أدانت محكمة جزائرية محمد فالي، زعيم الطائفة الأحمدية في البلاد، بستة أشهر موقوفة التنفيذ، متهم إياه بجمع "أموال دون ترخيص" و"الإساءة للإسلام" حسب ما علمته CNN بالعربية من أحمديين. وأطلقت السلطات سراحه بعد إعلان هذا الحكم من لدن محكمة عين تدلس، بيدَ أنه يواجه تهما أخرى لدى ست محاكم بالبلاد، وقد اعتُقل فالي يوم 28 أغسطس/أب في منزله بمدينة عين صفراء، كما سبق أن أدين غيابيا في جلسة محاكمة شهر فبراير/شباط الماضي بثلاثة أشهر، وهي الإدانة التي أدت إلى اعتقاله مؤخرا. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد اعتبرت أن اعتقال محمد فالي هو "أحدث الأمثلة القمعية التي تستهدف هذه الأقلية الدينية"، وأشارت إلى أن "اضطهاد أتباع الطائفة الأحمدية وخطاب الكراهية ضدهم من قبل الوزراء يُظهر عدم تقبل ديانات الأقليات، سواء ادعت أنها طوائف مسلمة أم لا"، وطالبت المنظمة بالإفراج عن فالي وبقية الأحمديين المعتقلين. واعتقلت السلطات الجزائرية منذ يونيو/حزيران 2016 عددا من الأحمديين، وقد صرّح فالي لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن 266 أحمديا واجهوا اتهامات في مختلف محاكم الجزائر، منهم من حوكموا أكثر من مرة على التهم نفسها، لافتا أن الإدانات والأحكام صدرت في 123 قضية، وتتراوح فيها بين السجن 3 أشهر و4 أعوام، بينما صدرت 4 أحكام براءة. وتتحدث وزارة الشؤون الدينية عن أن الهدف من الملاحقات هو "القضاء على الطوائف الدخيلة في المجتمع"، وقد قرّرت سابقا أن تنتصب طرفا مدنيا في محاكمة أعضاء هذه الطائفة حتى "يتم القضاء على الانحراف في مهده" وفق تصريحات سابقة لوزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، في دولة يعدّ الإسلام دينها الرسمي وفق الدستور. ويقول معارضو الجماعة إنها ليست إسلامية، بيد أن الأحمدية، ووفق موقعها الرسمي، تقول إنها "جماعة إسلامية تجديدية عالمية"، تأسست عام 1889 بقاديان في الهند، من طرف ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي يقدم نفسه المهدي/المسيحي الموعود الذي تحدث رسول الإسلام محمد عن ظهوره في آخر الزمان، وترفض الأحمدية أن توصف بالدين، وتعلن إيمانها بأن آخر الأديان هو الإسلام. ويتزعمها حاليًا خامس "خليفة" لها.
مشاركة :