كضيف يأتيك على غفلة دون استئذان فتبدأ مرحلة "الأفأفة".. هكذا أيضا حال الدوري المصري هذا الموسم. 24 يوما فقط كانوا هم الفارق بين انتهاء ثاني أطول موسم في تاريخ الكرة المصرية وبداية موسم جديد وبينهما سلبيات عديدة لم تتغير رغم الوعود. كرة موحدة مع بداية موسم الماضي كانت أول السلبيات الظاهرة هي مباراة الزمالك والنصر للتعدين لو تذكروها، وقتها تحدث الإعلام عن كرة المباراة "كرة شاطئية وليست مخصصة لمباريات كرة القدم". حازم إمام ممثلا لاتحاد الكرة وكعضو في مجلس إدارته، أكد وقتها أن الموسم الجديد سيشهد كرة موحدة لمباريات الدوري بالاتفاق مع شركة رياضية لتصميم كرة خاصة للدوري المصري على غرار الدوريات الكبرى لتفادي تلك الهزلة. بدأ الموسم وكل فريق يلعب بكرته ولا كلام عن أي كرة موحدة للدوري الأقدم في الشرق الأوسط. حكم الفيديو بعد حالة أحمد سامي الشهيرة في مباراة الزمالك ومصر المقاصة التي كادت أن تفسد الدوري بالموسم الماضي، أكد عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام في اتحاد الكرة أن باقي مباريات الموسم ستشهد الاستعانة بحكم خامس وحكم فيديو لتفادي مثل تلك الأخطاء. تلك الوعودة كانت في شهر مارس الماضي، لكننا لم نشاهد الحكم الخامس أبدا بعدها، ولم نشاهد تقنية الفيديو إلا في الجولة الأخيرة من الدوري بشاشات صغيرة للغاية. تجربة ساخرة وافقنا عليها طالما أنها ستحقق المنشود بتوفير العدالة، لكنها لم تستمر مع بداية الموسم الجاري، والسبب أن لجنة الحكام مازالت تراسل الفيفا لاستعجال الرد على إمكانية استخدام تلك التقنية، وكأنهم تفاجأوا بموعد بداية الدوري! عودة الجماهير إنها المشكلة الأكبر.. لموسم خامس على التوالي تقام مباريات الدوري بدون جمهور. مع انطلاقة كل موسم جديد تطلق الوعود بأن عودة الجماهير ستكون مرهونة بسلوكهم في مباراة معينة، مباراة للمنتخب أو للأهلي أو الزمالك في البطولات الإفريقية، مثلما تصادف أجندة المباريات. تمر المباراة، وتبدأ التصريحات الوردية ابتهاجا بسلوك الجمهور الرائع والمبشر بعودة قريبة للجماهير، لكن مع الأسف هذا الأمر يتم تأجيله لحين حدوث مشكلة جماهيرية أخرى في مباراة تالية فيكون الإرجاء الرسمي لوقت لاحق. ومع بداية الموسم ومرور عدة أسابيع، هنا فقط يكتشف المسؤولون أن المسابقة بدأت في غياب الجمهور، وأن استكمالها في حضورهم لن يتوافق مع مبدأ تكافؤ الفرص. كذلك الحال هذا الموسم. بدأت المسابقة في غياب الجمهور، ورغم الوعود الحالية عن احتمالية عودة الجمهور بعد مباراة المنتخب المقبلة مع الكونغو، لكن –وأسف على الحرق- سيكتشف اتحاد الكرة وقتها فقط أن الدوري بدأ في غياب الجمهور، وخوض باقي المباريات سيكون مخلا بمبدأ تكافؤ الفرص. والكرة في مصر أصبحت بالفعل تحاول النجاة من الموت كما تحدث مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي قائلا:"الكرة في مصر تدهور حالها كثيرا منذ أول مرة أتيت فيها إلى هنا في عام 2001". وواصل المدرب البرتغالي"اليوم لا أستطيع إكمال مباراة في الدوري المصري لأكثر من 20 دقيقة". وأضاف"رحلت عن الأهلي في بداية منع الجمهور من الحضور للمباريات والآن لا يوجد شغف أو حب في الكرة وهما أمران أساسيان فيها". وتابع"الجمهور يستطيع أن يؤثر ويحسن في مستوى اللاعبين، ولكن عدم حضورهم أثر كثيرا فالآن لا يعرف الصغار سوى محمد صلاح". هذا نتج عنه كما قال جوزيه أنه لا يوجد تنوع لدى الأطفال في اختيار لاعبهم المفضل والكل فقط أصبح متعلق بصلاح، على عكس ما كان يحدث في الماضي بوجود أكثر من لاعب يؤثر في الأطفال. التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي هي أحد أهم أساليب الدعاية المجانية لأي شيء، والدليل على ذلك ما يحدث في أي بطولة عالمية. لكن هل يوجد حساب جيد للدوري المصري؟ هل يوجد من الأصل موقع وصفحات رسمية جيدة من اتحاد الكرة المصري؟ خلال الموسم الماضي كتبت تقريرا –طالعه من هنا- عن كان من بينهم إنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لاتحاد الكرة. بعدها تحدث معي أحد المسؤولين في الجبلاية وأكد أنهم يعملون على القيام بذلك الأمر عن طريق التعاقد مع أحد الشركات المتخصصة في العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكن بدأ الموسم ولم يحدث أي شيء سوى أن الموقع الرسمي للاتحاد مازال تحت الانشاء، وحتى صفحات مواقع التواصل تجد صعوبة لتصل إليها. فأولا هي ليست موثقة مثل أي حساب رسمي يتبع منظمة كما أن اسم الحساب هو "ُEFA" وهو أمر سيكون من الصعب على أي صحفي حتى من خارج مصر يريد البحث عن اتحاد الكرة عبر "فيسبوك" على سبيل المثال الوصول إليه. في إنجلترا حساب الدوري الإنجليزي اسمه "بريميرليج" وحساب الاتحاد الإنجليزي اسمه "The FA" ولكن هنا اسمه "EFA" فقط، وهي صفحة مشوهة تنشر الأخبار بطريقة أقل ما يقال عنها إنها سيئة. الرعاية أغلب فرق الدوري بدأت الدوري بقمصان بدون إعلانات لأن الوقت لم يسعفهم لإتمام الاتفاق مع الشركات. الأهلي والزمالك أكبر فريقين في الدوري خاضا المباراة الأولى بقمصان الموسم الماضي كما هو الحال في المواسم الأخيرة، وسيستمر الأمر حتى شهر يناير ربما، وكأن الجميع تفاجئ بموعد بداية الدوري. حتى خالد القماش مدرب الرجاء سافر لقضاء فريضة الحج. ولم يعد إلا صباح يوم مباراة فريقه الأولى مع المقاولون العرب بعد أن ترك فريقه الصاعد حديثا 20 يوما في فترة الإعداد فكانت النتيجة أنه الفريق الأسوأ ظهورا بالجولة الأولى وخسر بثلاثية. الجميع متفاجئ بعودة بداية الدوري رغم أنه تحدد سلفا قبل نهاية الموسم الماضي. الدوري المصري بات مسابقة يشترك فيها الجميع تقضية لواجب وليس للمتعة، واستمرار الوضع الحالي ينذر بتراجع أكبر لوضع الدوري المتراجع بالفعل حاليا. أخيرا حتى إعلانات الفواصل قبل ووسط وبعد المباريات لم تتغير.. الدوري المصري بطولة أوووووووه.
مشاركة :