القوات الأمنية الليبية تضيق الخناق على مهربي المهاجرين

  • 9/13/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أبرز المهربين في المنطقة الذي كان رجاله يسيطرون على نصف صبراتة يصبح رئيس الهيئة الأمنية المكلفة بمكافحة الهجرة غير الشرعيةرجل أمن ليبي في أحد نقاط مراقبة الهجرة غير الشرعية في صبراتة الاثنين(أ.ف.ب) لندن: «المجلة» في صبراتة التي تعتبر أبرز نقطة انطلاق في ليبيا للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا، بدأ الطوق يضيق حول مهربي البشر، مع تشديد الرقابة على السواحل، والتهديد باللجوء إلى القوة، والضغوط المكثفة من السكان، إلى حد أن بعضهم اضطر لوقف أنشطته. بدأت النتائج تظهر سريعا على الجانب الآخر من المتوسط، فعدد الوافدين إلى السواحل الإيطالية التي تبعد 300 كيلومتر عن ليبيا، تراجع مع وصول 6500 شخص منذ منتصف يوليو (تموز)، أي نحو 15 في المائة من العدد المسجل في الفترة نفسها بين 2014 و2016. وبحسب مسؤولين في صبراتة، الواقعة على بعد 70 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، فإن هذا التراجع ناجم عن تشديد الرقابة على السواحل من قبل البحريتين الليبية والإيطالية، والضغوط الكثيفة محليا. ومنذ سقوط نظام الزعيم السابق معمر القذافي في 2011، أصبحت صبراتة نقطة انطلاق رئيسية للهجرة غير الشرعية، حيث استفاد المهربون فيها من الفراغ الأمني والإفلات الكامل من العقاب. ويسيطر بعض أكبر المهربين على أجزاء كاملة من المدينة، ويملكون أرصفتهم الخاصة التي تنطلق منها يوميا عشرات الزوارق المحملة بالمهاجرين. وقال باسم الغرابلي، الذي كان يقود قوة أمنية شكلتها حكومة الوفاق الوطني في بادئ الأمر لطرد مسلحي تنظيم داعش الذين احتلوا وسط المدينة لفترة وجيزة، لوكالة الصحافة الفرنسية: «نحن نعطيهم فرصة، إنها مناسبة للمهربين للتوبة». ويقول هذا الضابط الذي يدير مكتب مكافحة الهجرة غير الشرعية – فرع صبراتة، إنه قبل الحصول على دعم حكومة الوفاق الوطني «لم يكن لدينا الإمكانات للتصدي للمهربين الذين كانوا أفضل تسليحا». ويضيف أن 90 في المائة من المهربين وافقوا على وقف أنشطتهم. وعقد اجتماعان الأسبوعين الماضيين بين القوات الأمنية والقبائل النافذة التي يمثل بعضها السكان والبعض الآخر المهربين. ويقول رئيس بلدية صبراتة حسين الذوادي، إن السكان والقوى الأمنية «وجهوا رسالة قوية مفادها: إذا لم يتم ترحيل المهاجرين من المدينة فستتم مواجهتكم بالقوة. وهذه كانت رسالة قوية وصلت للمهربين، ومتأكد أنها وصلت بشكل إيجابي». وأمام الضغوط يستعد كثير من المهربين لتسليم القوى الأمنية «أكثر من عشرة آلاف مهاجر» كانوا يعتزمون إرسالهم على متن مراكب إلى إيطاليا، وفق الغرابلي. وقال: «لقد أرسلنا لهم تهديدات بأننا لن نسمح بهذه الممارسات في المدينة، إذا لم يتركوا التهريب فسوف نستعمل القوة». وفي انتظار التوجه إلى السواحل الإيطالية، يمضي المهاجرون أيامهم عادة في عنابر أعدت على طول الشاطئ، على مرأى ومسمع الجميع. وأكد الضابط الليبي أن «هذه الهناغر ستهدم». في الضواحي الشرقية للمدينة، وفي موقع شركة بناء مهجور، أعدت عنابر ضخمة لإيواء المهاجرين، في انتظار أن يستقلوا المراكب إلى إيطاليا. وقال الغرابلي وسط المباني ذات الأبواب المعدنية الكبيرة: «إنها كبيرة جدا، ويمكن أن تتسع لآلاف الرجال». من الجانب الآخر للباحة الكبرى، هناك غرف جاهزة التصنيع، أعدت أساساً لكي تكون مكاتب في الورش، لاستقبال النساء. ويقول مراد الغرابلي، آمر «كتيبة شهداء الغرابلية» الموالية لحكومة الوفاق الوطني، إن المهربين «أدركوا أنهم في خطر». من جانب آخر، قال إن عناصر من تنظيم داعش لا يزالون موجودين في المدينة، ويسعون إلى الاستفادة من تهريب البشر. ويضيف أن «الأوروبيين فهموا أيضا أنهم مهددون من الإرهابيين الذين يمكن أن يندسوا وسط المهاجرين». وما زاد من الضغوط، التلويح بملاحقات المهربين، بعدما أعلنت المحكمة الجنائية الدولية في مايو (أيار) أنها تدرس «احتمال فتح تحقيق في جرائم مرتبطة بالمهاجرين في ليبيا». وقال الغرابلي، إنه فجأة بات كثير من المهربين يسعون إلى تلميع صورتهم والانتقال إلى أنشطة أخرى. وبذلك أصبح أحد أبرز المهربين في المنطقة الذي كان رجاله يسيطرون على نصف صبراتة، منذ عدة أسابيع رئيسا لهيئة أمنية مكلفة بمكافحة الهجرة غير الشرعية. حصل هذا التحول بعد معلومات عن «اتفاق تحت الطاولة» تم مع الإيطاليين خلال اجتماع غير رسمي عقد في يوليو، في مالطا، بحسب شائعات سرت في صبراتة، وأشار إليها مسؤولون في المنطقة. وقال رئيس بلدية المدينة: «لقد سألت السفير الإيطالي ووزير الداخلية الإيطالي، والاثنان نفيا أنهما كانا طرفا في مثل هكذا اتفاق. وفي الوقت نفسه، المهربون أنفسهم يتكلمون عنه». Catchline

مشاركة :