حذر المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبة الجمعة يوم أمس من تشويه صورة الجهاد والسعي في تخريب بلاد المسليمن وقتل النفس بغير حق، داعيًا الشباب إلى عدم الانجراف خلف تلك الدعوات المضللة والتي تدعو إلى القتل والسلب والنهب فقال: إن من مقاصد الشريعة حفظ النفوس وحقن الدماء فإن حفظهما يجعل الناس في أطمئنان وطمأنينة ويشغلون أنفسهم لما خلقوا من أجله من طاعة الله وعبادته ويسعون في مصالحهم وإن حفظ النفوس وحقن الدماء عنوان صلاح المجتمع واستقراره وانتظام حياته فمتى حافظ أبناء الأمة على هذا الجانب العظيم عاشوا في طمأنينة ونعمة وهي ضرورة شرعية ومصلحة دينية وفطرة سوية وهي حق من حقوق الإنسانية يجب الاعتناء بها فدماء المعصومين عندالله معصومة ومحرم التعدي عليها إلا بالحق، مبينًا أن الاعتداء على النفس ظلم عظيم وظلم كبير كيف لا وهذا القاتل قد أثقل كواهل هذا الميت ويتم أطفاله ورمّل نساءه وقطع عمله بقطع حياته فإن بموت الإنسان ينقطع عمله، مشيرًا إلى أن شريعة الإسلام جاءت بحفظ النفوس وحمايتها. كما قال تعالى ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، وجاءت النصوص في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بحفظ النفوس وتحريم سفك الدماء إلا بالحق. وقد بيَّن الله تعالى عقوبة قاتل النفس ظلمًا وعدوانًا وقد ترتب على ذلك الوعيد الشديد قال تعالى- ومن يقتل مؤمن متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا. فتأمل أخي هذه العقوبات العظيمة، وأخبر الله تعالى أنه لا يليق بالمؤمن أن يقدم على قتل النفس ظلمًا وعدوانًا لأن إيمانه الصحيح يفرض عليه احترام دماء الناس وأموالهم، وقد قرن الله قتل النفس بغير حق مع الشرك بالله، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الجريمة النكراء وجعلها من السبع الموبقات، وقال صلى الله عليه وسلم من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبًا بين عينيه آيس من رحمة الله، مؤكدًا أن هناك ثلاثة حقوق تتعلق بالقتل وهي حق الولي وحق لهذا المقتول وحق لله تعالى، نسمع ونشاهد مناظر بشعة عن هذه الجرائم العظيمة التي تقدم عليها تلك النفوس الشريرة والأيدي الخبيثة التي هي عدو للإسلام ويقومون بنشرها في وسائل الإعلام، وبيَّن سماحته أن هذه الفئات سفكت الدماء وأراقتها ظلمًا وعدوانًا بلا سبب وارتكبت جرائم تقشعر منها النفوس وهي جرائم شر وبلاء والإسلام بريء من هذه الأخلاق السيئة وكل مسلم يرفض هذه الأخلاق ويكرهها، هؤلاء قتلوا الصائمين وقتلوا المصلين وقتلوا من قال لا إله إلا الله ظلمًا وعدوانًا، وهؤلاء يقتلون النفوس البريئة وينسبون ذلك إلى الإسلام وهو ليس إلا إرهاب منظم وعدوان غاشم وظلم وضلال ونهب للأموال واستباحة للبلاد، وأعظم من ذلك أنهم غطوا جرائمهم وألصقوها بالإسلام وأن هذا جهاد، وهم ليسو مجاهدين ولكنهم أهل ظلم وعدوان وضلال ونهب وسلب ومطايا لأعداء الإسلام لينالوا من الإسلام. وفي ختام خطبته حذرالشباب حيث قال : ياشباب الإسلام اتقوا الله في أنفسكم واحذروا أن تنساقو مع هؤلاء أو تظنوا بهم خيرًا، فإنهم أعداء لكم وأعداء لدينكم وأفعالهم كلها خبيثة وكلها ضاله فيا شبابنا الله الله في أنفسكم ولا تنساقوا خلفهم فإنهم على ضلال نسأل الله أن يخلص بلاد المسليمن من شرهم.
مشاركة :