اعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن المناهج الدراسية الدينية في السعودية تحض على الكراهية تجاه الأديان غير المسلمة، والتقاليد الإسلامية المختلفة عنها في تفسير الإسلام. ففي تقرير نشرته الأربعاء قالت المنظمة الحقوقية إن المناهج الدراسية تحتوي على نصوص “تحط من قدر الممارسات الدينية الصوفية والشيعية، وتنعت اليهود والمسيحيين بـ “الكفار” الذين لا ينبغي للمسلمين أن يتعاملوا معهم”. وأوردت هيومان رايتس واتش عدة أمثلة على ذلك، منها ماورد في أحد كتب الفصل الدراسي الثاني من الصف الثاني، حيث يدعو “اليهود والمسيحيين والوثنيين بـالكافرين الأصليين“، وأن من واجب المسلمين تكفيرهم. التقرير اعتمد على مراجعة سلسلة من الكتب الدينية المدرسية في وزارة التربية والتعليم، بعنوان “التوحيد“، تتألف من 45 كتابا لمستويات التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي. هيومان رايتس واتش اعتبرت “التشهير الرسمي للحكومة السعودية بالمجموعات الدينية الأخرى، إضافة إلى حظرها الممارسة العلنية للأديان الأخرى، يمكن أن يرقى إلى التحريض على الكراهية أو التمييز”. ودعت المنظمة المسؤولين السعوديين إلى “التوقف عن تحقير المعتقدات الشخصية للآخرين، والتصدي للخطاب العدائي”. وأشارت إلى أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يحض البلدان على حظر “أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف”. وتنص المادة الـ18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أن “ لكل إنسان حقا في حرية الفكر والوجدان والدين، ويشمل ذلك حريته في أن يدين بدين ما، وحريته في اعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر”. وكان محتوى المناهج المدرسية السعودية قد تعرض للانتقاد من قبل حقوقين ودول غريبة، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، باعتبار أنه يشمل تعاليم “عنيفة” ولغة “متعصبة”. وواجهت السعودية ضغوطا لكي تصلح منهجها الديني في المدارس منذ اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول، وخصوصا من الولايات المتحدة، بعد أن قالت واشنطن أن 15 من بين الخاطفين الـ 19 هم سعوديون.
مشاركة :