حليمة يعقوب أول رئيسة مسلمة في تاريخ سنغافورةاختارت سنغافورة سيدة من أقلية الملايو المسلمة تدعى حليمة يعقوب لتكون أول رئيسة في تاريخ البلاد في لفتة يرى مراقبون أنها تعكس مدى الرغبة في تعزيز الشعور بالشمول في الدولة الآسيوية الصغيرة والمتعددة الثقافات.العرب [نُشر في 2017/09/14، العدد: 10751، ص(12)]وراء كل امرأة عظيمة رجل سنغافورة – قررت سنغافورة على غير العادة أن تكون الرئاسة، التي تعد منصبا شرفيا إلى حد بعيد، هذه المرة للمرشحين من أقلية الملايو المسلمة، لطي فكرة سيطرة أقليات بعينها على المشهد السياسي في البلاد بشكل نهائي. غير أن المفاجأة كانت باختيار امرأة للمنصب حيث باتت حليمة يعقوب أول سيدة تتبوّأ هذا المنصب الفخري وسط انتقادات لاختيارها من دون انتخابات بالأرخبيل الغني في جنوب شرق آسيا. ووصلت رئيسة البرلمان السابقة، التي كانت أول امرأة تتولى المنصب كذلك، بالتزكية إلى سدة الرئاسة حيث تسلمت منصبها رسميا الأربعاء، بعد إزاحة منافسيْن لم يستوفيا الشروط المطلوبة، وفق ما أعلنه مصدر مسؤول عن الانتخابات. وتم استبعاد صالح ماريكان وفريد خان، بسبب عدم ترأسهما لشركة لا تقل قيمتها عن 500 مليون دولار سنغافوري (مليون دولار) من حقوق ملكية حملة الأسهم لمدة ثلاث سنوات، وهو ما ينص عليه الدستور السنغافوري بالنسبة إلى المرشحين من القطاع الخاص. ومن المعايير المطلوبة كذلك، وفق ما ينص عليه الدستور السنغافوري، أن يكون المرشحون من القطاع العام قد تولوا مناصب عامة لمدة ثلاث سنوات. وترشحت يعقوب البالغة من العمر 63 عاما للرئاسة في أغسطس الماضي، بعد استقالتها من منصب رئيسة للبرلمان، الذي تولته قبل أربع سنوات. ورغم أن مهام الرئيس معظمها شرفية، إلا أنه يملك حق النقض (فيتو) في ما يتعلق باستخدام الاحتياطات النقدية وتعيين كبار الموظفين المدنيين في الدولة.حليمة يعقوب متزوجة من رجل الأعمال اليمني محمد عبدالله الحبشي منذ عام 1980 ولديهما خمسة أبناء وهذه المرة الأولى التي يتولى فيها فرد من أقلية الملايو الرئاسة منذ إصلاح الدستور في 2016 بهدف ضمان مشاركة أكبر للأقليات العرقية لقطع الطريق أمام سيطرة القومية الصينية، التي تعدّ الأكبر في سنغافورة. وستكون يعقوب، المتزوجة من رجل الأعمال اليمني محمد عبدالله الحبشي، ثاني رئيس من عرقية الملايو في سنغافورة، بعد يوسف إسحاق، الذي تولّى منصبه بعد استقلال البلاد عن ماليزيا في عام 1965. وسبق أن تم استبعاد مرشحين غير مؤهلين في سنغافورة، التي يشكل المسلمون فيها قرابة 14 بالمئة، ليتم شغل المنصب بالتزكية. وقالت حليمة في كلمة عند الإعلان عن توليها المنصب “أنا رئيسة للجميع”، مشيرة إلى أنه “رغم أنني لم أنتخب، فإن التزامي بالعمل على خدمتكم لم يتغير”. وأثار تعيين حليمة، وهي أم لخمسة أبناء وتبدأ مهام منصبها الخميس لمدة ست سنوات، انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أن ذلك لن يغير من الواقع شيئا، كما يقول المتابعون. وكتب الناشط بات أنغ على حسابه في”فيسبوك “انتخبت بلا انتخابات… إنها مهزلة”، بينما دوّن جول كونغ على صفحته في الشبكة الاجتماعية ذاتها يقول “منذ الآن سأسميها الرئيسة ذات الامتياز”. ويستطيع المتابع لحياة رئيسة سنغافورة الجديدة، اكتشاف أنها بسيطة للغاية، فقد عاشت مع زوجها الذي اقترنت به عام 1980، في مسكن من غرفة واحدة، وبعد سنوات من الزواج اشتريا بيتا مكونا من خمس غرف. وتشير المعلومات بأن حليمة، التي تخوض العمل السياسي منذ 16 عاما، لا تزال تمارس كرة القدم مع فريق سنغافورة النسائي، كما أنها من هواة الطبخ ولا تفضل تناول الوجبات السريعة رغم التزاماتها الكثيرة. وتقلدت هذه السياسية الطموحة عدة حقائب وزارية منها حقيبة التنمية المجتمعية والشباب والرياضة والتنمية الاجتماعية والأسرية. وستتولى حليمة الرئاسة خلفا لتوني تان تينغ يام، وهي هندية الأب ومالوية الأم، ويسبق الإعلام المحلي اسمها بلقب “مدام” وفق الأعراف المتداولة في سنغافورة.
مشاركة :