رغم كثرة الإيجابيات للمنتخب السعودي وهو الذي يصعد مرة خامسة لنهائيات كأس العالم «مونديال روسيا»، محققاً حلم أي منتخب في أصقاع المعمورة، إلا أن الرياضة السعودية ابتليت بمن يتفنون في تكسير المجاديف، والإيغال في السلبيات وتحطيم الإيجابيات.لا تمر مناسبة «ذهبية» إلا ويستحضر هؤلاء ثمانية ألمانيا في مونديال 2002، بل وصلت سذاجة بعضهم إلى تمني عدم التأهل كي لا تتكرر النتيجة، وكأن المنتخب السعودي الوحيد الذي خسر بنتيجة كارثية، وآخر الدلائل خسارة المنتخب البرازيلي (بالسبعة) على أرضه في مونديال 2014، وفي الدوري الإنجليزي العريق أمثلة كوارثية أقوى لمانشستر وليفربول وأرسنال وتشيلسي.والمحزن المبكي المخجل أن هؤلاء النقاد والإعلاميين ومقدمي البرامج هم مواطنون، ولكنهم غير قادرين على إدراك معنى قيمة النقد ودعم «منتخب الوطن»، ليس بالمجاملة والتطبيل والمديح، بل بانتقاد موضوعي وتحديد السلبيات الفنية وغيرها، وتحفيز الجيل الجديد بماضٍ رائع مثل مونديال 1994 في أمريكا، الذي كان أول وجود للمنتخب السعودي وأبهر العالم بالوصول لدور الـ 16، وفي الوقت ذاته لا يكون التمجيد بمبدأ التثبيط للمنتخب الحالي.ولأنني عاصرت الأربع مونديالات فقد عصفت المجاملات وبعض الخلافات الإدارية بالأخضر مونديالي 2002 و2006، لكن في الوقت الراهن واضح أن المدرب هو المتحكم الأول بتناغم إداري، ونحتاج إلى انضباطية أقوى ومباريات ودية ترفع مستوى التكتيك دون أن نبالغ في الطموحات، ولا نكون انهزاميين، ولا نستهين ببعض المنتخبات. *نقلاً عن الرؤية الإماراتية ** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط.
مشاركة :