كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ «الحياة» أن حركة «حماس» قررت عدم عقد أي لقاءات أو اجتماعات مع القيادي المفصول من حركة «فتح» النائب محمد دحلان، وحصرها في «قناة» اتصال رسمية، فيما أكد مصدر قريب من الأخير القرار واعتبره «إرضاء» لدول بعينها. وقالت المصادر إن «التفاهمات» التي تم التوصل اليها في حزيران (يونيو) في القاهرة خلال اجتماعات بين دحلان وذراعه اليمنى سمير المشهراوي ورئيس المكتب السياسي لـ «حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار وعدد من قادة الحركة، أدت الى وقوع «خلافات حادة جداً» داخل «حماس» ومع حليفاتها قطر وتركيا وإيران. وأضافت أن هيئات الحركة، خصوصاً المكتب السياسي، «شهدت نقاشات طويلة وعميقة منذ أن بدأت تلك العلاقة في التبلور قبل نحو عام ونصف العام». وأوضحت أن الحركة اتخذت قرارها بعدم عقد أي لقاءات أو اجتماعات مع دحلان شخصياً «حتى لا تتعرض الى مزيد من الحرج أمام قواعدها وحلفائها، خصوصاً الدول الثلاث قطر وتركيا وإيران». وزادت أن الحركة «قررت قصر اللقاءات وحصرها في قناة التواصل بين عضو مكتبها السياسي (المقرب من السنوار) روحي مشتهى والمشهراوي». وتابعت أن القرار «لا يعني القطيعة مع دحلان أو تياره، وأن التفاهمات بين الطرفين ستمضي قدماً». وأشارت الى أن «حماس قررت أيضاً فصل مسار العلاقة والتفاهمات مع القاهرة عن مسار العلاقة والتفاهمات مع دحلان. غير أن مصدراً مقرباً من دحلان قال لـ «الحياة» إن قرار عدم عقد لقاءات مع الأخير «ربما جاء لإرضاء الدول الثلاث»، واصفاً العلاقة بين الحركة ودحلان بأنها «قائمة ودافئة». وكشف أن عضو المكتب السياسي في الحركة «موسى أبو مرزوق سبق السنوار في فتح علاقة وتواصل مع دحلان الذي استضاف الأول في بيته في القاهرة». وأكد أن «التفاهمات بين الطرفين تسير على أرض الواقع في صورة إيجابية، ولا تراجع عنها أو عما تم التوافق عليه في القاهرة». في المقابل، قال قيادي قريب من رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية لـ «الحياة» إن «علاقة وثيقة ربطت السنوار ودحلان أخيراً». وأضاف القيادي الذي «نصح» قبل شهور السنوار بالانفتاح على دحلان، إن الأخير وصف الأول بأنه «أصدق قيادي في حماس قابله» في حياته. وكشفت مصادر فلسطينية أخرى لـ «الحياة» أن «العلاقة والتفاهمات مع دحلان» كانت إحدى أهم القضايا التي ناقشها أعضاء المكتب السياسي لـ «حماس» في أول اجتماع يعقده منذ انتهاء الانتخابات الداخلية وانتخاب هنية رئيساً للمكتب السياسي العام في أيار (مايو) الماضي، والسنوار على رأس الحركة في القطاع في آذار (مارس) الماضي. وقالت إن «غالبية قادة الحركة في القطاع، باستثناء عدد قليل من بينهم قيادي بارز، تؤيد هذه التفاهمات والعلاقة مع دحلان التي قد تأخذ منحى استراتيجياً في المستقبل». وأوضحت أن «معظم قادة الخارج يعارض هذه التفاهمات، فيما يرى معظم قادة الحركة وأعضاء مكتبها السياسي في الضفة الغربية أن خيار المصالحة مع الرئيس محمود عباس أفضل من المصالحة مع دحلان». ورجحت أن ينجح السنوار وهنية في «إقناع» بقية أعضاء المكتب السياسي وقادة مؤثرين آخرين، من بينهم رئيس المكتب السابق خالد مشعل، «بأهمية العلاقة للحركة من أجل الخروج من الأوضاع الصعبة» التي تعيشها الحركة ومليونا فلسطيني في القطاع. ووصفت المصادر السنوار بأنه «رجل قوي داخل الحركة يمتلك القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة». وأضافت أنه «سينجح في تجاوز أزمة المعارضة للتفاهمات مع دحلان، وستمضي الحركة قدماً في الشراكة معه والتخفيف عن سكان القطاع».
مشاركة :