أكد خالد مختار أحد عمالقة كرة اليد بنادي العين والمنتخب الوطني الإماراتي في الزمن الجميل، أن أكبر مكافأة مالية حصل عليها كانت 1000 درهم فقط، وكانت مكافأة الفوز بالمباريات 300 درهم و150 درهماً في حالة التعادل. ويحفل مشوار خالد مختار مع الفريق البنفسجي بالإنجازات والألقاب على المستويين المحلي والخارجي، وكان أحد الأبطال الذين حققوا مع الزعيم أول بطولة خارجية لكرة اليد الإماراتية، عندما فاز العين بلقب بطولة العرب التي أقيمت في عمّان عام 1981، بمشاركة أندية كبيرة وعريقة بالوطن العربي، وهو الإنجاز الذي ما زال يفتخر به كما قال في حواره مع «البيان الرياضي»، الذي يستعيد فيه ذكرياته وأهم محطات مشواره مع لعبة كرة اليد، الذي امتد نحو 21 عاماً كلاعب ومدرب وحكم وإداري ومدير فني. كيف كانت البداية وفي أي عام؟ بدأت أصلاً بلعب كرة القدم في وقت سابق من عام 1978، وبعد فترة قصيرة انتقلت للعب كرة السلة، وفي عام 1980 تحولت لكرة اليد وظللت لاعبا حتى اعتزالي في عام 2002. لماذا اخترت كرة اليد؟ شجعني أخي الأكبر إبراهيم مختار، وهو من قادني لنادي العين، حيث بدأت اللعب في المراحل السنية للناشئين والأشبال والشباب وحتى الفريق الأول ومن ثم المنتخب الوطني، وبعد 21 عاما اعتزلت اللعب وكان عمري وقتها 37 عاما، واتجهت بعدها للتدريب ودربت المراجل السنية، وكنت مساعد مدرب الفريق الأول، ثم تركت التدريب بحكم العمل والالتزامات، وبعد فترة استدعاني النادي لأكون مشرف كرة اليد لمدة سنة، وبعدها تحولت إلى مدير فني على المدربين وفي عام 2011 تركت اللعبة نهائياً. ما المقابل المادي الذي حصلت عليه بانضمامك للفريق الأول حينها؟ لم أحصل على شيء في البداية، ولكن بعد أكثر من سنة تلقيت مكافأة 1000 درهم، بالإضافة إلى 300 درهم مكافأة الفوز و150 درهماً في حالة التعادل، وكان هناك عقوبات بالخصم في حال تغيب عن التدريبات أو المباريات، ولكن المال لم يكن يشغل بالنا كثيرا، فقد كان هدفنا الأول هو تحقيق الانتصارات، وكان جميع أعضاء الفريق أخوة على قلب رجل واحد، لذلك كان الفريق قويا، وقادرا على تحقيق البطولات على المستوى المحلي والخارجي، أما الآن فللأسف ماتت هذه الروح التي كانت تميز ذلك الجيل. ما البطولات التي حققها العين على أيام جيلكم؟ العديد من البطولات منها الدوري أكثر من أربع أو خمس مرات، وكذلك بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة أربع مرات، كما حصلنا على لقب البطولة العربية التي أقيمت في الأردن عام 1981، بمشاركة فرق عربية عريقة وقوية من تونس والكويت والبحرين وسوريا، وكانت هذه هي أول بطولة خارجية لكرة اليد يحققها فريق إماراتي. ما أوجه الاختلاف بين كرة اليد على أيامكم وهذا الجيل؟ اختلافات عديدة، في الظروف والبنية التحتية والعقليات، فعلى أيامنا كنا نمارس اللعبة من أجل الهواية، وكنا مشبعين بالغيرة على الفريق والشعار، وهمنا الوحيد هو تحقيق النتائج الجيدة والحصول على البطولات والألقاب، ولم تكن المادة تشغل أي حيز من تفكيرنا، وكان اللاعب قوي البنية، ويملك قدرا كبيرا من الحماس ويعشق التحديات، على عكس ما هو عليه اللاعب اليوم، حيث تسيطر النواحي المادية على جل تفكيره، وأنا هنا لا ألومه لأن الظروف اختلفت، وأصبح الاحتراف هو سيد الموقف، وحتى أولياء الأمور ينظرون للرياضة من هذه الزاوية، وكثيرا منهم يفضل أن يمارس ابنه كرة القدم على الألعاب الأخرى، لما فيها من مكاسب مادية وشهرة وإعلام واهتمام. صف لنا أجواء المنافسات في لعبة كرة اليد بذلك الزمن؟ كانت أجواء مثيرة ومشوقة، وكانت للعبة حضورها الطاغي وشعبيتها الواسعة، فالصالة كانت تمتلئ عن آخرها قبل انطلاق أي مباراة بوقت، خصوصا عندما تكون المباراة بين العين والشارقة، أو الوصل أو الأهلي، وحتى لاعبو الألعاب الأخرى كانوا يحرصون على الحضور لمتابعة هذه المباريات، وكان الإعلام يضفي عليها الكثير من الإثارة والتشويق، خصوصا في الصحف، حيث كانت تخصص الصفحات للحديث عن المباراة، على عكس اليوم حيث لا تجد إلا عددا قليلا من المشجعين حتى لو كانت المباراة في النهائي، كما أن اللعبة أصبحت مهمشة إعلاميا ونادرا ما يتم نقل المباريات، وفي الصحف لا تحظى إلا بمساحة محدودة جدا، لذلك قلت شعبية كرة اليد والألعاب الجماعية الأخرى، وأصبحت كرة القدم هي الشغل الشاغل للجميع. هل ترى أن كرة القدم هي السبب في تهميش هذه الألعاب؟ بالطبع كرة القدم من الأسباب القوية التي قادت لتهميش هذه الألعاب لأنها احتكرت كل شيء، الدعم والاهتمام الإعلامي والجماهيري، فهي لعبة المال، ولكن مع ذلك فهي لم تحقق النتائج التي تتناسب مع ما تجده من أموال واهتمام إعلامي وشعبي، لا على مستوى الأندية ولا المنتخب، فقد انتظر الشارع الرياضي طويلاً للحصول على بطولات خارجية دون أن تتحقق طموحاته، وأرى أنه آن الأوان لمراجعة الأوراق والارتفاع لمستوى الطموحات. هل كانت هناك روابط مشجعين للأندية على أيامكم؟ نعم كانت هناك روابط مشجعين، وكان جمهور العين يزحف خلف الفريق إلى كل مكان داخل الدولة، وكانت تجهيزات الجماهير للمباراة تبدأ قبل فترة بالطبول والأعلام والأهازيج. ما المباراة التي ما زالت عالقة بذهنك، وترى أنها قدمتك للإعلام والجمهور؟ مباريات عديدة، لكن مباراتنا مع الشباب في نهائي الكأس التي جرت في نادي كلباء كانت من المباريات التي لا أنساها، فقد حظيت بعدها بالإشادة من شخصيات كبيرة ومن الإعلام والجمهور. من هو المدرب الذي ترى أن له الفضل في نجوميتك بكرة اليد؟ قبل انضمامي للفريق الأول تدربت على يد العديد من المدربين، منهم السوري عابد درويش ومدرب تونسي ويوغسلافي وجزائري، لكن مدرب بولندي هو أكثر من ساعدني وهو أفضل المدربين الذين دربوني، فقد كان يمنحك كل ما تحتاجه عن كرة اليد، وله الفضل في وصولي للمنتخب في بداية التسعينات. ما الفرق التي كانت تنافس العين في ذلك الوقت؟ الشارقة والوصل كانا فريقين قويين ومنافسين للعين في ذاك الوقت، وكانت مبارياتهما لها خصوصيتها وزخمها الإعلامي والجماهيري، لما تمتاز به من منافسة قوية في ملعب المباراة. علينا الانتظار عشر سنوات لكي نصعد للمونديال عبر خالد مختار عن أسفه لخروج منتخبنا الوطني من المنافسة على التأهل إلى مونديال روسيا 2018، لافتاً إلى أن الأبيض الإماراتي أضاع فرصة كبيرة ولا تعوض في هذه التصفيات، وكان بإمكانه بشيء من التركيز تحقيق هذا الحلم الكبير الذي انتظرته الجماهير الإماراتية أكثر من 27 عاماً، بعد المرة الأولى التي صعدنا فيها إلى مونديال إيطاليا في عام 1990، وقال: علينا أن ننتظر 10 سنوات أخرى على الأقل، حتى يكون لدينا جيل مثل هذا الجيل من لاعبي المنتخب الوطني، يستطيع أن يحقق تطلعات وطموحات الشارع الرياضي، ونأمل أن يكون هناك بعض التعويض عن خروجنا من كأس العالم بالحصول على لقب بطولة آسيا التي ستقام بأرضنا 2019. الدعم المادي يعيد الألعاب إلى الواجهة يرى خالد مختار أنه لا سبيل لعودة الألعاب الرياضية إلى الواجهة من جديد، إلا بالدعم المادي من الجهات القائمة على اللعبة ومن المسؤولين، وكذلك الاهتمام الإعلامي الذي بإمكانه جذب شركات التسويق والإعلان من خلال نقل المباريات تلفزيونياً إلى جانب التغطيات المناسبة في الصحف اليومية، إلى جانب الارتقاء بالأفكار والدخول إلى عالم الاحتراف، بإلغاء احتكار اللاعبين والتعاقد معهم، على أن يصبح بإمكان اللاعب تحديد وجهته بعد انتهاء مدة عقده، وكذلك لابد من الاهتمام بالقاعدة في قطاع الناشئين، واللعب بأكثر من لاعب أجنبي في المباراة، وتطوير مستوى اللعبة بالاحتكاك مع الفرق الخارجية القوية من خلال معسكرات إعداد قوية، وترغيب الجمهور في العودة إلى الصالات وهذا بالطبع يتطلب دراسة وجهداً كبيراً. كرة القدم وراء تهميش الألعاب الأخرى يعتقد خالد مختار أن تهميش الألعاب الرياضية الأخرى، سببه دخول كرة القدم في عالم الاحتراف حيث زادت شعبيتها، وأصبحت هدفا لشركات التسويق بسبب الاهتمام الإعلامي اللافت، إلى جانب الدعم الكبير الذي تحظى به من قبل الشارع الرياضي لدرجة أن تمرينا عاديا يمكن أن يكون عدد الحضور الجماهيري به أكثر كثيرا من مباراة نهائية في أية لعبة من الألعاب الأخرى، فيما ظلت الألعاب الأخرى تعاني التهميش من الجميع، رغم أن نتائجها على المستوى الخارجي أفضل بمراحل من كرة القدم، التي لم تحقق سوى بطولات قليلة كانت من نصيب نادي العين. بروفايل الاسم : خالد مختار الوظيفة: موظف بالتنمية الاقتصادية الحالة الاجتماعية: متزوج النادي: العين بداية المشوار الرياضي: 1978 تاريخ الاعتزال : 2002 مباراة في الذاكرة : العين والشباب نادي عالمي : برشلونة لاعب عالمي: ليونيل ميسي
مشاركة :