح للصحيفة أن أسماء المعتقلين اشتُهرت بكونها مثار تساؤلات في أوساط المجتمع السعودي، بيد أن الملاحظ بجلاء هو ذلك الاطمئنان والشعور الجارف الذي عم أطياف المجتمع السعودي بعد سماعها تلك الأنباء. وعزا المديفر ذلك الاطمئنان إلى ما تراكم في الذاكرة السعودية بشأن تلك الأسماء، مؤكدا أن المملكة تعيش اليوم عاصفة حزم داخلية. وعرف العودة، الذي دأب على نفي أي صلة له بجماعة الإخوان، بامتداح سيد قطب مؤسس مصطلحات الحاكمية وجاهلية المجتمع، ووصفه بالمجدد، فضلا عن امتداح مؤسس الجماعة حسن البنا، وتبرئة الإخوان من التطرف، والزعم بأن الجماعة معتدلة. وسبق أن غرد في حسابه الرسمي قائلا “لست من الإخوان، ولكني أراهم من الجماعات الإسلامية المعتدلة المؤثرة”. تقبيل قدمي القرضاوي ونقل عن العودة في “مؤتمر لتلاميذ القرضاوي” أنه همَ بتقبيل قدمي القرضاوي كناية على التبعية والولاء للشخص وأفكاره، فضلا عن المزايا التي يحصل عليها من صداقته لرئيس اتحاد علماء المسلمين الذي تحتضنه قطر وتساهم في تمويله، وتتخذه ورقة في تنفيذ استراتيجية السيطرة على الجماعة الإسلامية الإخوانية، فضلا عن توظيفه لاستهداف دول الجوار والتحريض على أمنها، وتحريك الجمعيات والمنظمات الإخوانية المنتمية إلى تلك الدول والموالية للتنظيم الدولي ولواجهته السياسية اتحاد القرضاوي في حملاتها. ودأب العودة والقرني ومعهما دعاة آخرون على تحريض الآلاف من الشباب للانضمام إلى “الجهاد” في سوريا. وأدى ذلك بالفعل إلى سفر الكثيرين، خصوصا من بين الذين حملوا أيديولوجيا قريبة من الإخوان المسلمين، للقتال هناك. تسهيل سفر الشباب للجهاد وتقول مصادر خليجية إن هناك مجموعات داخل السعودية كانت تتولى مهمة تسهيل سفر هؤلاء الشباب، عبر تلقي دعم مالي من شخصيات وشركات قريبة من النظام القطري، من أجل تغطية كلفة إعالة الجهاديين الجدد، بالإضافة إلى مصاريف تنقلاتهم وتسليحهم قبل وضعهم على قوائم رواتب شهرية، ضمن ميزانيات أوسع مخصصة لفصائل جهادية تدين بالولاء للدوحة. وكانت هذه الجهود تتم بتنسيق مع مجموعات تعمل مع تنظيم الإخوان المسلمين، وشخصيات تحمل الفكر السروري داخل السعودية. وغالبية هذه الشخصيات تحظى بعلاقات وثيقة بدوائر الحكم في الدوحة. وسبق أن وضعت الجهات الأمنية السعودية العودة على رأس قائمة الممنوعين والمراقبين، وتم إشعار إحدى شركات الاتصالات المشغلة لأجهزة الهواتف النقالة بإيقاف خدمة تم إطلاقها يقدم فيها العودة بعضا من دروسه عبر الاشتراك الشهري للخدمة، وتم منعه من إقامة المحاضرات والدروس في كافة مناطق السعودية. الإمساك بالعصا من الوسط وقالت الصحيفة أن المتابعون يرون أن الإمساك بالعصا من الوسط في الأزمة مع قطر سيدفع السلطات السعودية، وخاصة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي بدأ بتنويع إجراءات الإصلاح والتضييق على المتشددين، إلى مواجهة مع الدعاة المحسوبين على جماعة الإخوان، أو الموالين لها على قاعدة الولاء للمملكة وليس الولاء للتنظيم. واعتبروا أن أزمة قطر ستمثل فرصة لهذا الفرز، خاصة أن السرورية، وعلى امتداد تاريخها، نجحت بأسلوب التقية والمبالغة في امتداح الملوك والأمراء والمذهب السلفي، في السيطرة على عدة منابر دينية وتعليمية وإعلامية، وخاصة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي جردتها المملكة من صلاحية توقيف الأشخاص أو ملاحقتهم. وكانت السعودية أدرجت جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية والمتطرفة التي تحظر الانتماء إليها أو تأييدها. وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أنها ستلقي القبض على كل شخص يعلن انتماءه إلى جماعة الإخوان المسلمين داخل أراضيها. كما أمرت بإغلاق أي مدرسة أو مؤسسة تابعة لجماعة الإخوان بعد قيامها بحصر المدارس الراجعة لها بالنظر، كما أكدت تجريم كل سعودي يؤيد أو ينتمي أو يتعاطف مع جماعات إرهابية.
مشاركة :